ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة
كتبه : Christoph Sydow
قالت مجلة
"دير شبيجل" (DER SPIEGEL)
الألمانية إحدي أبرز الصحف الألمانية وأوسعها إنتشاراً أنه بعد ثلاث سنوات من
إندلاع ثورات الربيع العربي إتفق الكثير من المراقبين علي أن الربيع العربي لم
يؤتي ثماره فسوريا سقطت في دوامة الحرب الأهلية وليبيا تعاني من مظاهر الميليشيات
المسلحة ومصر في طريقها لأن تصبح ديكتاتورية عسكرية.
لكن برغم تلك
النظرة المتشائمة للمراقبين إلا أن بلداً واحداً في شمال أفريقيا يحمل بريق أمل وتفاؤل.
هذا البلد هو تونس التي أقرت للتو دستورها الجديد والذي تم التوافق عليه بأغلبية
كبيرة.
دستور تونس
الجديد إستغرق الإعداد له وإقراره عاماً إضافياً عن الفترة الزمنية المفترض إقراره
فيها ولم تؤثر حوادث الإغتيالات التي طالت رمزين من رموز المعارضة اليسارية في
إعاقة إقرار الدستورالتونسي الجديد.
وأشارت "شبيجل" إلي حالة التوافق والتناغم التي سادت بين كافة
الأحزاب التونسية سواء الإسلامية منها أو العلمانية كما أبرزت ثناء المعارضة
العلمانية علي الإسلاميين ومرونتهم ورغبتهم الحقيقية في بناء مستقبل أفضل لتونس.
"شبيجل"
قارنت بين حالة التناغم والهدوء في المشهد التونسي وبين التطورات الخطيرة في
المشهد المصري حيث قالت أن تونس تخطو بدستورها الجديد أولي خطواتها نحو الديموقراطية
بينما تخطو مصر أولي خطواتها نحو ديكتاتورية عسكرية بعد إقرار دستورٍ صاغتها لجنة
معينة في غرف مغلقة يعطي العسكريين إمتيازات وسلطات واسعة ويمهد الطريق لحكم عسكري
آخر للبلاد.
وأختتمت المجلة
تقريرها بالقول أنه في الوقت الذي يتنحي في الجيش التونسي جانباً ويبتعد عن
السياسة ينغمس الجيش المصري في السياسة حتي النخاع محافظاً علي الموروث التاريخي
لتدخل الجيش المصري في السياسة والذي بدأ منذ إعلان الجمهورية في 1952 حيث أصبح الجيش
منذ ذلك الحين اللاعب السياسي الأبرز في البلاد وأضافت أن محمد مرسي كان الرئيس
المدني الوحيد من بين كل زعماء مصر منذ 1952 لكن عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع
أطاح به في 3 يوليو 2013 بعد عام واحد فقط من توليه الحكم ليجهز نفسه لتولي السلطة
في مصر "نزولاً علي رغبة الجماهير" وهي السلطة التي يضمنها له الدستور
المصري الجديد الذي تم إقراره مؤخراً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك