الخميس، 8 مايو 2014

الكاتب الألماني المرموق يورجين تودينهوفر يرد علي المدعو حامد عبد الصمد

ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة
نقلاً عن منشور علي الصفحة الرسمية للكاتب الألماني يورجين تودينهوفر
صورة للكاتب الألماني يورجين تودينهوفر

بعد أن نشر المدعو حامد عبد الصمد المصري المقيم في ألمانيا كتاباً يهاجم فيه الإسلام ويتهمه بالفاشية والعنف رد الكاتب الألماني يروجين تودينهوفر عليه برسالة عنوانها "إنتقاد الإسلام كوسيلةٍ للتربح" وإليكم نص الرسالة :



"إنتقاد الإسلام كوسيلةٍ للتربح"


في كتابه الجديد وصف الكاتب الألماني ذو الأصول المصرية حامد عبد الصمد الإسلام بالفاشية. وبهذا بدأت صفقة عبد الصمد التجارية في الربح.

بحسب المادة 130 من قانون العقوبات فإن إدعاء عبد الصمد يندرج تحت بند "إثارة الفتنة" لكن أي قاضٍ في يومنا هذا يحمي كرامة دين من الأديان؟ 

أعرف حامد عبد الصمد فقط من خلال لقاءاته التلفزيونية والبرامج الحوارية وأنا أحترم كونه إنسان لكني أري سبابه وطعنه في الإسلام جهلاً ووقاحةً وجُبناً.

*جهلاً

جهلاً لأن حامد عبد الصمد في أحسن الأحوال ليس عارفاً حقيقياً بالدين الإسلامي ولو كانت لديه معرفة حقيقية بالإسلام لعرف أن آيات القتال في الإسلام تستند إلي الوقائع الحربية والغزوات التي وقعت بين مكة والمدينة والتي صورها الإسلام في مشاهد مختلفة ومواضع متعددة من القرآن.

هذا الأمر أشار إليه وزير الأوقاف المصري الأسبق محمود حمدي زقزوق كما أشار إليه علماءٌ آخرون لكن الجهلة وحدهم هم من ينسجون من تلك الآيات وبجهل تام إتهاماتٍ للإسلام بالفاشية.

بعض هؤلاء الجهلة يفعلون ذلك بسبب الجهل التام بالإسلام وبعضهم يحرّف القرآن عامداً متعمداً. 

وبالمناسبة فإن وصف مشاهد المعارك الحربية في العهد القديم لليهود والنصاري هو أكثر دمويةً من وصفها في القرآن.

أحد علماء علم النفس التطوري وهو العالم اليهودي ستيفن بينكر (Steven Pinker) يصف العهد القديم بأنه "مدح متفرد للعنف" حيث تقرأ فيه عن القتل والإغتصاب والإستعباد وبيع النساء وشرائهن وسرقتهن وإستخدامهن كألعاب جنسية وفي أكثر من 100 موضع في العهد القديم يعطي الرب بنفسه الأوامر بالقتل.

ماثيو وايت (Matthew White) أحصي عدد ضحايا القتل الجماعي في العهد القديم فبلغ العدد 1.2 مليون قتيل.

النبي محمد والنبي موسي وُلدا في عالم متقاتل لكن الحمقي وحدهم هم من يطلقون علي العهد القديم لقب الفاشي بسبب وصف الحروب والمعارك الواردة فيه والعهد القديم بالنسبة لي هو واحد من أعظم الكتب في تاريخ البشرية حيث تمثل قيمة الإيثار جزءاً محورياً منه (أنظر سفر اللاويين 19:18).

القرآن أيضاً يأمر بالإحسان للجيران قائلاً :

 " وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا " سورة النساء-آية 36

القرآن بالنسبة لكل إنسان له عين تري وقلب ينشرح هو كتابٌ عظيم جليل تتجلي فيه قيم الرحمة والعدالة.

وقاحةً

أما عن وقاحة وصف حامد عبد الصمد للإسلام بالفاشية فألخصها فيما يلي :

الملك فريدريش العظيم (Friedrich der Große) كان من المناضلين الأوائل الشجعان من أجل قضية حرية الرأي وحرية الصحافة وكان مشهوراً بتسامحه.

ذات مرة تسائل فريدريش العظيم قائلاً : هل معني أن يكون المرء مؤيداً لحرية التعبير أن يحتقر المعتقدات الدينية للآخرين؟ ويجيب عن هذا التساؤل مؤكداً أن "الحرية والتسامح لابد ألا يتجاوزا إلي هذا الحد الذي يتم فيه إستحسان السفاهة والوقاحة والإباحية والتي من خلالها يتم سب معتقدات الآخرين ومقدساتهم بكل وقاحة" فحرية الرأي والتعبير ليست وحدها قيمة عظمي لكن معتقدات الناس العميقة هي الأخري ذات قيمة عظمي ومحل تقدير.

جبناً

جبن حامد عبد الصمد يتجلي في كونه يسب الإسلام في ألمانيا حيث من السهل جداً في بلد متحرر مثل ألمانيا أن تقوم بسب معتقد أقلية من الأقليات وليس في ذلك الأمر أي مخاطرة بل إن الأمر قد يحقق لك مكاسب مادية كبيرة ويُدر عليك الكثير من المال.

لماذا لا يذهب حامد عبد الصمد إلي تونس أو المغرب أو السعودية لنشر فرضياته المعادية للإسلام؟ بكل تأكيد سيكون ذلك أمراً خطيراً لكن إذا كان الأمر مرتبطاً بالقضاء علي "الفاشية" علي حد زعم حامد عبد الصمد, أليس من الجدير بالمرء أن يكون مستعداً للمخاطرة بنفسه بعض الشيئ من أجل قضيته تلك؟؟

إن تكَسّب حامد عبد الصمد للمال في ألمانيا المسيحية من خلال إنتقاده المستمر للإسلام هو فعلٌ رخيص تماماً كالمسيحي الذي يذهب إلي السعودية مثلاً للعمل كمنتقد ومناهض للمسيحية ليكب من وراء ذلك المال ويملأ من ذلك جيوبه أو كيهودي يحرض ضد اليهيودية في جمهورية فايمار الألمانية التي كانت تضطهد اليهود.

هذا الفعل أعتبره فعلاً مشيناً ورخيصاً وجباناً.

إن الفاشية وما يدخل في نطاقها من النازية الألمانية هي من أكثر الأيدلوجيات دمويةً في العصر الحديث بعد الشيوعية السوفيتية والصينية وكون حامد عبد الصمد والذي يحمل الجنسية الألمانية يتهم الإسلام دين آبائه وأجداده بالفاشية فإن هذا يجعلني مصاباً بالذهول وغير قادر علي الكلام.

أعلم أن حياة حامد عبدالصمد لم تكن حياة سهلة وأنه تعرضكثيراً لجروح عميقة في نفسه لكن هذا لا يعطيه الحق في إهانة أغلي ما يملكه أي مسلم وهو عقيدته وديانته الإسلامية وتلطيخ سمعتها في الوحل. 

من وجهة نظر الشاعر الألماني العظيم جوته فإن شخص كحامد عبد الصمد هو شخص "مخبول" حيث كتب جوته في ديوانه الشرقي-الغربي ما معناه أن "كل الإحترام للإسلام وكل الإحتقار لمنتقديه فاقدي الأهلية" حيث قال نصاً :

من حماقة الإنسان فى دنياه
أن يتعصب كل منا لما يراه
وإذا الإسلام كان فى معناه
أن التسليم لله
فإننا أجمعين ،
نحيا ونموت مسلمين*

* الأبيات ترجمة الدكتور عبد الغفار مكاوى

كتبه يورجين تودينهوفر وترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة

هناك 3 تعليقات:

  1. بارك الله فيك وجزاك الله خيرا و اتمنى منك أن تستمر في نشر مثل هذه المقالات و أسأل الله لك دوام العافيه و النجاح

    ردحذف
  2. مقال متميز يستحق القراءة فعلا

    ردحذف
  3. لا يضر السحاب نبح الكلاب\.... ولو أن كل كلب عوى القمته حجرا لكان الحجر مثقالا بدينار.. الكلاب تنبح والقافلة تسير.... هؤلاء الخنازير يحبون الظهور لذلك لا هم لهم الا مهاجمة الدين الحنيف... فهل يتجرأوا مثلا على انتقاد خرافة الهولوكست؟؟؟ أو القاء القنبل النووية على هيروشيما وناغازكا وطرد الفلسطينيين من بلادهم وملايين الفتلى على يد االأوروبيون والحرب العامية الأولى والثانية التي تسببست بفتل عشرات الملايين؟؟؟؟؟؟

    ردحذف

تعليقك