كتبه : Hamza Hendawi
ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة
يبدو أن الثورة المصرية في يناير 2011 لم تؤثر علي المناخ السياسي المصري فحسب بل تخطت حدود السياسة لتمثل تحولاً في ثقافة المصريين أيضاً.
في مصر اليوم أصبح لكلمات معينة معاني جديدة وأصبحت تسمع كلمات أغاني في كل
مكان في مصر كانت تعتبر كلمات نابية ومبتذلة في السابق لكن منذ ثورة يناير وحالة
الإضطراب التي تشهدها البلاد والنزاعات السياسية أصبح العنف جزءاً من حياة
المصريين اليومية وهو ما أنعكس بدوره علي ثقافة المصريين.
النسر المقلوب : تعبير الشباب عن واقع مصر بطريقتهم |
التحول الكبير في ثقافة المصريين تبدو ملامحه واضحه في إستخدام بعض الكلمات
التي تحمل معاني مختلفة عن معانيها الأصلية مثل كلمة "خروف" والتي باتت
تشير إلي الشخص المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين بينما ظهر وصف "عبيد
البيادة" كرد من الإسلاميين علي مؤيدي الإنقلاب العسكري في مصر والذي أطاح
بالرئيس محمد مرسي.
من ملامح التحول الثقافي في مصر أيضاً ظاهرة "الجرافيتي" والتي إنتشرت في كل المدن المصرية تقريباً وأبرزها تلك الرسوم الموجودة في محيط التحرير وعلي أسوار الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
أغلب رسوم الجرافيتي كانت من نصيب العسكر حيث صب الشباب ورسامو الجرافيتي
جام غضبهم علي العسكريين وحتي بالرغم من تأييد الكثيرين من معارضي مرسي للإنقلاب
العسكري إلا أنهم أصيبوا بخيبة أمل لاحقاً من تصرفات العسكريين.
من ملامح التحول الثقافي في مصر أيضاً ظاهرة "الجرافيتي" والتي إنتشرت في كل المدن المصرية تقريباً وأبرزها تلك الرسوم الموجودة في محيط التحرير وعلي أسوار الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
رسم "جرافيتي" عن العسكر والداخلية |
"المهرجانات" وكلماتها الخارجة
نوع آخر من الموسيقي يمثل أحد أبرز ملامح التحول الذي أصاب ثقافة المصريين
وهو ما يعرف ب"المهرجانات" وهو نوع من الفنون الرخيصة (الهابطة) بدأ في
الظهور في الأحياء الشعبية ثم ما لبث أن وصل إلي العاصمة ثم غزا البلاد من شرقها
إلي غربها.
أحد "المهرجانات"
وبالرغم من الكلمات الخارجة والفاحشة لذلك النوع من الأغاني إلا أنها أصبحت
منتشرة جداً بين المصريين فيمكنك مثلاً سماعها في الميكروباصات وفي المراكب
النيلية بل وحتي في الأفراح الشعبية.
|
ويقول محمد جمال والذي يتابع ثقافة البوب في البلاد
منذ سنوات أن المهرجانات باتت الحركة الموسيقية الحقيقية الوحيدة في مصر في الوقت
الراهن.
المهرجانات كانت موجودة قبل يناير 2011 لكن التطورات
السياسية والإجتماعية في البلاد ساهمت في إنتشار ذلك النوع من الأغاني الهابطة
التي يكتبها ويغنيها مجموعة من الشباب للتعبير عن مشاكلهم الخاصة والتي ترتبط عادة
بالبطالة والمخدرات والجنس والإحتفال والرقص.
أحمد مصطفي أو "أورتيجا" أحد مطربي
"المهرجانات" يقول في أحد اللقاءات التلفزيونية : "يوجد في مصر
أغنياء وفقراء لكن يوجد أيضاً من هم أفقر من الفقر وأنا أحد هؤلاء فأنا أفقر من
الفقر لكني أفعل ما أريد فعله".
نجاح "الدوشجية"
المخرجة سلمي الترزي والتي أعدت فيلماً وثائقياً عن
مطربي "المهرجانات" تقول : "مصر تشهد مرحلة تحول والناس يهتمون بكل
ما يكسر المألوف".
فرقة "الدوشجية" |
أحمد شعبان أحد أعضاء فرقة "الدوشجية" يري
نجاح فرقة "الدوشجية" هو أن الفرقة "تعبر عن واقع الفقراء في مصر
والشباب العاطل وتعبر عن الثورة. الأغنياء كانوا يحتقروننا في الماضي لكنهم الآن
يستمتعون بأغانينا الشعبية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك