رسالة
جديدة للكاتب الصحفي الألماني المرموق "يورجين تودينهوفر" يوجهها للغرب
وللمسلمين ولمقاتلي تنظيم القاعدة ويسترجع فيها ذكرياته مع مدينة الفلوجة.
ترجمها
من الألمانية : إسماعيل خليفة
أصدقائي الأعزاء ! أفكر هذه
الأيام كثيراً في مدينة الفلوجة تلك المدينة التي قامت قوات المارينز الأمريكية
بتدميرها بشكل كامل تقريباً عام 2004 من خلال هجومين قاتلين بالفسفور الأبيض.
ليس هذا فحسب . بل كان جنود المارينز يمطرون السكان الفارين بمقاطع صاخبة جداً من موسيقا الروك كما لو كانوا يريدون نزع أخلاقهم إنتزاعاً وكسر شوكتهم وتحطيم إرادتهم.
ليس هذا فحسب . بل كان جنود المارينز يمطرون السكان الفارين بمقاطع صاخبة جداً من موسيقا الروك كما لو كانوا يريدون نزع أخلاقهم إنتزاعاً وكسر شوكتهم وتحطيم إرادتهم.
لقد لقي آلآلاف من العراقيين
حتفهم في معركة الفلوجة والتي تعتبر واحدةً من أكثر المعارك وحشيةً منذ معركة البيوت
في مدينة "هوي" (Hué) الفيتنامية قبل عقد من
الزمن.
لقد قضيت ساعات طويلة في مدافن المدينة المنكوبة مع العراقيين المكلومين في فقدان ذويهم كما عشت لمإسبوع كامل مع مقاتلي المقاومة العراقية في خنادق مدينة الرمادي المجاورة. لقد شاركت هؤلاء المقاتلين محنتهم وبؤسهم اليومي.
لقد قضيت ساعات طويلة في مدافن المدينة المنكوبة مع العراقيين المكلومين في فقدان ذويهم كما عشت لمإسبوع كامل مع مقاتلي المقاومة العراقية في خنادق مدينة الرمادي المجاورة. لقد شاركت هؤلاء المقاتلين محنتهم وبؤسهم اليومي.
إن
سكان الفلوجة والرمادي لم يتعافوا من آثار المذابح التي تمت في المدينتين في ذلك
الوقت حتي الآن. فحتي يومنا هذا تعاني النساء في الفلوجة من حالات إجهاض متكررة
بسبب الأسلحة المحرمة دولياً التي تم إستخدامها في الفلوجة.
بل
وفوق كل هذا لا تزال الحكومة المركزية التي يسيطر عليها الشيعة تعامل أهل السنة في
الفلوجة كما لو كانوا مصابين بالجزام.
الكثير
من المراقبين الغربيين يكتفون بهز رؤسهم عجباً عند سماعهم الأنباء الواردة من
العراق والتي تفيد بأن أهل الفلوجة يفتحون اليوم أبوابهم لتنظيم القاعدة متناسين
تماماً المعاناة التي لا تُوصف لسكان محافظة الأنبار وكيف أن العدوان المنتهك
لحقوق الشعوب ولحقوق الإنسان والذي شنته أمريكا ضد العراق في ذلك الوقت كان
مرفوضاً بشدة من تنظيم القاعدة وكان تنظيم القاعدة وسكان الأنبار يقاتلون في ذلك
الحين عدواً مشتركاً.
بكل
تأكيد هذا ليس إعتذاراً أو تبريراً للإرهاب الذي تمارسه "القاعدة" بقدر
ما هو إتهام ودعوي أرفعها ضد كل أولئك السياسيين الغربيين الذين دبروا وأباحوا تلك
الحروب بل وأثاروا المجموعات والطوائف الدينية العراقية وحرضوهم ضد بعضهم البعض
عملاً بمبدأ "فرّق تَسُد" (divide
et impera) فالإسلام الممزق المنقسم هو الإسلام الذي يفضله
الغرب ويتمناه.
لذلك
فإني أجدد ندائي مرة أخري للأجيال المسلمة القادمة : "توقفوا عن محاربة بعضكم
البعض توقفوا عن التحريض ضد بعضكم البعض! يا مسلمو العالم إتحدوا! وتجمعوا ولا
تتفرقوا ! ولا تكونوا بنفس غباءنا نحن الأوربيون عندما حولنا أوروبا لقرون إلي
حطام ورماد في صراع أرعن يدور حول إثبات ما إذا كان البروتستانت أم الكاثوليك هم
المسيحيون الحق.
أما مقاتلو
تنظيم القاعدة فأقول لهم : أنا أعلم أنا أحداً لا يُولد إرهابياً من بطن أمه لكن
حربكم الوحشية والتي لا تفرق بين برئ ومذنب تضر بالإسلام أكثر من كل الحروب التي شنها
الغرب علي الإسلام فأنتم تُظهرون الإسلام كدين دموي بينما في الحقيقة الإسلام دين
الرحمة والعدالة. وأعلموا أن صنّاع الحروب في الغرب يستخدمونكم ك "حمقي
مفيدين" في حربهم ضد الإسلام فلا تشاركوهم تلك اللعبة القذرة والتي يحصل
بموجبها الغرب علي حجته الثمينة التي يحتاجها بشدة وهي "محاربة الإرهاب"
. وأعلموا أن الإرهاب قتلٌ للنفس وقتل النفس إثم عظيمٌ في الإسلام. توقفوا عن
تشويه الإسلام والإضرار به!.
إني
أفكر دائماً في الفلوجة والرمادي . أفكر في ملاعبها التي تحولت إلي مقابر يُدفن
فيها أطفال العراق بدلاً من أن يلعبوا فيها.
لقد
شاركت دولٌ عربية في الحرب علي العراق ولولاهم ما كان الغرب ليجرؤ علي مهاجمة أي
دولة مسلمة لو كان العالم الإسلامي مترابطاً ومتحداً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك