ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة
كتبته : Birgit Svensson
عن موقع صحيفة "ڤيينر تسايتونج" النمساوية
صحيفة نمساوية : "الثورة المصرية ضاعت" |
أعدّت مراسلة صحيفة "ڤيينر تسايتونج" النمساوية Birgit Svensson تقريراً مصغّراً بعنوان "الثورة المصرية ضاعت" تحدثت فيه من خلال تجربتها الخاصة كمراسلة صحفية في مصر ومن خلال علاقتها بالميدان والثوار وإليكم نص التقرير كاملاً :
ميدان التحرير خرج عن سيطرة الثوار والثورة ضاعت.
الميدان لم يشهد في الشهور الماضية فاعليةً واحدة يمكن إعتبارها تجسيداً للربيع العربي وأصبح التحرير كالطفل المُشّرد وتحول الربيع العربي إلي شتاء قارص وذلك بعد أن أعلن المشير عبد الفتاح السيسي ترشحه للرئاسة في الذكري الثالثة لثورة يناير مدفوعاً برغبة مئات الآلاف من المصريين بينما راحت مروحيات الجيش تحلق فوق الميدان وسط تهليل وصياح الجماهير المحتشدة تأييداً للسيسي وهاهي إنتخابات رئاسية تجري الآن ونتيجتها معروفه حيث أن الفائز بها بلا شك هو شخص إسمه "عبد الفتاح السيسي".
لم يعد في التحرير أي خيام أو إعتصامات ولا يشهد الميدان أي مظاهرات ولم نعد نري في التحرير اليوم سوي بضع أشخاص ممن خرجوا للمشاركة في الإنتخابات الرئاسية الجارية.
مشهد التحرير بعد 3 أعوام من الثورة المصرية |
ربما يريد كثيرٌ من المصريين نسيان ما جري بين جوانب هذا الميدان.. ربما يريدون نسيان ذلك الإنهيار الجليدي الذي سببه هذا الميدان في المنطقة بأسرها والذي حوّل كلمة "التحرير" إلي مرادف للتغيير والثورة في الشرق الأوسط.
كان لابد أن ينتهي كل هذا...كان لابد أن تتوقف تلك المظاهرات الأبدية لذلك نسمع اليوم في كل مكان عبارة "كفاية! لقد سئمنا!"
بل إنه في بعض الأحيان نشعر أن الناس يشعرون بالخجل مما حدث في التحرير قبل ثلاثة أعوام ومن الإطاحة بحسني مبارك.
صور السيسي بدلاً من صور الشهداء في ميدان التحرير |
بعض المحلات التجارية المحيطة بالميدان لا تزال مغلقة والثوار الشباب يقبعون خلف القضبان كما يقبع قادة الإخوان المسلمين أيضاً خلف أسوار المعتقلات بعد أن فقدوا أكثر من 1000 من أنصارهم.
بائعوا التذكارات السياحية يحدقون بشغف في الأفق لعلهم يعثرون علي سائح أو سائحين يعيدان أمجاد الماضي من بيع وشراء ورواج تجاري..لكن دون جدوي والملل يسود المكان.
حمدين صباحه نفسه يعلم أن التحرير لن يمنحه صوتاً واحداً |
حتي حمدين صباحي نفسه يعلم أنه لن يستطيع أن يحصل علي صوت واحد من أصوات التحرير لذلك عقد مؤتمره الأخير في منطقة عابدين وهي المنطقة التي بدأ في قصرها الشهير "قصر عابدين" حكم العسكر عام 1952 عندما حاصر العسكريون قصر عابدين والملك فاروق بداخله وأجبروه علي التنحي ومغادرة البلاد ومنذ ذلك الحين فقد القصر واجبه كمقر للحكومة ومنذ ذلك الحين لم يتول السلطة في مصر أحد سوي العسكر.
مرة واحدة فقط تمكن مرشح مدني من الوصول إلي السلطة في مصر إنه محمد مرسي لكن فترة حكمه لم تدم أكثر من عام واحد فقط ثم قام العسكر بالإطاحة به علي خلفية مظاهرات حاشدة خرجت ضده وهاهو الرئيس القادم يكمل مشوار العسكر فهاهو ضابط جيش جديد يستعد لتولي رئاسة مصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك