ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة
نقلاً عن صحيفة (NZZ) السويسرية
تم النشر في 10 أكتوبر 2014
نقلاً عن صحيفة (NZZ) السويسرية
تم النشر في 10 أكتوبر 2014
الجيل العربي الجديد أمام تحولات جذرية ومصيرية |
قام موقع (صحافة ألمانية) المتخصص في ترجمة تقارير وتحليلات الصحف الناطقة باللغة الألمانية بنشر تقرير مترجم عن صحيفة (نويي تسوريشر تسايتونج) السويسرية يتحدث عن التغيرات التي يشهدها العالم العربي وعن التحولات التي طرأت علي الأجيال العربية الجديدة والذي يتمثل في فقدان الدين لسلطته المعهوده علي تلك الأجيال وذلك بحسب رؤية المؤرخ الأمريكي "جوان كول" المتخصص في شئون الشرق الأوسط والذي أصدر كتاباً نُشر في نيويورك العام الجاري بعنوان :
(العرب الجدد: كيف يغيّر جيل الألفية الجديدة شكل الشرق الأوسط)
(The New Arabs. How the Millennial Generation Is Changing the Middle East.)
وجاء في كتاب "جوان كول" أن العالم العربي قد شهد تحولاً حضارياً وثقافياً كبيراً حيث أظهرت الدراسات والإحصائيات أن نصف الشباب العرب أقل من 35 عاماً لا يذهبون إلي المسجد سوي مرة واحدة فقط في الإسبوع بينما نسبة من لايزالون مواظبون علي الصلاة من إجمالي المواطنين العرب بالكاد تجاوز 50%.
كما حلت مظاهر علمانية كأغاني الهيب هوب والفيديوكليب والإنترنت والبرامج التلفزيونية العالمية محل القرآن في قائمة إهتمامات الشباب العربي.
ومن جهة أخري فقدت الدولة إحتكارها للمعلومات ولم تعد الثوابت الدينية تسيطر علي فكر الشباب العربي كما كانت في الماضي.
أما فيما يخص التعليم فقد حقق فيه الشباب العربي المعاصر قفزات كبيرة ففي عام 2000 وصلت نسبة الشباب العربي الذي يجيد القراءة والكتابة ما بين سن 15 و 25 عاماً إلي قرابة 80% وتزايدت أعداد الشباب العربي الذي يلتحق بالجامعات كما تزايدت أعداد الشباب العربي الذين يدرسون أو يعملون في دول أجنبية غربية.
إحدي الفتيات المصريات عبّرت عن إتساع مجال المعرفة والخبرات التعليمية لجيلها العربي المعاصر بالقول أن ما لم يستطع رجل عربي عمره اليوم 70 عاماً أن يتعلمه علي مدار حياته تستطيع هي تعلّمه في عامين فقط.
كتاب المؤرخ الأمريكي "جوان كول" عن التغيرات والتطورات السريعة التي شهدها العالم العربي منذ عام 2011 هو كتاب مليئ بالأرقام والإحصائيات المذهلة عن التحديات الإجتماعية والثقافية والإقتصادية والحضارية التي تواجه العرب في الوقت الراهن وهي أرقام تعكس حجم التغيير الذي طرأ علي هذا الجزء من العالم.
ذلك التغيير الذي يشهده العالم العربي غير قابل للسكون أو الرجوع للخلف.
ذلك التغيير الذي تم بأيدي الشباب العربي من ليبيا إلي اليمن حركته ظاهرة البطالة المستفحلة في العالم العربي إلي جانب إقتصاديات الإستهلاك والتسول التي تعيش عليها معظم الدول العربية وبالرغم من أن حراك الشباب العربي قد نتج عنه تفاقم أزمات الإقتصاد العربي إلا أن هؤلاء الشباب قد عقدوا العزم علي مواصلة ما بدأوه والإستمرار في الإحتجاج والغضب علي تلك الأوضاع السيئة في بلدانهم.
ولعل ما قام به الشباب العربي ليس إلا الخطوة الأولي فقط وهي إسقاط الحكام الطغاة أما الخطوة الثانية فربما تكون أصعب بكثير من مجرد خلع طاغية هنا أو طرد طاغية هناك بل تتمثل الخطوة الثانية في إحداث حالة من التجديد الكامل في الحالة الثقافية والمبادئ الراسخة في مجتمعات الشرق الأوسط.
الجيل الجديد من الشباب العربي والمتسلح بالثقافة المنفتحة والمتحرر من سلطة الدين سيكون ملزماً بإيقاف عجلة الطائفية المقيتة التي تدور رحاها في بلدان عربية مثل العراق لأن اللعب بالكارت الطائفي والديني دائماً ما يؤدي إلي المزيد من التطرف المميت لكن ذلك قد يستغرق عقداً من الزمان حتي ينجح الشباب العربي المعاصر في تحقيق الهدف المنشود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك