الجمعة، 23 مايو 2014

السيسي : "الشباب يجب ألا تكون لهم مطالب" وحامد عبد الصمد : "الشريعة لايمكنها إطعام الناس"

ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة

عن موقع صحيفة "كورير" النمساوية 

الشباب لابد ألا تكون لهم مطالب

نشرت صحيفة "كورير" النمساوية تقريراً حول الإنتخابات الرئاسية المصرية بعنوان "الشباب لابد ألا تكون لهم مطالب" وذلك في إشارة إلي تصريح عبد الفتاح السيسي الذي قال فيه ان الشباب هم أمل مصر لكنهم لابد أن يسألوا أنفسهم ماذا قدموا لمصر وماذا يمكن أن يقدموا لها بدلاً من أن يسألوا أنفسهم ماذا ستقدم لنا مصر كما دعا السيسي في تصريحه المثير للجدل الشباب المصري للتفكير في بناء مصر قبل التفكير في الزواج وبدء حياتهم الخاصة.

الصحيفة لفتت الإنتباه في هذا الصدد إلي أن الشباب ما دون الثلاثين في مصر تصل نسبتهم إلي 60% من عدد السكان وأنهم يشكلون ثلثي عدد العاطلين في مصر.

وتحت عنوان "السيسي ليس لديه خطة" كتبت الصحيفة تقول أن الجميع في مصر يتسائلون عن خطة السيسي لإنقاذ الإقتصاد المصري؟ وذكرت الصحيفة أن الإقتصاد المصري في حالة متدهورة جداً حيث فرغ الإحتياطي الحكومي للدولة وبلغ حجم الدين العام 104% من حجم الناتج الإجمالي المحلي للبلاد كما بلغ عجز الموازنة 13.6% ووصلت نسبة البطالة إلي 13.4% وبلغ التضخم قرابة 14% وذلك في الوقت الذي يرفض فيه البنك الدولي تسليم مصر القرض الذي كان مرسي قد إتفق عليه مع البنك بحجة ضرورة إصلاح منظومة الدعم في مصر.

وأضافت الصحيفة أن مصر تعيش علي الإعانات الخليجية التي تتدفق علي البلاد منذ العام الماضي بينما إنهارت السياحة تماماً في البلاد وهجرها المستثمرون. 

وفي ظل كل تلك المعطيات الخطيرة فإن السيسي -بحسب الصحيفة- لم يقدم خطة واضحة المعالم لإنقاذ الإقتصاد المصري المنهار وبم يتحدث سوي عن إجراءات تقشف ورفع الضرائب ورفع الدعم عن الخبز و الوقود وهي الإجراءات التي لايمكن لأي سياسي أن يجرؤ علي إتخاذها دون التفكير في موجات الإحتجاج والرفض الشعبي العارمة التي قد تصاحب تنفيذها.

الصحيفة أبرزت غضب شابة مصرية قالت للصحيفة : "لقد ناضلنا من أجل العيش والحرية والكرامة الإنسانية ونتمني نري نتائج نضالنا قبل أن نموت" لكن السيسي –بحسب الصحيفة- لا يملك أن يحقق لتلك الشابة المصرية حلمها بل علي العكس من ذلك تماماً فالسيسي كان قد تحدث في أحد حواراته عن أن "جيلاً أو ربما جيلين قادمين عليهم أن يتحملوا ويصبروا من أجل أحلام الأجيال القادمة" وهو التصريح الذي يأتي علي لسان المرشح الذي ضمن الفوز بالإنتخابات فعلياً.
عبادة شخص السيسي في بلاد النيل
وتحت عنوان "الشريعة لا تُطعم أحداً" والذي إقتبسته الصحيفة من حامد عبد الصمد الكاتب الألماني ذو الأصول المصرية والمعروف عنه هجومه المستمر علي الإسلام نشرت الصحيفة حواراً قصيراً مع عبد الصمد حول المشهد المصري الحالي.

عبد الصمد المولود في مصر والحاصل علي الجنسية الألمانية (مقيم في ألمانيا) أكّد أن الشعب المصري جرّب الحرية وجرّب الإسلاميين وعليه الآن أن يجرّب "الرجل القوي" عبد الفتاح السيسي.

الصحيفة أشارت إلي كتاب حامد عبد الصمد الأخير "الفاشية الإسلامية" وقالت أن الكتاب قوبل بترحاب شديد في الأوساط اليمينية المتطرفة المعادية للإسلام في أوروبا كما حاز الكتاب إعجاب منتقدي الإسلام ومناهضيه.

الصحيفة سألت حامد عبد الصمد عن الإنتخابات الرئاسية المصرية الحالية وعن أن المرشحين الوحيدين للرئاسة هما مرشحان علمانيان.

حامد عبد الصمد : أري ذلك أمراً إيجابياً بالرغم من أن الإنتخابات وحدها لا تكفي لإعادة بناء دول ديموقراطية وهو ما رأيناه مع مرسي ولعله قد بات من المحسوم من هو رئيس مصر القادم وذلك دون تزوير أو شيئ من ذلك القبيل حيث أن السيسي له شعبية كبيرة جداً.

وشعبية السيسي الجارفة تلك منطقية جداً بعد جرّب المصريون الثورة والحرية ثم جرّبوا الشريعة مع الإخوان المسلمين وعرفوا من خلال تجاربهم تلك أنه لا الشريعة ولا الحرية يمكنها إطعامهم.إنهم في حاجة للعمل والبناء وهو مالم يجدوه لا في معسكر الليبراليين ولا في معسكر الإسلاميين.

الصحيفة سألت حامد عبد الصمد عن إقصاء الإخوان المسلمين من المشهد السياسي المصري.

حامد عبد الصمد رد قائلاً : أعتقد أن السيسي ربما يدخل في مفاوضات مع الإخوان المسلمين يوماً ما علي الأقل حتي يضمن أنهم لن يعيقوا مسيرته في الحكم , كما انه لا يمكن لأحد أن يحكم بلداً منقسماً بشدة.

عبد الناصر والسادات ومبارك جميعهم كانوا في حاجة إلي الإسلاميين لكن إشراكهم في السلطة كان امراً خطيراً ولايوجد مثال واحد في العالم يوحي بأن تجربة حكم الإسلاميين من الممكن أن تنجح وذلك لأن هدف الإسلاميين من الوصول إلي السلطة ليس مجرد إجراء إصلاحات إجتماعية أو سياسية فحسب بل الهدف هو بناء نظام إجتماعي جديد كلياً دائماً ما يكون غير ديموقراطي.

الإسلام السياسي يري أنه ناشئ بعقد إلهي سماوي وهو فكرة إنتصار الإسلام وهيمنته علي العالم وأن القوانين يشرعها الله ولا يشرعها الشعب وهي مبادئ لا تقبل التفاوض ولا النقاش.

الصحيفة أختتمت حوارها القصير مع حامد عبد الصمد بسؤاله عن تحالف السيسي مع السلفيين فكان رد حامد عبد الصمد أن هذا التحالف موجود بالفعل بين السيسي والسلفيين وذلك لأن السيسي ليس علمانياً بمعني الكلمة فهو يعتقد أنه أنقذ الإسلام من جماعة الإخوان المسلمين وهي في النهاية ليس حرباً بين الإسلام وأعداء الإسلام بل هو صراع علي السلطة السياسية.

ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة

عن موقع صحيفة "كورير" النمساوية 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك