الأحد، 23 مارس 2014

الفروق الجوهرية بين كوسوفو والقرم وتناقض الموقف الروسي

ترجمه من الألمانية : إبراهيم النويهي
عن موقع صحيفة 20Minuten السويسرية


الفارق بين قرار استقلال كوسوفو وبين ضم شبه جزيرة القرم لروسيا

برر الرئيس الروسي ڤلاديمير بوتين تدخل بلاده عسكريا في شبه جزيرة القرم ومحاولات ضمها لروسيا بما فعله حلف الناتو في عام 1999 بان تدخل كذلك عسكريا في حرب كوسوفو، وهذا التشبيه من بوتين تشبيه اعرج، ليس فيه اي دلاله صحيحة، فيما أدعي بوتين مجددا يوم الثلاثاء الماضي تبعية شبه جزيرة القرم للدولة الروسية واصفا هذا الانضمام بانه امر لا لبس فيه ولا غموض، ذلك مايراه بوتين وما يتصوره مكرراً رفضه لكل الانتقادات والتهم الموجه اليه من قبل الغرب ومبرراً موقفه بتدخل الناتو العسكري في حرب كوسوفو من خلال عملية "قوة التحالف" (Allied Forces )، وهو التدخل العسكري الذي أدي إلي انتهاء الحرب في غضون مايقارب ثلاثة شهور ثم الاعتراف بكوسوفو بعدها بثماني سنوات وإعلان استقلالها. 

شرودر " المستشار الألماني السابق " يدافع عن صديقه بوتين

قام المستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر والذي كان مستشاراً لألمانيا إبان الحرب في كوسوفو بتشبيه الوضع الحالي في القرم بالحرب التي كانت في كوسوفو وأيد كذلك تبرير بوتين لسياسته في شبه جزيرة القرم، كما انتقد شرودر" أصابع الإنذار " التي أشهرتها الدول الغربيه في وجه روسيا. " من الطبيعي ان ما يجري الان في شبه جزيرة القرم ماهو الا انتهاك لاعراف القانون الدولي"، هذا ما قاله شرودر قبل ثمانية ايام للصحيفة الالمانيه " Die Zeit" في حفل لها واليوم يدافع شرودر عن صديقه بوتين وإعطائه الحق في استشهاده علي مقارنه الوضع الأمني في القرم بما كانت عليه شكل الحرب في كوسوفو. 

إن من ينظر لمقارنه بوتين وشرودر قد يتوهم أنهم علي حق فيما وصفوه بتشابه الحالتين في القرم وكوسوفو، وأن تدخل الناتو في حرب كوسوفو كان كذلك مخالف للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة كما هو الحال في التدخل الحالي لروسيا في القرم. علاوة علي ذلك فإن الدول التي اعترفت بكوسوفو منذ بداية عام 2008 تضع حماية السكان المدنيين فوق سياده صربيا الإقليمية في المنطقة التي كانت كوسوفو تابعة لها من قبل ولهذا السبب جعلت روسيا قرارها التي أعلنته في يوم الاثنين الماضي والذي اعترفت فيه باستقلالية القرم عن أوكرانيا قرارا رسميا ساري المفعول. 

موقف المستشارة الألمانية ميركل من التشبيه الروسي للوضع الحالي في القرم بحرب كوسوفو 

" هذه مقارنه يندي لها الجبين "، هذا ماوصفته ميركل لمقارنه بوتين الوضع في كوسوفو بالوضع في القرم، فيما رفضت المستشاره الالمانيه جميع الحجج والأدلة التي يسوقها بوتين من اجل تبرير موقفه وتدخل بلاده العسكري في شبه جزيرة القرم الاوكرانيه. وهو ماتراه معظم الدول الأوروبية . 

في حقيقة الامر هناك أربع فروق جوهرية بين الوضع الحالي في أوكرانيا والوضع السابق التي كانت عليه الحرب في كوسوفو : 

الفرق الأول : 

التطهير العرقي الذي كان في حرب كوسوفو

علي النقيض للوضع الحالي في القرم يأتي الوضع الذي كانت عليه طبيعة الحرب الصربيه في كوسوفو، وذلك لأن حياة الروس المقيمين في القرم ليست مهددة بالخطر، بل هم أمنون ، اما الشعب الألباني الكوسوفي فقد انتهكت جميع حقوقه اثناء الحرب من قبل الصرب وتم طردهم من بلادهم وتشريدهم علي العكس طبعا لما هو عليه الحال الان في القرم فلم يحدث هناك اي عمليات استهدفت حياة الروس في القرم، وهذا ما تدعيه بصفه مستمره وسائل إعلامية روسيه بان حياة الروس في القرم مستهدفة وهذا ليس صحيح. 

الفرق الثاني : 

الدبلوماسية الدولية

قبل اتخاذ قرار حلف الناتو بالتدخل عسكريا في كوسوفو لحمايه الشعب الكوسوفي من الإبادات الجماعية التي مارستها صربيا في حربها علي كوسوفو، أجريت عدة جولات من المحادثات الدبلوماسية لوقف المجازر في كوسوفو، ولكن جميعها بائت بالفشل في إيجاد حل دبلوماسي لإيقاف نزيف الدم. اما في القرم فكان قرار روسيا بالتدخل قراراً سريعاً، ولم يكن هناك محادثات دبلوماسيه قد تتوصل لحلول اخري غير التدخل الروسي العسكري. 

الفرق الثالث :  


الصدمة الكبيره من مذبحة سربينيتشيا

تعرضت مدينة سربينيتشيا للإباده الجماعية والاغتصاب المنظم، أبيدت أعداد كبيره من مسلمي البوسنة والهرسك في شكل جماعي. ولذلك توجب علي الناتو التدخل عسكريا خشية تكرار مثل هذه المجازر تجاه الألبان الكوسوفيين. 

الفرق الرابع والأخير :


الهدف من التدخل العسكري في كلتا الحالتين

الهدف من تدخل روسيا عسكريا في أوكرانيا هو ضم شبه جزيرة القرم والاستيلاء عليها، اما الحال في كوسوفو فكان ليس له أهداف لضم كوسوفو لدوله اخري.
التناقض الروسي

علاوة علي ما ذُكر من قبل فإن موسكو في موقفها تجاه القرم قامت بمناقضة نفسها بإستشهادها بحرب كوسوفو والتدخل العسكري للنيتو بدون قرار من مجلس الأمن وذلك لإثبات مشروعية تدخلها العسكري في القرم حيث أن روسيا استخدمت هي و الصين حق النقض الفيتو لإيقاف قرار مجلس الأمن حينذاك بالموافقة علي تدخل النيتو في كوسوفو. كما أن ذلك يسري علي قرار المحكمة الدوليه في 2010 والذي أعلنت فيه استقلال كوسوفو، هذا القرار الذي رفضته روسيا ولم تعترف به هو نفسه القرار الذي تستشهد به علي مشروعية تدخلها في القرم، بالرغم من ان روسيا لم تعترف رسميا حتي يومنا هذا بأن كوسوفو دولة حرة مستقله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك