ترجمه من الألمانية : محمد أحمد عوض
عن موقع صحيفة Der Standard النمساوية
من الإنترنت إلي ميدان التحرير
كتبته : Gudrun Harrer
هل كان الانترنت وسيله الربيع العربي لتحدي السلطة ؟ أم أنه مجرد أداه كالتلغراف فى الثورة الروسية 1917 ؟
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : ما الذي ساهمت فيه مواقع التواصل الاجتماعى والانترنت وما الذى جناه الربيع العربي خلال 3 سنوات ؟
النقاش هنا مثير للجدل فلا أحد يشكك في جدية الدور الذى لعبته التكنولوجيا الحديثة فى الربيع العربي ولكن الثورة عن طريق الإنترنت باتت تواجه بعض الإنتقادات من المتخصصين في هذا المجال لا سيما بعد تأخر 3 سنوات لتحقيق النتائج المرجوة للثورة وكذلك الديموقراطية التى ذهبت بعيد إلى حد ما .
أحد المشككين في جدوي ثورات الإنترنت هو "يغفنى موروزف" Evgeny Morozov الذي بحث فى الجانب المظلم من الإنترنت (حرية إستخدام الإنترنت) في دراسة بعنوان (The Net Delusion: The Dark Side of Internet Freedom) فبالنسبة له فإن وسائل الاعلام الجديدة ليست أكثر ولا أقل من سابقاتها , هكذا كانت وسائل الاعلام الجديدة فى كل وقت مضى كأجهزه التلغراف فى الثورة الروسية والكاسيت فى الثورة الايرانية والتليفزيون والفاكس فى سقوط الستار الحديدي . ومن هذا المنطق نفهم كيف استخدم آيه الله الخوميني شريط الكاسيت فى نشر افكاره الاسلامية وكذلك كان التلغراف مع البلشفيين عام 1917 .
انتشار الانترنت ادي أيضاً الى السخرية من الاكاديميين الكبار واعلامهم القديم الخائف من فقدان أهميته برفضه شعبياً .
"جيركين"Kody M. Gerkin الذي نشر صور سلمية الثورة المصرية على الانترنت على قناعه أن إعلام السلطة يتلاشى أمام الميديا الحديثة. وباستثناء اعلام السلطة (الذي يغير الواقع ويخلط المضامين) يمكن القول ان الادوات الحالية الحديثة المتمثلة فى الميديا اون لاين والفيس بوك وتويتر مهدت الارض بالتأكيد لموجه التظاهرات فى 2011 من خلال فيس بوك وبتوجيه من حمله ((كلنا خالد سعيد )) التى ينظر اليها كثيرون على انها بداية الحركة الثورية التى اطاحت بحسنى مبارك فى فبراير 2011 كان خالد سعيد شاب مدون تعرض للضرب حتى الموت على يد 2 من رجال الشرطه فى يونيو 2010 وبظهور وجهه المشوه على الانترنت وكذلك ايضا صور الشاب التونسي البوعزيزى الذي احرق نفسه فى ديسمبر 2010 أصبح الجدل السياسي فى مصر لا حدود له والجدير بالملاحظه ان السلطات المصرية قطعت الانترنت خلال الثورة بسبب الزخم الكبير الذي أحدثه , فتحرك العديد من الجالسين على شاشات الكمبيوتر الى ميدان التحرير.
موقع تويتر هو الآخر شهد تقدماً كبيراً فى 2011 فى العالم العربي حيث قفز عدد التغريدات من 2300يوميا فى مصر الى 230000 فجأة , ولكن كيف اصبحت هذه الميديا واسعة الانتشار ؟ يمكننا بسهوله قراءة تقرير جريدة الشرق الاوسط والذي تقول تقول فيه : يوجد على الاقل 6 حسابات باسم رئيس الوزراء ولكن كلها مزيفة , كما ينبغي لمرء ان يدقق النظر فى ظل الاحداث السياسيه الحاليه وما يدور فى ذلك الفضاء الواسع من عناوين.
نظر الغرب كان موجه إلى الشباب المتحضر والمتعلمين تعليم جيد وجيل التكنولوجيا الحديثة من الشعب فى الشارع العربي وكذلك الاسلاميين – العائدين الى صناديق الانتخابات – بعد كل ذلك الصمت , حيث ان مطالب المتظاهرين الاجتماعية اخفت تمردهم ضد الظلم السياسي والاقتصادي للنظام .
ويري موروزوف أن الغرب يهتم بتلميع الميديا الحديثة (التي أخترعها وأنتجها) ودورها فى الثورات العربية وذلك ليعلي بذلك من قدر نفسه ويزيد من رصيده الخاص كمخترع لتلك التكنولوجيا ومصدر لها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك