ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة
عن صحيفة "تاجس شبيجل" الألمانية
صحفي ألماني يروي معاناته مع إنقطاع الكهرباء المتكرر في القاهرة |
في مقال له بعنوان : "كشّاف الرأس هو الحل" حكي مارتين جيلين مراسل صحيفة "تاجس شبيجل" الألمانية في مصر معاناته مع الإنقطاع المتكرر للتيار الكهربائي في القاهرة حيث كتب يقول :
بينما أتابع بشغف أحداث فيلم من أفلام الجريمة حيث جاء المحقق في الفيلم وتوجه إلي الضحية التي كانت في حالة غياب تام عن الوعي واضعاً هاتفه النقال علي أذنه ومتحدثاً إلي الطرف الآخر من المحادثة قائلاً : "لا أعرف ما إذا كان لا يزال علي قيد الحياة ") وفي قمة إندماجي مع المشهد إذ أصبح كل شيئ حولي مظلماً وحل السواد في كل مكان وأنطفئت شاشة التلفزيون وصمت صوته تماماً.
الآن فقط عرفت ماذا يجري...إنه التيار الكهربائي ينقطع من جديد.
فمن يعيش في القاهرة هذه الأيام لا يمكنه أن يستمتع بمشاهدة فيلم جريمة واحد حتي نهايته حيث يمكن أن تنقطع الكهرباء في الدقي فيفوتك معرفة بعض أحداث الفيلم كمكان وقوع الجريمة مثلاً أو ربما ينقطع التيار الكهربائي في الزمالك بينما الفيلم في بدايته أو ينقطع التيار في المعادي في منتصف الفيلم.
لذلك فإن من لا يرغب في تخيّل مشهد النهاية للفيلم علي أضواء الشموع فإن عليه الإنتظار لليوم التالي حيث يتم إعادة الفيلم مرة أخري أو فلنقل أنه يمكنه مشاهدة بعض أجزاء لم يشاهدها من الفيلم.
أزمة إنقطاع الكهرباء تزداد سوءاً
لقد أصبحت الإنقطاعات الليلية المتكررة للكهرباء في مصر أمراً مرهقاً وشاقاً.
فإنقطاعات الكهرباء تطال كل الأحياء القاهرية تقريباً وتتكرر من 3 إلي 4 مرات يومياً وكل هذا ونحن لا نزال في فصل الربيع حيث لم تعمل مبردات الهواء والمكيفات بعد, بل إن وزير الطاقة الحالي يبشرنا بأن الإنقطاعات سوف تطول لتصبح 6 ساعات من الظلام الدامس وهذا يعني أنه علينا أن نبدأ في البحث عن الشموع وإستخدام كشافات الرأس ذات البطارية والبحث عن الكتاب الذي أود قراءته ثم الجلوس في ذلك الهدوء القاتل.
صورة للصحفي الألماني أثناء إنقطاع الكهرباء |
أصعب ما في الأمر هو إستخدام المصعد في ظل تلك الإنقطاعات المتكررة للكهرباء حيث يشبه إستخدام المصعد لعبة اليناصيب (القمار) فمن يوقعه حظه العاثر في مصعد أثناء إنقطاع الكهرباء فهذا معناه أنه قد حُكم عليه بالسجن الإنفرادي لمدة ساعة ونصف بين السماء والأرض.
منذ فترة قصيرة إشتري جيراني المصريين مولداً كهربائياً جديداً وضعوه في غرفة معيشتهم وهو ينير لهم بضعة مصابيح بالإضافة إلي التلفزيون طبعاً. ولا أعرف ما إذا كانوا شغوفين بمشاهدة أفلام الجريمة مثلي أم لا, لكن حتي وإن كانوا متابعين للفيلم الذي كنت أشاهده فإنهم بأي حال من الأحوال لن يتعرفوا علي القاتل في نهاية الفيلم بسبب الضجيج المرتفع الذي يصدره مولد الكهرباء الجديد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك