الاثنين، 7 أبريل 2014

خمسة أسباب لفوز حزب أردوغان

ترجمه من الألمانية : مازن عاطف
عن صحيفة "دي تسايت" Die Zeit الألمانية



لأننا ندقق النظر إلى العواصم الكبري لا نفهم لماذا يحظي أردوغان بحب الأتراك ؟! فمن إنتخبوا أردوغان ليسو مصابين بالعمى الأيدلوجى، بل يتميزون بالتعقل.

كثير من المتابعين الألمان أصيبوا بخيبة أمل حين فاز حزب رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان فى الإنتخابات الأخيرة التى أجريت في الثلاثين من مارس الماضي.

التعامل الصارم مع مظاهرات منتزه "جيزى" واتهامات الفساد الأخيرة ورد فعل أردوغان عليها وإقالته للنائب العام وبعض القضاة وضباط الشرطة.

كل هذا كان ليؤدى إلي إقالة الحكومة فى بعض البلاد الديموقراطية أوعلي الأقل عدم إنتخابها مرة أخري.

ثم جاءت أزمة حجب موقعى تويتر ويوتيوب..فى أى بلد آخر كان هذا الأمر لينفجر. فلماذا لم يحدث ذلك فى تركيا؟


1- لأن الصورة الاعلامية الواصلة إلينا عن تركيا مشوهه وتركز فقط على المدن الكبرى.صور التظاهرات فى اسطنبول وأنقرة وأحيانا إزميرتمثل فقط جزء من كل كبير بينما الوضع داخل المدن والقري التركية الأخري لا نكاد نعرف عنه شيئا كما أن أصوات الشباب الثائر والشباب المثقف ذو الهوى الغربى المتطلع لمزيد من الديموقراطية غير ممثل فى تركيا.

الداخل التركى والمقيمين على ساحل البحر الأسود أصوات مضمونة لحزب العدالة والتنمية والدليل على ذلك حصول الحزب على الاغلبية بنسبة تفوق 60% فى مدن مثل قونية وقيصرية وأرضُرُّوم.التصويت لصالح حكومة حزب العدالة والتنمية فى مثل هذه المدن لم يكن مطروحاً للنقاش السياسى حتي.


2- بدت تلك الانتخابات كصراع سياسى بين حركة جول وحزب أردوغان بينما كان صراع حزب أردوغان مع حزبى المعارضة الرئيسيين : حزب الحركة القومية (MHP) و حزب الشعب الجمهوري (CHP) هامشياً. والصراع بين انصار حركة جول وحزب أردوغان أدى الى حشد وتسيس حاد بين الجانبين في الوقت الذي تعتبر فيه حركة جول نفسها البديل المعارض لحزب أردوغان وفى النهاية كان الاسلام والهوية الدينية أهم من كل ما سيق ضد أردغان فسابقا ساعدوه ليفوز بإرادتهم والان دون قصد ساعدوه مره أخرى على الفوز.

3- الفساد كان ولا يزال موجوداً فى التاريخ التركى الحديث لكن النجاح الاقتصادى الذى حققه حزب أردوغان كان معوضاً للأتراك عن غضبهم فالسياسيون السابقون كانوا أيضا فاسدين ولكنهم لم يحققوا إلا قليلاً من الرفاهية للشعب التركى بخلاف ما حققه أردوغان اليوم.

4- بمراعاة هذه الخلفيات يبدو فوز حزب أردوغان أمراً معقولاً ومنطقياً وليس عمىً أيدلوجياً أصاب الناخبين الأتراك فمجموعة القيم الإنسانية مثل الحرية الشخصية و المواطنة والتعددية لا تكاد تكون ذات قيمة كبيرة لدي شعوب الدول النامية حيث يكون الرخاء والرفاهية والمتعة أكثر أهمية بالنسبة للناخبين لكن في منطقة وسط الأناضول نشأت طبقة متوسطة من المحافظيين الذين دعموا حزب أردوغان ليس فقط من أجل الرخاء الاقتصادى ولكن لأنه يمثل بالنسبة لهم الوريث للامبراطورية الاسلامية التركية.

5-منذ 10سنوات تقريباً ولا يوجد بديل حقيقى لحزب أردوغان وبعد مظاهرات ميدان "جيزى" اعتقدنا انه يمكن لليساريين والحركة المناهضة للرأسماليين الاسلاميين والكماليين والعلويين والاكراد أن يتوحدوا فى سبيل هدف مشترك يجمع شملهم والبعد عن المصالح الشخصية الضيقة،لكن لم يحدث ذلك.وبالتالى لم يستفد أيٌ من هؤلاء من الأزمة الحالية المتمثلة في فوز حزب أردوغان.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك