الجمعة، 8 أغسطس 2014

صحيفة ألمانية تتسائل : لماذا يدعم العرب إسرائيل في حربها علي غزة؟

ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة
التقرير مُترجم حصرياً لموقع (صحافة ألمانية)
تم نشر الترجمة في 8 أغسطس 2014

صورة تعبيرية

"إسرائيل تخوض اليوم حرباً في غزة وهي أول حرب تخوضها إسرائيل ويوافقها فيها العالم العربي فقد أكتشف أعداء الأمس أنه تربطهم مصالح مشتركة وأنهم يواجهون عدواً مشتركاً جديداً فمن وجهة نظر كلاً من إسرائيل والسعودية ومصر أصبحت جماعة الإخوان المسلمين أكثر تهديداً للأمن من القضية الفلسطينية".

بهذه الكلمات بدأت صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج" الألمانية تقريرها عن الموقف العربي الأخير من الحرب الإسرائيلية علي غزة.

صحيفة ألمانية تتسائل : لماذا يدعم العرب إسرائيل في حربها علي غزة





التقرير أعده الخبير بشئون الشرق الأوسط "راينر هيرمان" والذي عنون لتقريره بالعنوان التالي : "لماذا يدعم العرب إسرائيل في حربها البرية علي غزة ؟" وجاء في التقرير ما يلي :

للمرة الأولي تخوض إسرائيل حرباً يدعمها فيها العرب وللمرة الأولي لا تخرج المظاهرات الحاشدة في شوارع العالم العربي بل في شوارع العواصم الأوروبية وتركيا.

إن حرب غزة الحالية هي بمثابة مرآة عاكسة للمتغيرات التي شهدها العالم العربي في السنوات الأخيرة حيث أن كل دولة عربية باتت مشغولة بذاتها ولا يعنيها سوي مصلحتها وشئونها الداخلية كما أن المساحة المتاحة للإحتجاج الشعبي باتت أضيق مما سبق بل إن الحكام العرب المستبدون لم يعودوا يستخدموا مظاهرات دعم فلسطين من أجل صرف نظر الشعوب عن المشاكل الداخلية.

وبالرغم من أن إسرائيل لم ترسل أبداً هذا الكم من القوات من قبل إلي قطاع غزة (75000 جندي) إلا أن الدول العربية الثلاث الكبري وهي مصر والسعودية والإمارات لزمت الصمت وتعاملت مع الموقف بسلبية.

موقف مصر والسعودية والإمارات السلبي له سبب واضح وهو أن هذه الدول الثلاث تري في الإخوان المسلمين عدواً سياسياً يمثل تهديداً لها وتري أنه لابد من إبادة جماعة الإخوان ومحوها تماماً من الوجود وهو ما أدي إلي نشوء نظام جديد في العالم العربي تقوم بموجبه الدول العربية القليلة المستقرة بالتعاون مع إسرائيل بينما بقية الدول العربية إما منهارة بالفعل أو مهددة بالإنهيار. 

من جهة أخري بات كثير من العرب يؤمنون أن الصراع الفلسطيني ليس له حل وأنهم إعتادوا رؤية نفس الصور والمشاهد تتكرر وبالتالي يلجأ هؤلاء العرب إلي الإهتمام بشئونهم الداخلية معتبرين التظاهر ضد إسرائيل لا جدوي منه ولن يؤثر في القضية.

تلك القناعة التي وصلت للمواطن العربي تكونت بعد أن رأي كيف يقبع النشطاء المصريون خلف القضبان في المعتقلات المصرية بعد نشاطاتهم العارمة وتظاهراتهم في 2011 و2012 , كما لعبت الدعاية الإعلامية المصرية علي سبيل المثال دوراً كبيراً في تشويه حركة حماس وإعطاء الإنطباع بأن مصالح الحكومات العربية تتفق مع مصالح إسرائيل وبالتالي أصبح التناغم بين مصالح دول عربية مثل مصر والسعودية والإمارات وبين مصالح إسرائيل واضحاً جداً فالدول العربية الثلاث أعلنت جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية في الوقت الذي تخوض فيه إسرائيل الحرب ضد الذراع العسكري للجماعة وهو حركة حماس.

الموقف المصري من القضية الفلسطينية شهد العديد من التغيرات ففي 2008 لعب مبارك ورئيس مخابراته عمر سليمان دور الشريك الأمني لإسرائيل كما أظهروا أنفسهم كمدافعين عن حقوق الفلسطينيين وبالتالي نجحوا في إقتراح وقف إطلاق نار وافقت عليه جميع الأطراف.

ثم جاءت حرب 2012 وكان محمد مرسي رئيساً لمصر وقتها وقد تمكن هو الآخر من فرض هدنة ووقف إطلاق نار لعلاقته الطيبة مع حركة حماس.

أما السيسي فقد تبني سياسة مختلفة تماماً حيث زاد السيسي من حصار قطاع غزة في الوقت الذي تم فيه حظر أنشطة حركة حماس في مصر وإغلاق مكاتبها في القاهرة ثم خرج وزير الخارجية المصري سامح شكري ليعلن أن حماس هي السبب في حرب غزة الأخيرة.

كل هذا بالإضافة إلي تمسك السيسي بمبادرته التي تحقق طلبات إسرائيل وتتجاهل مطالب حماس وذلك في الوقت الذي يتواصل فيه رئيس المخابرات المصرية مع زملائه الإسرائيليين دون التواصل مع حماس وهو ما يفسر سبب تمسك إسرائيل بمصر كوسيط وحيد في الأزمة ورفضها وساطة قطر وتركيا.

وبالتالي فقدت مصر دورها كوسيط محايد كما فقدت ثقة أحد طرفي النزاع وهي حماس.

موقف مصر ليس مختلفاً كثيراً عن موقف السعودية مثلاً فالعلاقات السعودية-الإسرائيلية شهدت تقارباً ملحوظاً في السنوات الماضية بالرغم من الإختلاف الحضاري والإجتماعي بين البلدين وبين الشعبين السعودي والإسرائيلي إلا أن توافق مصالح البلدين أدي إلي تقارب كبير بينهما حيث أنهما يتفقان في عدة قضايا منها مثلاً إتفاقهما علي أن التفاوض مع إيران حول برنامجها النووي لا جدوي منه كما تتفق مصالح السعودية وإسرائيل فيما يخص الإخوان المسلمين فكلا البلدين ترغبان في القضاء علي الجماعة وكلاهما تخشيان التطرف الإسلامي وتنظيم القاعدة كما تتفق كلا البلدين في موقفهما من ثورات الربيع العربي حيث رفضت كلتا البلدين ثورات الربيع العربي وكانتا تفضلان بقاء الوضع علي ما كان عليه.

مصافحة عاموس يلدين وتركي الفيصل


التقارب السعودي-الإسرائيلي نراه أيضاً في قيام دار نشر سعودية بنشر كتاب لباحث إسرائيلي هو (جوشوا تايتل باوم) من جامعة "بار إيلان" الإسرائيلية في تل أبيب وهو كتاب يتحدث عن السعودية الحديثة.

كما بدا التقارب السعودي-الإسرائيلي واضحاً في تلك المصافحة العلنية التي جرت في بروكسل بين تركي الفيصل رئيس المخابرات السعودية السابق و عاموس يلدين، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وهو اللقاء الذي أثني فيه يلدين علي التعاون الأمني المصري والخليجي مع إسرائيل واصفاً ذلك التعاون بالتعاون "منقطع النظير " لكنه تحدث عن أن هذا التعاون لا يجري في العلن حيث أن موقف السعودية العلني هو عدم التطبيع الدبلوماسي مع إسرائيل وتتبني مقاطعة إسرائيل التي أقرتها جامعة الدول العربية.

لقد أظهرت حرب غزة الحالية أن تحالفات الأمس لم تعد هي نفسها تحالفات اليوم.

الترجمة حق أصيل للمترجم ولموقع (صحافة ألمانية) وأي نسخ أو إعادة نشر للترجمة دون الإشارة الواضحة للمترجم وموقع (صحافة ألمانية) فهو بمثابة "سرقة" لحقوق الملكية الفكرية وإنتهاكاً لأصول وقواعد المهنية الصحفية.

النص الألماني في الرابط التالي :
 

ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة
التقرير مُترجم حصرياً لموقع (صحافة ألمانية)
تم نشر الترجمة في 8 أغسطس 2014

هناك تعليقان (2):

  1. ممكن أنشر الموضوع على صفحتي بالفيس بوك؟

    ردحذف
  2. لا بأس من النشر بشرط أن يكون برابط مباشر من موقعنا...وجزيل الشكر لحضرتك علي تحري الأمانة والمهنية

    ردحذف

تعليقك