الأحد، 3 نوفمبر 2013

صحيفة ألمانية تبرز ملامح دولة الرقص السياسي في مصر

كتبته : BETTINA GAUS

ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة

عن صحيفة (Tageszeitung) الألمانية 

دولة الرقص السياسي في مصر

تبدأ الإثنين القادم محاكمة مرسي بينما ثوّار مصر في حالة خرس.

أين ذهب كل أنصار الديموقراطية اللطفاء والذين جذبوا أنظار العالم إليهم قبل عامين ونصف بإبتساماتهم الودودة ولهجتهم المتمكنة في اللغة الإنجليزية؟ هذه الأيام لا نسمع منهم شيئاً ولا نري لهم أثراً.

بهذه الكلمات بدأت الصحيفة حديثها عن المشهد المصري علي خلفية محاكمة الرئيس المنتخب محمد مرسي ثم أردفت الصحيفة قائلةً أن بالرغم من سكوت الثوار في مصر إلا أن الإعلام الألماني يعرض إعلانات سياحية للترويج للسياحة في مصر وذلك يظهر أن شركات السياحة لا تعنيها الأخلاق السياسية فهذا ليس شأنهم لكن ما يعنيهم هو أن يعود الوضع مستقراً وآمنا ويبدو أن تلك الإعلانات السياحية بالتلفزيون الألماني الهدف منها هو إعطاء إنطباع للمشاهد الألماني أن القيادة العسكرية الحاكمة في مصر الآن تحكم سيطرتها علي الوضع في مصر.

لكن الحقيقة هي أن كل الحقوق التي ناضل من أجلها ثوار الربيع العربي لم تعد موجودة الآن وأصبح الإنتقاد العلني للوضع الحالي في مصر مخاطرة أكبر من المخاطرة التي كانت في ظل حكم مبارك الديكتاتوري.

ثم تحدثت الصحيفة عن الإخوان المسلمين وكيف أنهم وصلوا للسلطة بطريقة ديموقراطية لكن فترة حكمهم لم تكن ديموقراطية بشكل كامل وكيف أنهم باتوا يوصمون بالإرهاب وكيف أنهم في الأصل سلميون إلا أن بعض المتعاطفين معهم ربما أصبحوا أكثر عنفاً.

وها هو محمد مرسي يواجه نفس التهم التي تم توجيهها لسابقه مبارك ألا وهي مسئوليته الشخصية عن قتل المتظاهرين. ربما يكون هذا الإتهام باطلاً وربما يكون صحيحاً لكن ذلك التزامن والتشابه الواضح بين مشهد محاكمة مبارك ومشهد محاكمة مرسي ليس صدفة بل هو ترتيب وتنظيم من مديري دولة الرقص السياسي في مصر.

ثم راحت الصحيفة تستشهد بآراء بعض المصريين المشاركين في مظاهرات 30 يونيو. 

حيث يقول أحد النشطاء الشبان في الحركة الديموقراطية في مصر والبالغ من العمر 30 عاماً ويعمل مهندساً بيئياً أنه عندما نزل للتظاهر في 30 يونيو ضد الرئيس مرسي وجماعة الإخوان كان يعلم جيداً ما يفعله حيث يقول : "كنت أعرف أنني بنزولي أعطي للجيش شرعية لذبح الإخوان المسلمين . ربما لم يكن ذلك واضحاً لكثير من متظاهري 30 يونيو وقتها لكنني كنت أعلم ذلك جيداً ولم يكن الأمر سهلاً عليّ لكن هل كان عليّ أن أترك الآخريين يقومون بأعمالهم القذرة؟" مضيفاً أن خوفه من تفكك مؤسسات الدولة اكبر من خوفه من الجيش علي حد قوله.



من جهة أخري قالت إحدي الناشطات الشيوعيات الشابات : "بالطبع نحن لا نثق في الجيش لكنهم في السنوات الأخيرة أدركوا أنهم يمكنهم الحصول علي تأييد الرأي العام ما داموا لا يحكمون بالحديد والنار" لكن هل يمكن برهنة ذلك؟ الإجابة لا.

وحول ما إذا كانت التجربة الديموقراطية في مصر قد فشلت تماماً تعترض الصحفية القاهرية ذات ال 61 خريفاً قائلةً أن مؤرخاً بريطانياً قال يوماً أنه في عام 1851 كان البعض يتحدثون عن أن ثورة 1848 قد فشلت مضيفةً : "نحن جميعاً وقفنا علي أكتاف تلك الثورة" وهو ما رأت الصحيفة أنه تصريح شجاع من الصحفية لكن الصحيفة قالت إن تصريح الصحفية ذلك كان من الممكن أن يكون مفرحاً ومبهجاً لنا لولا أننا عرفنا أن تلك الصحفية الشجاعة تواجه تهديدات رهيبة فقط لأنها أعلنت علي الملأ أنها ترفض أن يتم معاملة الإخوان المسلمين كالحيوانات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك