ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة
عن موقع صحيفة "نويي تسوريشر تسايتونج" السويسرية (Nzz.ch)
هل يستطيع السيسي إنقاذ مصر؟ |
تحت عنوان "هل يستطيع السيسي إنقاذ مصر؟" أعدت صحيفة "نويي تسوريشر تسايتونج" السويسرية تقريراً حول المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي قالت فيه أن المقطع الدعائي المصور "الفيديو كليب" لحملة السيسي بدا كأنه إعلان سياحي أكثر منه دعاية إنتخابية لمرشح رئاسي حيث لم يظهر في المقطع الدعائي المصور سوي مجموعة من المصريين التقليديين في مناطق مصرية تقليدية يشرحون كيف أن مصر تحتاج لزعيم قوي مثل السيسي.
لكن المقطع الدعائي المصور خلا من صورة المرشح الرئاسي كما خلا من أي فكرة أو وعد إنتخابي من المرشح الرئاسي.
لكن المرشح الرئاسي المختفي عن الأنظار والذي لم يعرض برنامجه حتي الآن ولا يعتزم إجراء أي مؤتمرات إنتخابية جماهيرية ظهر أخيراً وبدأ مجموعة من اللقاءات التلفزيونية إعترف خلالها بأن مصر تواجه مشكلات كبيرة لكنه لم يتحدث عن سبل علاج تلك المشكلات في الوقت الذي شدّد فيه علي أنه لم يرغب أبداً في منصب الرئيس.
في أول لقاء تلفزيوني قال السيسي أنه ترشح للرئاسة لأن الشعب المصري أراد ذلك وأنه لن يحترم نفسه إذا كان قد خطط لكل هذا مسبقاً حيث كان قد أعلن سابقاً أنه لا يطمح في الرئاسة فهل السيسي فعلاً خادم مُتجرد للشعب المصري كما يزعم أم أنه ليس سوي شخص متلاعب محترف تمكّن بالمثابرة والخداع من فتح الطريق لنفسه للوصول إلي السلطة؟؟؟
وتحت عنوان "إنسان متدين" كتبت الصحيفة تقول أن السيسي والذي كان مبارك قد عيّنه رئيساً للمخابرات كان من المعروف عنه أنه شخص متدين وهو السبب الذي دفع مرسي لإختياره وزيراً للدفاع آملاً أن يُصبح السيسي حليفاً للإخوان وضامناً لولاء الجيش للرئيس لكن ظن الإخوان خاب تماماً في ذلك حيث أصبح السيسي اليوم أشد المناهضين للإسلاميين بل وأدلي بتصريح قال فيه أن خلط الدين بالسياسة يُفقِد الإسلام إنسانيته.
الصحيفة أشارت أيضاً إلي بحث التخرج الذي أعده السيسي قبل تخرجه من كلية الحرب الأمريكية (US Army War College in Carlisle) عام 2006 والذي جاء فيه أن الديموقراطية هي فكرة علمانية لا تتناسب مع شعوب الشرق الأوسط المتدينة بطبيعتها لذلك فإنه يري أن أي نظام ديموقراطي لابد أن تكون له مرجعية دينية لضمان الإستقرار في البلاد.
وأضافت الصحيفة أن أفكار السيسي الغامضة والمتناقضة حول الدين والسياسة إنعكست علي برنامجه السياسي وترشحه للرئاسة حيث يبدو السيسي عسكرياً مصرياً محضاً تربي في مؤسسة الجيش المصري التي لطالما كانت تنمي مصالحها الإقتصادية تحت حكم مبارك والتي تعارض فكرة الديموقراطية وهو ما ظهر واضحاً في فترة حكم المجلس العسكري للبلاد.
هؤلاء العسكريون بفكرتهم الرافضة للديموقراطية شعروا بالتهديد بعد وصول الإخوان المسلمين إلي الحكم بطريقة ديموقراطية ولم يكونوا وحدهم الذين شعروا بالتهديد فالقضاء المصري والشرطة المصرية والإعلام المصري ومنظومة البيروقراطية المصرية جميعها شعرت بالتهديد أثناء حكم الإخوان حيث خشي كبار الضباط والقضاة والموظفون من فقدان إمتيازاتهم الواسعة في البلاد علي يد الإخوان المسلمين بينما خشي رجال الأعمال الفاسدين الموالين لمبارك من خسارة إحتكارهم لقطاعات إقتصادية حيوية قد تحل محلها شركات موالية للإسلاميين.
وقالت الصحيفة أن "الدولة العميقة" في مصر هي من شكّلت التمرد علي الإخوان المسلمين وتولي قيادة الحرب علي الإخوان وزارة الداخلية حيث دعم ضباط كبار في وزارة الداخلية حملة "تمرد" وذلك بالدعم المادي والإستشاري والدعائي وذلك خوفاً علي شبكة المصالح الإقتصادية الهائلة التي حصلت عليها الداخلية فترة حكم مبارك.
الصحيفة أختتمت تقريرها بالقول أن مهمة السيسي في إنقاذ مصر صعبة جداً حيث أنه لابد من تعديل مسار مؤسسات الدولة المصرية والتي لم تهتم يوماً من الأيام سوي بجماية مصالحها وإمتيازاتها الشخصية كما أن الشرطة والقضاء خارج السيطرة وهو ماظهر من خلال مذبحة فض إعتصامي رابعة والنهضة ومن خلال الأحكام الجماعية بالإعدام التي أصدرها القضاء المصري والتي تفتقر لأي سند قانوني.
وأكدت الصحيفة أن بناء دولة رائدة وقوية من خلال تلك المؤسسات هو أكبر التحديات التي ستواجه السيسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك