الاثنين، 3 فبراير 2014

بعد واقعة إغتصاب فتاة نمساوية : صحيفة "دي برسه" النمساوية تكشف الوجه القبيح للإمارة الفارهة

ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة
كتبه : WIELAND SCHNEIDER وCHRISTIAN ULTSCH

دبي تتلألأ, دبي تسحر العيون , دبي تسرق العقل والقلب وللشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن يكون فخوراً بمدينته البراّقة المتلألئة.
 لكن ليس كل شيئ في دبي برّاق ومتلألئ ففي الأسابيع الماضية مرت فتاة نمساوية من أصول تونسية  (29 عاماً) بتجربة رهيبة تظهر الجانب المظلم للواحة الصحراوية الخليجية الشهيرة حيث تعرضت للإغتصاب في جراج أحد الفنادق الفارهة بدبي وبدلاً من أن ينصفها القضاء الإماراتي راح يتهمها بتعاطي الخمر وممارسة الرذيلة ولأنها مسلمة زاد موقفها تعقيداً فقد تم إعتقالها وسحب جواز سفرها قبل أن تتدخل السفارة النمساوية في الإمارات لحل الأزمة.
هكذا بدأت صحيفة (Die Presse) النمساوية تقريرها حول الوجه القبيح لإمارة دبي والذي جاء بعنوان : "دبي : الوجه القبيح لمدينة الأضواء الصحراوية" حيث قالت الصحيفة أن وزير الخارجية النمساوي سابستيان كورتس ذو ال 27 ربيعاً تدخل علي الفور وأجري إتصالاً بنظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ذو ال 33 ربيعاً لحل الأزمة في القوت الذي طار فيه كلٌ من السكرتير العام لوزارة الخارجية "ميشائيل لينهارت" (Michael Linhart) ونائبة رئيس قسم الشئون القانونية والقنصلية "إليزابيت إليسون-كرامر" (Elisabeth Ellison-Kramer) لإحضار الفتاة من دبي بعد إعادة جواز سفرها إليها بينما كان وزير الخارجية الشاب سابستيان كورتس في إنتظارها في المطار.
وقالت الصحيفة أن السكرتير العام لوزارة الخارجية النمساوية لم يبد أسباب الإستجابة السريعة من السلطات الإماراتية لكن الصحيفة أشارت أن المراقبين يتوقعون أن يكون سبب سرعة الإستجابة الإماراتية راجع إلي أحد أمور ثلاث : أولها أن من قام بعملية الإغتصاب هو شخص يمني تربطه صلة قرابة بأحد رجال شرطة دبي وكان لابد من التعتيم علي القضية أو حلها سريعاً , ثانيها خوف آل مكتوم من الإضرار بصورة دبي في أوروبا لاسيما بعد أن أبدي ربع مليون نمساوي تضامنهم مع الفتاة المغتصبة في عريضة إلكترونية مطالبين بسرعة الإفراج عنها وإعادتها إلي النمسا وهو ما قد يؤثر علي السياحة التي تمثل عصب إقتصاد مدينة دبي.
أما السبب الثالث فربما يكون خوف الإماراتيين من خسارة نقطة جديدة في مساعيهم للحصول علي تسهيلات فيما يخص تأشيرات الدخول إلي  دول الإتحاد الأوروبي.
photo : Reuters

وقالت الصحيفة أن النمساويين باتت لديهم صورة مختلفة عن دبي الآن. صورة تختلف عن تلك التي كانت لديهم قبل عدة أسابيع ثم اشارت الصحيفة إلي النهضة العمرانية الرهيبة التي شهدتها دبي بدءاً ببرج خليفة والذي يعد اطول ناطحة سحاب في العالم مروراً بالفنادق البالغة الرفاهية والتي تجذب رجال الأعمال والسياح الأغنياء والذين يرتادون حانات وملاهي مدينة دبي المتلألئة والتي تقدم لهؤلاء الزوار كل المحرمات التي يحرمها الإسلام و تمنعها دولة الإمارات علي المواطنين العاديين مثل شرب الخمور وممارسة الجنس.
وهي المحرمات التي تعلم السلطات الإماراتية أن مواطنيها الأغنياء يرتكبونها ويستمتعون بممارستها لكنها تغض الطرف عن ذلك.
وأختتمت الصحيفة تقريرها بإبراز ملامح أخري لوجه دبي القبيح من خلال الإشارة إلي تقرير حديث لمنظمة "هيومان رايتس ووتش" (Human Rights Watch) جاء فيه عدة إنتهاكات لحقوق الإنسان في دولة الإمارات العربية المتحدة منها علي سبيل المثال الإعتقال القسري للمعارضين وأوضاع العمالة السيئة في البلاد والمتمثلة في دفع رواتب زهيدة جداً للقوي العاملة القادمة من جنوب آسيا وكيف يتم سحب جوازات سفر هؤلاء العمال ومنعهم من السفر إلا بعد موافقة صاحب العمل وكيف أنهم في حال قاموا بالشكوي من الرواتب الزهيدة أو عدم منحهم عطلات أو راحات فإنه يتم ترحيلهم سريعاً خارج البلاد.
التقرير كان من المفترض أن يتم عرضه في قاعة أحد فنادق دبي الحديثة إلا أن إدارة الفندق رفضت في اللحظات الأخيرة عقد المؤتمر الصحفي داخل الفندق.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك