كتبه : Christian Zaschke من لندن
ترجمه من الألمانية لشبكة "الألوكة" : إسماعيل خليفةتحت عُنوان "الكراهية تتنامى" كتبت صحيفة "ذود دويتشه تسايتونج" (Sueddeutsche Zeitung) الألمانية تقول: تَصاعد عدد الاعتداءات التي تَعرَّض لها مسلمو بريطانيا بشكل كبير في العام المُنصرِم عام 2013؛ حيث رصدت الشرطة اللندنية (Metropolitan Police) أكثر من 500 اعتداء على المسلمين في لندن وحدها، تنوَّعت ما بين اعتداء على أشخاص، وحَرْق مساجد، وتهديدات بالقتل على صفحات الإنترنت.
كما رصدت مجموعة "أخبِروا
والدتي" أو (Tell Mama) المهتمة
بالاعتداءات الطائفية تَضاعُفَ عمليات العنف ضد المسلمين في 2013 عن العام السابق.
مجموعة "أخبروا والدتي" أو (Tell Mama) تَتْبَع منظمة "شؤون الإيمان"
أو (Faith Matters)، وهي
مُنظَّمة تهتم بتحقيق التعايش السِّلمي بين الأديان.
ويقول المتحدث باسم المنظمة فياز ميهال (Fiyaz Mijhal ) إن وتيرة الكراهية ضد المسلمين تَصاعَدت بشكل خاصٍّ على مواقع
التواصل الاجتماعي، وإن واقعة قتْل الجندي البريطاني "لي رجبي"
(Lee
Rigby ) على يد
شابَّين مسلمَين في 22 مايو الماضي جنوب شرق العاصمة لندن، مُبرِّرينِ ما قاما به
بأنه ثأر لدماء المسلمين التي سُفِكت في كل أنحاء العالم.
الشابان اللذان قاما بعملية قتْل الجندي يدعيان
(Michael Adebolajo) و(Michael
Adebowale) وهما مواطنان بريطانيان دخلا في الإسلام منذ فترة، وارتبطوا
بدعاة متشدِّدين، أسهموا في تأصيل الفِكْر المتشدِّد في عقل الشابين البالغ عمر
أحدهما 22 عامًا والآخر 29.
وكانت واقعة قتْل الجندي (Lee Rigby) قد هزَّت بريطانيا نظرًا لقسوة تنفيذها؛ حيث قام
الشابان في وضَح النهار بصدم الجندي بسيارتهما، ثم نزلا من السيارة وحاولا شنْقَه
بحبل كان بحوزتهما، قبل أن تَصِل الشرطة وتُبادِلهما إطلاق النار فتُسقِطهما أرضًا
دون أن تقتلهما.
وبعد أيام قليلة من واقعة القتل تلك، رصَدت عدة منظمات تصاعدًا
كبيرًا في الهجمات على المسلمين في البلاد؛ حيث سجَّلت مجموعة
"أمل.. لا كراهية" (Hope Not Hate) في الخمسة الأيام الأولى فقط بعد الواقعة
قُرابة الـ (197) اعتداء، من بينها 10 اعتداءات على مساجد، كما تَمَّ نزْع النقاب
عن بعض النساء المسلمات، ومطاردة الرجال الملتحين، وإلقاء رأس خنزير أمام أحد
المساجد.
من جهة أخرى دعا الحزب الوطني البريطاني (British National Party) - أحد أبرز
الأحزاب اليمينية المُتطرِّفة في بريطانيا - إلى مظاهرات مناهضة للمسلمين، بينما
وصَف رئيس الحزب (Nick Griffin) "الهجرات الجماعية"
إلى
بريطانيا بأنها المُعضِلة الأساسية للبلاد في الوقت الذي شهِدت فيه البلاد بعد
أيام من الواقعة اشتباكات وحرب شوارع بين رجال الشرطة وأفراد من
"تَحالُف الدفاع الإنجليزي" (English Defence League) المعروف بتوجهاته
اليَمينيَّة المتطرِّفة.
إدانة قتلة الجندي
إحدى المحاكم اللندنية أدانت الشابَّين بتهمة قتْل الجندي
"لي رجبي"، بينما برَّأتهم المحكمة من تهمة الشروع في
قتْل أحد رجال الشرطة، ومن المُنتظَر أن يَصدُر الحُكْم النهائي على الشابين في
يناير الجاري.
كان الشابان قد وصفا نفسيهما أمام المحكمة بالجنود الذين يُقاتِلون
في معركة، وأصرَّا على أن تُناديهما المحكمة بأسمائهم الإسلامية الجديدة، بينما
قال شقيق أحد الشابين: إن هذه الواقعة لن تكون الأخيرة، وإن كلَّ جريمة قَتْل
تَرتكِبها القوات البريطانية في حق المسلمين، سيكون لها ردُّ فِعلٍ على الأراضي
البريطانية.
الجدير بالذِّكر أن رئيس الوزراء البريطاني (ديفيد كاميرون) كان قد
شكَّل وحدة جديدة؛ مهمتها مكافحة كلِّ أشكال التطرف، كما أمر بتشكيل لجنة تحقيق
تَنظُر فيما إذا كانت واقعة قتْل "لي رجبي"، كان من الممكن تجنُّبها لا
سيما أن أحد الشابين المتورِّطَين في قتل الجندي كان خاضعًا منذ فترة طويلة
للمراقبة من جهاز المخابرات الداخلية البريطانية (MI5).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك