الخميس، 15 مايو 2014

صحيفة نمساوية في زيارة لقرية المحكوم عليهم بالإعدام في المنيا

ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة
عن موقع صحيفة "دي برسه" النمساوية
صحيفة نمساوية في زيارة لقرية المحكوم عليهم بالإعدام في المنيا


صحيفة "دي برسه" النمساوية تزور قرية بعض المحكوم عليهم بالإعدام في قضية إعدامات المنيا الجماعية.

الصحيفة زارت قرية كوم البصل بمحافظة المنيا ووصفت حالة الفقر الشديد التي تعاني منها القرية شأنها في ذلك شأن آلالاف القري المصرية في صعيد مصر.

الصحيفة إختارت قرية كوم البصل لأن 10 من المحكوم عليهم بالإعدام ينتمون لتلك القرية وهناك زارت أسرة المزارع البسيط أحمد حسن والذي بدأ حديثه للصحيفة قائلاً : "عند منتصف الليلة داهمت الشرطة المنزل وحطموا الباب الرئيسي وقاموا بإعتقال أبي وشقيقي" وأضاف : "لم نصدق أنفسنا عندما صدر الحكم بإعدامهما".

وبالرغم من أن الحكم قد تم تخفيفه إلي السجن المؤبد إلا أن ذلك لم يشعر أحمد بالمواساة وذلك لأن نصف القرية تشهد علي أن الأب والأخ لم يكونا في مكان الجريمة حيث أنهما أثناء حرق قسم الشرطة كانا يعملان في حقلهما المجاور وأهل القرية يشهدون علي ذلك.لكن في هذه القضية لم يتم سؤال أي شهود ولم يحضر أي محقق للقرية للتحقق من براءة أو إدانة المتهمين.

أحمد يرجح أن يكون إعتقال والده وشقيقه جاء نتيجة تشابه أسماء ليس إلا ويؤكد قائلاً : "شقيقي إسمه عبد الله محمد حسن شلقامي بينما الإسم الذي ذكرته النيابة العامة فهو عبد الله محمد حسن جمعة وهو إسم جد مختلف تماماً, لكن أحداً لم يهتم بذلك الأمر".

الصحيفة إنتقلت إلي مركز مطاي حيث مكتب المحامي مصطفي حافظ الذي يتولي الدفاع عن بعض المحكوم عليهم بالإعدام والذي أكد علي أن المذنب لابد أن يُعاقب لكن هذه القضية لم تستغرق سوي ساعة وربع ولم يتم عرض أي أدلة إتهام منطقية أو إستماع لشهود وبالتالي فإننا كمحاميين لم نحصل علي أي فرصة للداع عن موكلينا. 

وتحت عنوان "المحامي تحوّل إلي متهم في القضية" كتبت الصحيفة عن المحامي أحمد عيد والذي يترافع عن 50 متهماً في القضية وكيف تحولت تلك القضية إلي أسوأ كابوس في حياته بعد أن تحوّل هو شخصياً إلي متهم فيها بل وتم الحكم عليه بالإعدام.

وبالرغم من تخفيف الحكم ليصبح مؤبد إلا أن زوجته مها حسين لا تشعر بالفرحة حيث تقول أن الشرطة داهمت منزلهم في 22 يناير بينما كان زوجها مسافراً وقاموا بالسؤال عنه ومصادرة جهاز كومبيوتر خاص بأبنائه وبالرغم من أنه ذهب لتسليم نفسه في النيابة إلا أنه تم إلقاء القبض عليه.

زوجة المحامي المعتقل قالت ان الحكم القاسي علي زوجها ليس إلا لكونه من المحاميين الأقوياء عن المتهمين واصفةً إتهامه بالإنضمام لجماعة الإخوان المسلمين بالإتهام المضحك كونه يعمل في مكتب محاماة يملكه زميل له مسيحي الديانة.

الصحيفة قابلت في مكتب المحامي مصطفي حافظ عم أحد المحكوم عليهم بالإعدام وهو السيد عثمان علي والذي عرض علي مراسل الصحيفة شهادة ميلاد إبن أخيه وصوةً شخصيةً له تؤكدان أن إبن أخيه عمره وقت الواقعة 17 عاماً فقط وبالتالي فهو بحسب قانون الطفل غير خاضع لقانون العقوبات فيما يخص عقوبة الإعدام وهي الملاحظة التي لم تلفت إنتباه النيابة العامة ولا القاضي.

الدليل الوحيد علي إدانة إبن أخيه هو مقطع فيديو يظهر فيه إبن أخيه بالقرب من قسم الشرطة المحترق رافعاً حذائه وملوحاً به.

الصحيفة قالت أن المزارع الشاب الذي حُكم علي والده وشقيقه بالإعدام وزوجة المحامي الذي تحوّل إلي متهم جميعهم يأملون أن يحصل ذويهم في الإستئناف علي محاكمة قانونية وعادلة. 

القاضي حطّم الرقم القياسي السابق

الصحيفة إختتمت تقريرها بالإشارة إلي قاضي إعدامات المنيا الجماعية سعيد يوسف الذي حكم بإعدام أكثر من 700 شخص في جلستين سريعتين حيث قالت أنه القاضي الوحيد من بين قضاة ثلاث محافظات في الصعيد الذي وافق علي تولي "قضايا الإرهاب" وهي القضايا التي لا تزال النيابة العامة تعمل علي 5000 قضية منها في الوقت الحالي وقالت الصحيفة أن القاضي بحكم حجم القضايا التي بين يديه لم يتردد ويقرر التأجيل بل راح يرسل المئات من المتهمين إلي حبل المشنقة بلا أدني رحمة ليتمكن من كسر الرقم القياسي السابق والذي حققه في جلسة المحاكمة الأولي.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك