ترجمه من الألمانية : عمر نايل
ذكرت صحيفة "
Der Standard "السويسرية أن الهيمنة العسكرية على منصب الرئيس في مصر توقفت
لفترة مؤقتة بعد عزل الرئيس مبارك ولكن سرعان ما عادت الأمور لطبيعتها بظهور
الفريق السيسي والذي توج مؤخراً بلقب مشير. وعلى الرغم من عدم إعلان السيسي موقفه
رسميا إلا أن الجميع لم يعد لديه شك في ترشحه للرئاسة.
وتساءلت
الصحيفة عن طبيعة المرحلة التي ستكون عليها مصر بعد تولي حاكم عسكري مثل السيسي
يؤمن بمبادىء القومية وينظر إليه على أنه رئيس إنتقالي حقيقي؟
ونقلت الصحيفة
عن جلبيرت أشقر (Gilbert
Achcar) ، الأستاذ في كلية الدراسات الشرقية
والأفريقية بجامعة لندن (SOAS) أن
السيسي يحاول التأقلم تدريجيا مع فكرة أن يصبح رئيسًا فبحكم كونه رجل المخابرات
العسكرية فهو ليس غبيا ويعلم أن الرئاسه في طريقها إليه ولكنه يعلم أيضا أن
الانتقادات ستوجه إليه حال استمرار المشاكل الإجتماعية والإقتصادية.
وأن ترشح
السيسي للانتخابات الرئاسية يأتي مع تحصين الجيش في الدستور وإعطاء الصلاحية
للمجلس العسكري لتعيين وزير الدفاع وذلك لعدم تكرار سيناريو الانقلاب الذي حدث مع
مرسي. وخصوصا بعد أنباء ترشح رئيس الأركان السابق سامي عنان والتي أحدثت جدلا داخل
المؤسسة العسكرية.وأضاف أن ترشح السيسي سوف يضمن استمرارية الجيش في المشهد وأيضا
الشعبية التي يحظى بها .
مبارك قال في حوار منذ عدة أيام : "الشعب يريد السيسي وستتحقق إرادته" |
وذكر جيلبرت أن
أجراس الإنذار تدق في مصر الآن وداخل السعودية التي تعتبر الداعم والممول للنظام
الجديد خوفا من فوز المرشح الرئاسي حمدين صباحي .
وأكد أن صباحي
الذي ينتمي إلى التيار الناصري اليساري ليس مرشحا سهلًا كما أنه يعتبر ثالث أقوى
مرشح في انتخابات 2012 وكان السبب وراء مجيء مرسي للحكم. كما أنه قدم نفسه في
الانتخابات على أنه مرشح عن ثورة 25يناير وليس 30يونيو فقط الأمر الذي سوف يسعى
السيسي لإثباته حال إعلان ترشحه.
كما أنه يمثل
وسيط بين حكم جماعة الإخوان والحكم العسكري ففي مصر يجب إيجاد نظام مزدوج وتشكيل
قوة جديدة تعبر عن الشباب.
وذكر الأشقر
أنه بالنسبة للغرب يوجد انطباع أن الإجماع حول السيسي ولكن الحقيقة غير ذلك . فالقوى
المعارضة للإخوان والتي تدفقت للشوارع في يوليو الماضي تختلف مواقفها الآن خاصة
الشباب وظهر ذلك بوضوح في عملية الاستفتاء على الدستور حيث كان الحضور أقل من
المتوسط وأن الوقوف مع السيسي ليس ما يريده من احتجوا ضد مبارك.
ويرى جيلبرت أن
المشلكة الحقيقية التي تواجه السيسي ليست في استقطاب المصريين في الانتخابات أو
محاربة الإرهاب ولكن المعضلة الكبرى تكمن في المشاكل الإجتماعية والإقتصادية وأنه
بدون ابتكار حلول جديدة وإحداث تغييرات جذرية فإن هذا يعني خيبة الأمل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك