كتبته :Ulrike Putz
ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة
تحت عنوان "المصريون
يصوتون لصالح الجنرالات" كتبت مجلة "دير شبيجل" الألمانية أبرز
المجلات الألمانية وأوسعها إنتشاراً تقول أن الكثير من المصريين لايريدون بعد
ثلاثة أعوام من الفوضي سوي شيئ واحد ألا وهو الإستقرار لذلك سيصوت كثيرون لصالح الدستور
الذي يعيد سلطة العسكر للحكم من جديد في الوقت الذي سيتم إقصاء جماعة الإخوان
وإعادتها للعمل بشكل غير شرعي وهو تطور خطير جداً للمشهد السياسي المصري.
وأبرزت المجلة معاناة
الشاب المصري "أبو محمد" والذي وجه إليه أحد المارة السباب قائلاً :
"الله يلعنكم" في الوقت الذي صرخ فيه آخر في وجهه "أنتوا خربتوا
البلد" وذلك بينما كان أبو محمد في طريقه لإجراء المقابلة مع المجلة في نادي
التجديف بالقاهرة.
أبو محمد لم يسكت أمام تلك
الشتائم ورد علي مهاجميه قائلاً " لن أقوم بحلق لحيتي حتي لو كان الثمن حياتي".
إسم "أبو محمد"
ليس هو الإسم الحقيقي للشاب ذو ال 30 ربيعاً فقد أخفي إسمه الحقيقي خوفاً من مخبري
الشرطة السريين الذين قد يوشوا به لدي السلطات الأمنية فيتعرض للملاحقة وربما
للإعتقال.
وأضافت "دير
شبيجل" أن "أبو محمد" والذي يعمل كإخصائي تكنولوجيا معلومات (IT) هو شاب
سلفي ملتحي وزوجته منتقبة وهو أب لطفلتين ويتعرض في مصر ما بعد 30 يونيو للكثير من
المضايقات حيث يقول : "أتعرض للتهديد في كل لحظة".
المجلة قالت إن الشباب
المصري من عينة أبو محمد هم أبرز الخاسرين في مشهد التحول الذي تشهده مصر منذ تنحي
مبارك في 2011 وتولي المجلس العسكري السلطة في البلاد منذ فبراير 2011 حتي يونيو
2012 وهي الفترة التي كانت علي غير رضا ثوار يناير الذين كانوا غاضبين من حكم
العسكر.
وأشارت الصحيفة إلي فترة حكم الرئيس محمد مرسي والإخوان المسلمين
وإلي أخطائهم في السلطة والتي أغضبت قطاعاً من المصريين خرجوا للتظاهر ضدهم الصيف
الماضي وهو ما أتخذه الجيش حجةً للإنقلاب علي مرسي والإطاحة به.
بعض الشباب المؤيد لحكم العسكر وللتصويت ب "نعم" علي الدستور الجديد |
وهاهي مصر بقيادة عبد الفتاح السيسي علي أعتاب الدخول في حلقة جديدة
من مسلسل الحكم العسكري الذي لطالما أحكم قبضته علي البلاد وأولي الخطوات علي هذا
الطريق هي الإستفتاء الذي يجري حالياً في البلاد والذي يبدو أنه سيتم الموافقة
عليه بغالبية كبيرة رغم سقوط قتلي ووقوع أحداث عنف أثناء إجرائه.
وعنونت الصحيفة عنواناً فرعيا قالت فيه " الجيش سيصبح دولة داخل
الدولة" وقالت أنه سيتم فيما بعد إحكام القبضة العسكرية علي البلاد وتكميم
الأفواه المعارضة ومحاكمة معارضي حكم العسكر أمام محاكم عسكرية وهو ما يمثل خيبة
أمل كبيرة للتجربة الديموقراطية في مصر.
بعض الشباب الرافض لحكم العسكر والمؤيد لشرعية الرئيس محمد مرسي |
وأختتمت المجلة تقريرها بالعودة إلي الشاب السلفي "أبو
محمد" والذي أكد أنه بالرغم من حجم الغضب الذي بداخله إلا أنه كشاب متعلم
ومتحضر لن يلجأ للعنف ولن يحمل السلاح لكنه أضاف قائلاً أن بعض زملائه ليسوا بهذا الهدوء
وأنهم يتوقعون نشوب حرب أهلية في مصر خلال عام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك