ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة
عن موقع صحيفة "ڤيينر تسايتونج" Wienerzeitung النمساوية
مصر وسياسة المشانق |
كثيرٌ من أنصار الديموقراطية في مصر مدينون بالإعتذار لحسني مبارك لخروجهم في 2011 لإسقاطه وذلك لأن مبارك يعتبر مثالاً للتسامح والليبرالية إذا ما تم مقارنته بعبد الفتاح السيسي الحاكم العسكري الجديد للبلاد.
فعبد الفتاح السيسي لا يعامل الإخوان المسلمين وحدهم بوحشية بل لا يطيق أي معارضة أياّ كان شكلها يعاونه في ذلك القضاء التي يطوّع نفسه لخدمته.
فقد حكم هذا القضاء علي 683 من أنصار جماعة الإخوان المسلمين في المنيا بالإعدام وذلك بعد محاكمة دامت يومين فقط في القضية التي يحاكم فيها محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين.
كاريكاتير عن أحكام الإعدام الجماعية وشكل مصر الحالي |
القاضي في محكمة جنايات المنيا قضي بإعدام أكثر من 1200 شخص في القضيتين اللتين نظرهما ولأن الأحكام كانت قاسية جداً وغير متوقعة قام القاضي بتخفيفها ليؤكد إعدام 37 متهماً فقط من بين ال 529 متهماً في القضية الأولي بينما حصل باقي المتهمين علي أحكام بالسجن المؤبد.
الأحكام القاسية أثارت بعض الغضب في مصر بسبب أن قوات الأمن المصرية هي من قامت بعملية فض عنيفة لإعتصامات مؤيدي الرئيس محمد مرسي وهي العملية التي تحولت إلي مذابح دموية في القاهرة والإسكندرية وخلّفت ورائها أكثر من 1000 قتيل.
ويري مراقبون أن الأحكام القاسية بحق أنصار جماعة الإخوان هي بمثابة تحذير واضح للإسلاميين من التشويش علي الإنتخابات الرئاسية وأن القضاء المصري يحاول إضفاء الشرعية علي عبد الفتاح السيسي الذي يصوره الإعلام الرسمي للدولة علي أنه البطل الخارق.
القضاء المصري لم يوجه رسائله للإخوان وحدهم بل طالت رسائله الأصوات العلمانية المعارضة مثل حركة 6 أبريل والتي أصدر القضاء المصري حكماً بحظر أنشطتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك