الاثنين، 6 يناير 2014

الهجرة إلي ألمانيا : لماذا يمثل المهاجرون في ألمانيا "نعمةً" للإقتصاد الألماني المتنامي.

تقرير أعدته صحيفة "دي فيلت"  (DIE WELT) الألمانية
ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة
في الوقت الذي تسعي فيه الحكومة الألمانية إلي الحد من عدد المهاجرين الوافدين إلي البلاد بدافع الفقر فإن التقارير الرسمية تشير إلي أن هؤلاء المهاجرين يمثلون أقلية بين المهاجرين الوافدين إلي ألمانيا وكان الجدل حول هذا الموضوع قد أُثير بشدة في ألمانيا بعد قرار الحكومة فتح الحدود مع بولندا في مايو من عام 2011 حيث أبدي بعض الخبراء تخوفهم من حدوث موجات هجرة جماعية للفقراء من دول شرق أوروبا إلي ألمانيا وهو ما لم يحدث بهذه الصورة المخيفة بل وفد إلي ألمانيا رجال ونساء ماهرون ومدربون حيث وصل ألمانيا عمال وحرفيون ومعلمون وأندمجوا في سوق العمل الألماني ووجدوا لهم فرص عمل تناسب مؤهلاتهم ومهاراتهم.

ويري المراقبون أن موجات الهجرة إلي ألمانيا تفيد الإقتصاد الألماني أكثر مما تضره نظراً لقلة القوةي العاملة الحرفية في ألمانيا بسبب شيخوخة المجتمع الألماني حيث يخرج الالاف العمال والحرفيون إلي المعاش دون أن يتم تعويضهم بعمال وحرفيين ألمان آخرين ويتوقع المراقبون أن تتقلص القوي العاملة في ألمانيا إلي 6 مليون عامل مع حلول عام 2030 وبالتالي لابد لألمانيا أن تفتح باب الهجرات إليها لتعويض العجز في سوق العمل لاسيما مع نهضتها الإقتصادية المتنامية.
وبفضل الوضع الإقتصادي الجيد لألمانيا فقد أصبحت ألمانيا بمثابة منطقة جذب للمهاجرين وأرتفع عدد المهاجرين في 2012 بشكل كبير حيث وصل ألمانيا 370 ألف شخص أكثر من الألمان الذين هاجروا خارج ألمانيا بينما زاد هذا العدد إلي 400 ألف شخص في 2013 مسجلاً أعلي معدلات هجرة إلي ألمانيا منذ 20 عاماً.
رسم بياني يوضح أعداد الأجانب في ألمانيا ويتقدم الأتراك تلك القائمة يليهم الإيطاليون ثم البولنديون ثم اليونانيون ثم جنسيات أخري 

ثلثي المهاجرين الجدد القادمين إلي ألمانيا هم من دول الإتحاد الأوروبي حيث تتصدر بولندا القائمة تليها رومانيا ثم بلغاريا ثم المجر كما لعبت الأزمات الإقتصادية وأزمة ديون دول جنوب أوروبا إلي دفع الكثير من اليونانيين والإيطاليين والإسبان والبرتغاليين إلي تجربة حظهم في ألمانيا في الوقت الذي تراجعت فيه تركيا إلي المركز السابع في الدول التي يهاجر مواطنوها إلي ألمانيا بعد أن كانت علي رأس قائمة تلك الدول بل و قد هاجر من ألمانيا أعداد من الأتراك أكثر من أي وقت مضي.
المستوي التعليمي للمهاجرين عنص مهم جداً حيث أن 50% من هؤلاء الوافدين إلي ألمانيا قد أنهوا تعليمهم الثانوي علي الأقل أو ما يعادله من شهادات ف 35% منهم حصلوا علي تعليم حرفي متوسط بينما حصل 22% منهم علي شهادات عليا وهو ما لايتوافر في ألمانيا التي تصل نسبة الأكاديميين فيها إلي 28% من الشعب الألماني.
الحكومة الألمانية إتخذت إجراءات أكثر مرونة في الإعتراف بالشهادات العلمية لهؤلاء المهاجرين للحيلولة دون أن يعمل حاصل علي بكالوريوس طب مثلاً كسائق تاكسي أو أن يعمل فني محترف كممرض مثلاً.
ففي عام 2012 ومن مجموع 8000 متقدم لمعادلة شهاداتهم لم يتم رفض سوي 500 فقط وزاد الطلب في سوق العمل الألماني علي وظائف مثل المدرسين والممرضين والأطباء والمهندسين وهي وظائف لابد لشاغلها من الحصول علي المؤهل المطلوب.
ويقول الدكتور ميشيل أونتش (Michael Untch) كبير الأطباء في مستشفي هيليوس في برلين أن المهاجرون المستعدون للعمل والكفاح لديهم فرصة كبيرة للنجاح في ألمانيا.
الجدير بالذكر أن الدكتور ميشيل أونتش هو طبيب أمراض النساء والتوليد كان قد هاجر من رومانيا إلي ألمانيا في عام 1977 ولم يكن يملك يوم أن وصل إلي ألمانيا سوي "كيس بلاستيكي وبنطال من الجينز وقميص".
ويعيش في ألمانيا اليوم قرابة ال 12 مليون شخص من أصول أجنبية أبرزهم الأتراك بحوالي 1.6 مليون  ثم الإيطاليون بأكثر من  نصف مليون ثم البولنديون بنصف مليون.

7.2 مليون شخص من هؤلاء ال 12 مليون لا يملكون جواز سفر ألماني.
نسبة البطالة بين المهاجرين ذوي الأصول الغير ألمانية تمثل 13% وهي بذلك ضعف نسبة البطالة بين الألمان الأصليين.
وبحسب الإحصائيات فإن 21.5% من الأتراك المقيمين في ألمانيا عاطلون عن العمل و 9% من البرتغاليين عاطلون وتصل النسبة إلي 7.5% بين الرومانيين في الوقت الذي ترتفع فيه النسبة إلي 50% بين العراقيين واللبنانيين حيث تشير التقارير أن أغلب المهاجرين من الدول تالعربية يهاجرون إلي ألمانيا ليس من أجل العمل ولكن هرباً من الحروب في بلادهم.
من المشاكل الأخري التي يعاني منها هؤلاء المهاجرون مشكلة التسرب من التعليم حيث تصل نسب التسرب من التعليم بين الأجانب في ألمانيا إلي ضعف النسب بين الألمان الأصليين.
وقد ذكرت بعض إستطلاعات الرأي أن 60% من الألمان يرحبون بالمهاجرين المؤهلين والأكفاء حيث أن هؤلاء لايفيدون الإقتصاد الألماني فحسب بل يندمجون في المجتمع الألماني بشكل أفضل.
وتفتح ألمانيا ذراعيها للمهاجرين المؤهلين تأهيلاً عالياً أو أولئك المتخصصين في تخصصات نادرة أو من لديهم مهارات خاصة أو قدرات علمية وبحثية عالية.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك