عن صحيفة (DIE ZEIT) الألمانية
كتبه : MARKUS BICKEL
ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة
إستئناف نشاط كرة القدم في مصر بدون جمهور بعد
عدة محاولات فاشلة لإستئنافه وذلك في ظل
شكوك كبيرة في إستمراره. فهل عادت الأمور بالفعل إلي طبيعتها؟
هكذا استهلت الصحيفة تقريرها حول النشاط الكروي المصري ونبأ إستئناف الدوري
العام والذي يلعب فيه فريق نادي الجونة الرياضي الذي يدربه المدرب الألماني راينر
تسوبيل وسط إجراءات أمنية مشددة وملاعب خالية من الجماهير.
وأبرزت الصحيفة مشوار فريق النادي الأهلي في كأس العالم للأندية وهزيمته
أمام بطل الصين بهدفين ثم هزيمته الثقيلة أمام بطل المكسيك بخمسة أهداف وهي
الهزيمة الأكبر علي الإطلاق للنادي الأهلي في تلك البطولة جعلت بطل دوري الأبطال
الأفريقي يودع البطولة بمرارة شديدة وهي المرارة التي لا تقل قسوةً عن مرارة هزيمة
المنتخب المصري أمام نظيره الغاني ب 6 أهداف وتلاشي آماله في الصعود لكأس العالم.
وبالرغم من أن أكثر من نصف لاعبي الأهلي قد لعبوا في الخارج إلا أن توقف
الدوري المصري قد آثّر عليهم سلباً وهو ما أكدته تصريحات مدرب فريق جوانزو الصيني
مارسيلو ليبي والتي قال فيها : "النادي الأهلي به لاعبيين ممميزين لكن
المشكلات السياسية في مصر قد أثّرت علي لاعبيه سلباً".
كما يُذكر للنادي الأهلي أنه برغم الإضطرابات والتوقفات التي طالت الدوري
المصري الممتاز منذ ثورة يناير إلا أن الفريق تمكن من الحصول علي بطولة أفريقا
مرتين.
وأشارت الصحيفة إلي محاولات إستئناف الدوري والتي
باءت بالفشل حيث كان من المفترض أن يتم إستئناف النشاط في فبراير 2012 إلا أن
الحكم الصادر بحق المسئولين عن مذبحة بورسعيد في نهاية يناير قد تسبب في موجة من
الإشتباكات والإضطرابات في بورسعيد لقي خلالها 39 شخصاص مصرعهم وهو ما حال دون
إستئناف الدوري المصري مجدداً.
ثم جاءت عملية إسقاط الرئيس محمد مرسي في يوليو لتضيف
سبباً آخر لتوقف الدوري وهو ما أفقد كثير من اللاعبين التركيز في التدريب جراء تلك
الإضطرابات الجارية في البلاد والتي دفع اللاعبين المميزين منهم إلي اللعب في
أندية خارج مصر.
توقفات الدوري المصري تسببت في خسائر قدرها الخبراء
بحوالي 31.5 مليون يورو منذ ثورة يناير 2011.
ثم تحدثت الصحيفة عن رابطة مشجعي النادي الأهلي
"ألتراس أهلاوي" والذين لم يتركوا فرصة سانحة للتظاهر إلا وأغتنموها
لاسيما بعد الأحكام المتوالية ببراءة عشرات المسئولين ورجال الشرطة عن مذبحة
بورسعيد.
وقالت الصحيفة أن مشجعي الشياطين الحمر كانوا قد
مارسوا ضغوطاً كبيرة علي السلطات المصرية لإلزامها بعدم إستئناف الدوري قبل القصاص
لدماء شهداء بورسعيد لكن ألتراس الأهلي ونظراً لدورهم في ثورة يناير لم يجدوا لهم
متعاطفين في الشرطة أو في القضاء وأضافت الصحيفة أن ألتراس أهلاوي كان لهم دور
بارز في مواجهة البلطجية وأكتسبوا خبرة كبيرة في حرب الشوارع ومواجهة الشرطة كما
أن ألتراس أهلاوي قد شارك مع ألتراس الزمالك في صد هجوم البلطجية أثناء موقعة
الجمل في ميدان التحرير.
وأختتمت الصحيفة تقريرها بالقول أنه بما أن كرة القدم
هي مرآة المجتمع فإنه في ظل الوضع الراهن والذي لقي خلاله في شهر يوليو وحده قرابة
1300 مواطن مصري مصرعهم فإن التهديد بعدم إستمرار الدوري يبدو واقعياً في ظل الوضع
الحالي.
كان إتحاد الكرة المصري قد قرر إجراء مباريات النادي المصري
ذهاباً وإياباً في الأستاد العسكري لقناة السويس دون جمهور لكن حتي سكان مدن
القناة يشعرون بأنهم مهمشون مقارنةً بالعاصمة ومنذ الصيف الماضي والإحتجاجات
مندلعة ضد الحكومة التي يسيطر عليها قائد الجيش عبد الفتاح السيسي.كما أن سكان
منطقة القناة قد أحتجوا بشدة بعد الأحكام القضائية بحق مشجعي النادي المصري
وأندلعت مصادمات دموية هناك أعلن علي إثرها الرئيس السابق محمد مرسي حالة الطوارئ.لكن
نظام السيسي قد إتخذ إجراءات إحترازية من أهما أن مباريات الأهلي والزمالك سوف
تُلعب في إستادات حربية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك