ترجمه من الألمانية : إبراهيم النويهي
عن موقع صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" الألمانية
الخوف يسيطر علي الأجواء المصريه بعد إصدار حكم بالإعدام الجماعي علي 529 من الاخوان المسلمين.
أحد القضاة في مصر يتجاهل كافة قواعد القانون ويصدر حكماً بإعدام 529 متهماً من جماعة الإخوان المسلمين، وهو القرار الذي جاء بعيداً تماماً عن الحكمة وبدا كما لو أن الهدف من إصداره هو إستفزاز المجتمع المصري ودفعه لمزيد من العنف.
لكن الحكم في واقع الأمر يتوافق مع المنطق السائد في مصر هذه الأيام.
المنيا - من يتجول الان في شوارع مدينة المنيا في صعيد مصر، يشعر بأجواء من الخوف والرعب بعد أن أصدرت محكمة الجنايات بالمدينة حكماً بإعدام جماعي لعدد من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين.
مبني المحافظة و مراكز الشرطة و الكنائس تم تحصينها بزكائب من الرمل، فيما استعدت قوات الأمن خوفاً من وقوع أعمال إرهابية من قبل جماعة الاخوان وخوفاً من غضب المتظاهرين الذين نزلوا الي شوارع المنيا للإعراب عن رفضهم لهذا الحكم وهم الذين ينزلون إلي الشارع إسبوعاً بعد إسبوع مطالبين بعودة الرئيس المعزول، محمد مرسي.
في مناخ الكراهية والخوف الذي تشهده مصر يأتي هذا الحكم الذي لا يوجد ما هو أقسي منه ليتوافق مع المنطق السائد في البلاد والذي يتبناه كثير من المصريين من بينهم سياسيون وأعضاء في الحكومة وهو المنطق الذي يري في "الحل الأمني" السبيل الوحيد للتعامل مع التظاهرات والإحتجاجات المستمرة للإسلاميين حيث يري هؤلاء أن خطر الجماعة التي يصفونها بالمتعطشة للسلطة لا يمكن تفاديه إلا بإستخدام أقسي درجات العنف.
وفي سبيل تحقيق ذلك فإن الكثيرين في مصر مستعدون لتناسي وتجاهل مبادئهم الديموقراطية وعدم ممانعتهم في تحجيم دولة القانون وهي المآساة الحقيقية لتطورات الأوضاع في مصر في الشهور الماضية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك