الأربعاء، 8 أكتوبر 2014

ما هي قصة الراية السوداء التي يرفعها تنظيم "داعش" ؟

راية "العُقاب" التي يستخدمها التنظيم ودورها في الحرب النفسية

ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة
نقلاً عن مجلة "شبيجل" الألمانية
تم النشر في 8 أكتوبر 2014

تقرير لمجلة شبيجل الألمانية عن الراية السوداء لداعش

في تقرير بعنوان "داعش وقوة الراية السوداء" كتبت مجلة "دير شبيجل" الألمانية إحدي أشهر المجلات الألمانية وأوسعها إنتشاراً تقول :


"كل راية تدل علي فِكر من يرفعها" والراية السوداء التي يرفعها مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" فوق كل منطقة يحتلونها وعلي كل قرية أو مدينة يسيطرون عليها مُعبرة عن فكر هذا التنظيم وأيدلوجيته.

الراية السوداء يتوسطها كتابة باللون الأبيض هي "الشهادتين" (شهادة ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله) بينما يظهر الجزء الثاني من الشهادة "محمد رسول الله" في شكل الختم الذي كان يستخدمه النبي محمد ويضعه علي المكاتبات الرسمية والرسائل التي يتم إرسالها والذي كان بمثابة التوقيع علي تلك الوثائق وقد إستخدمه الخلفاء الراشدون بعد وفاة النبي محمد.

راية العُقاب أو ختم النبي محمد

تنظيم "الدولة الإسلامية" ليس وحده الذي يضع الشهادتين علي العَلَم الخاص به فعَلَم المملكة العربية السعودية الرسمي يحمل الشهادتين وكذلك العَلَم الخاص بجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة لكن الشهادة في كلتا الرايتين مكتوبة بخط عربي حديث بينما الشهادة المكتوبة علي راية تنظيم "الدولة الإسلامية" فهي مكتوبة بنفس الخط القديم الذي كان يستخدمه النبي محمد وخلفائه وهو ما يُظهر رغبة التنظيم في التشبه بالعصر النبوي بكل حذافيره كما أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي يري نفسه وريثاً للخلافة الإسلامية الممتدة إلي النبي محمد.

وكما إستطاع النبي محمد قبل 1400 عام من نشر شهادة التوحيد وتوسيع مملكته الإسلامية شيئاً فشيئاً فإن تنظيم "الدولة الإسلامية" يسعي كذلك إلي توسيع مملكته ورفع رايته علي كل شبر من الأرض يقع تحت سيطرته.

وعلي ذلك فإن مقاتلو التنظيم يعتبرون كل من يقف ضد راية "التوحيد" هو في المقام الأول عدو للإسلام لأنه وقف ضد "لا إله إلا الله" وضد ختم النبي محمد وهي الرسالة التي يسعي التنظيم لإيصالها للرأي العام المسلم.

شغف باللون الأسود

كانت الراية السوداء قد طواها النسيان منذ زمن بعيد ولم يعد المسلمون يستخدمون اللون الأسود كراية رسمية حتي أن حركات إسلامية مثل الإخوان المسلمين وحركة حماس قد إختاروا لأنفسهم اللون الأخضر ليكون اللون الرسمي لراياتهم وأعلامهم معتبرين أن اللون الأخضر هو لون الإسلام لأن القرآن قد ذكر أن الثياب الحريرية الخضراء هي لباس المؤمنين في الجنة.

لكن مع صعود نجم التيارات السلفية في التسعينينات عاد اللون الأسود للظهور من جديد وبقوة وقد أعلنت حركة طالبان فور إستيلائها علي السلطة في أفغانستان عام 1996 أن العلم الأسود الذي تتوسطه شهادة التوحيد هو العَلَم الرسمي للدولة.

شغف تنظيم "الدولة الإسلامية" باللون الأسود دفع مقاتلي التنظيم إلي طلاء مباني هامة في مدينة الرقة بالون الأسود حيث تري مباني المحاكم الشرعية والمباني الإدارية في المدينة وقد إكتست تماماً باللون الأسود.

التنظيم شغوف باللون الأسود ويطلي به مبانيه الحكومية

اللون الأسود بات يحمل رمزية واضحة لدي مقاتلي تنظيم الدولة وهو رغبتهم في قذف الرعب في قلوب أعدائهم وإيصال رسالة مفادها أنهم قادمون وهو ما ظهر واضحاً عندما قام مقاتلو التنظيم برفع راياتهم السوداء فوق تل مستنور بالقرب من مدينة كوباني وذلك لإيصال رسالة للمقاتلين الأكراد المحاصرين في المدينة مفادها أن مقاومتهم لا قيمة لها.

ولعل إستخدام التنظيم للراية السوداء بهذه الطريقة يدخل في إطار الحرب النفسية التي يشنها التنظيم علي أعدائه للحط من معنوياتهم وهي نفس الإستراتيجة التي إتبعهتها الولايات المتحدة في حربها مع اليابان عندما قام الجنود الامريكيون برفع العلم الأمريكي علي جزيرة "أيوا جيما" اليابانية.

مقاتل من مقاتلي داعش يرفع راية العُقاب السوداء

ويقوم مقاتلو تنظيم الدولة حالياً بخياطة راية عملاقة تمهيداً لرفعها علي مدينة "كوباني" علي الحدود السورية-التركية بمجرد سقوطها في أيديهم.

تلك الراية العملاقة لن تكون مجرد إعلان حرب علي تركيا بل ستكون رسالة للغرب مفادها أن راية التنظيم باتت ترفرف علي الحدود الخارجية لحلف الناتو وان مقاتلي التنظيم لم يتأثروا بالهجمات الجوية الأمريكية الأخيرة.

مُترجم لموقع (صحافة ألمانية)
ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك