ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة
ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة
نقلاً عن الصفحة الرسمية للكاتب علي الفيسبوك
قام الكاتب الصحفي الألماني المرموق "يورجين تودينهوفر" بزيارة إلي "الدولة الإسلامية" حيث قام بزيارة مدينتي الرقة السورية والموصل العراقية واللتان تخضعان لسيطرة التنظيم وقد عبّر الكاتب عن اجواء رحلته تلك بالقول أنها كانت مغامرة كبيرة وأنه ونجله فريدريك قد شاهدا الأهوال خلال زيارتها التي إستمرت لقرابة 10 أيام وقد لخص الكاتب زيارته في 7 إنطباعات رئيسية إنتباته خلال الزيارة المثيرة.
صورة من عهد الأمان الذي أعطاه الخليفة للصحفي الألماني |
وإليكم الإنطباعات السبع عن زيارة الكاتب الصحفي الألماني المرموق ل"الدولة الإسلامية" :
الإنطباع الأول : الغرب يسيئ تقدير حجم الخطر الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية.
فمقاتلو الدولة الإسلامية أكثر ذكاءً وحنكةً وخطراً مما يظن السياسيون في بلادنا حيث أن مقاتلي الدولة لديهم حماس وثقة في النصر لا مثيل لهما ولم أر مثلهما في أيٍ من الحروب التي عايشتها.
إن مقاتلي الدولة الإسلامية لديهم قناعة تامة بأن عقيدتهم الشمولية وشراستهم الرهيبة ستمكنهم من تحريك الجبال الرواسي.
ففي مدينة الموصل تمكّن أقل من 400 مقاتل من رجال الدولة الإسلامية من قهر 25 ألف جندي عراقي مدججين بأحدث أنواع الأسلحة وأجبروهم علي الفرار.
وقد تمكّن مقاتلو الدولة في غضون شهور قليلة من السيطرة علي مساحات من الأرض تفوق مساحة بريطانيا وهو ما يجعل من تنظيم القاعدة مجرد "قزم" إلي جوار تنظيم الدولة الإسلامية.
تنظيم الدولة لا يهتم كثيراً بخسارة منطقة من المناطق التي يسيطر عليها هنا أو هناك حتي وإن كانت بعض وسائل الإعلام تقوم بتضخيم تلك الخسائر لأن خسارة مساحة صغيرة هنا أو هناك هو أمر معتاد في حرب العصابات.
الإنطباع الثاني : تدفق المقاتلين الجدد لإنضمام للتنظيم يتزايد بشكل يومي.
لقد أمضيت يومين في أحد معسكرات إستقبال المقاتلين الجدد قرب الحدود التركية وفي كل يوم من اليومين كان يصل إلي المعسكر أكثر من 50 مقاتلاً جديداً من شتي بقاع الأرض. هؤلاء المقاتلون الجدد ليس فقط شباب صغير السن أصابه الفشل والإحباط في بلاده بل إن كثيراً من هؤلاء المقاتلين شباب ناجح وله مستقبل واعد جاءوا من الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والسويد وفرنسا وألمانيا.
أحد هؤلاء المقاتلين الذين ألتقيت بهم كان قد إجتاز منذ أسابيع قليلة إمتحاناً حكوميا في مجال القانون وقد تم إختياره محامياً في إحدي المحاكم لكنه ترك كل هذا وجاء ليقاتل في صفوف "الدولة الإسلامية".
الإنطباع الثالث : "الدولة الإسلامية" تبدو لي أنها تصلح لأن تكون دولة مثل أي دولة شمولية أخري في المنطقة.
وهذا الأنطباع نابع من إحساسي بأهمية قطاع الأمن الداخلي وقطاع الرعاية الإجتماعية داخل "الدولة الإسلامية" حتي وإن لم يتوافق هيكل هذين القطاعين مع تصوراتنا نحن الأوروبيين.
ويبدو لي أن السُكّان السُّنة في الجزء العراقي من "الدولة الإسلامية" قد قبلوا بالدولة الجديدة دون أدني مقاومة وذلك لأنهم يعتبرونها أفضل من دولة "نوري المالكي" العنصرية الظالمة في بغداد.
ففي مدينة الموصل وبعد فرار جميع المسيحيين والشيعة والإيزيديين بعد الإعدامات التي لا حصر لها لم يتبق إلا السكان السُّنة في المدينة.
الإنطباع الرابع : هدف "الدولة الإسلامية" ليس مجرد إحتلال كافة دول الشرق الأوسط أو حتي غزو العالم بأسره بل هدفها هو أكبر عملية تطهير ديني في تاريخ البشرية.
"الدولة الإسلامية" تسعي إلي قتل جميع المشركين والكفار بالأديان السماوية الثلاثة وهي الإسلام علي طريقة "الدولة الإسلامية" والمسيحية واليهودية وسبي نسائهم وأطفالهم وإتخاذهم عبيداً.
التنظيم يري أنه لابد أن يموت الشيعة والإيزيديين والهندوس والملحدين والمشركين وبالتالي فإن مئات الملايين من البشر مهددون بالإبادة بسبب عدم إعتقادهم بالأديان السماوية الثلاثة.
بل إنه حتي المسلمين المعتدلين الذين يؤمنون بالديموقراطية لابد أن يموتوا لأنهم يضعون قوانين البشر فوق قوانين الله ويلتزمون بالقوانين الوضعية بديلاً عن الشريعة الإسلامية وهو نفس الأمر الذي يسري حتي علي المسلمين المعتدلين المقيمين في الغرب.
الفرصة الوحيدة أمام كل هؤلاء "الكفّار" للنجاة من القتل هي التوبة الصادقة والعودة إلي "الدين الحق" الذي تحدد "الدولة الإسلامية" ملامحه وسماته.
المسيحيون واليهود سيتم التسامح معهم والسماح لهم بالحياة لأنهم أهل كتاب بشرط أن يدفعوا الجزية وهي بضع مئات من الدولارات سنوياً.
بينما يجب علي كل مسلم آداء فريضة الزكاة والتي تزداد نسبتها علي أغنياء المسلمين وتقل علي الفقراء منهم وليس عليّ أن أشير هنا بوضوح إلي أنني لا أتوافق مع "الدولة الإسلامية" في أي نقطة من تلك النقاط وهو الأمر الذي أوضحته مراراً وتكراراً.
الإنطباع الخامس : في وجهة نظري تنظيم "الدولة الإسلامية" هو حركة تمثل 1% لكن تأثيرها تأثير "تسونامي".
إن "الدولة الإسلامية" تعرض إسلاماً يرفضه 99% من المسلمين البالغ عددهم مليار وستمائة مليون مسلم.
وبالنسبة لي كشخص مسيحي قرأ القرآن مرات عديدة فإنني لا أفهم سبب الربط بين "الدولة الإسلامية" والإسلام فقد تعرّفت من خلال مطالعتي للقرآن علي إسلامٍ رحيم.
حيث أن 113 سورة من 114 سورة تبدأ ب"بسم الله الرحمن الرحيم" لكن تلك الرحمة لم أشعر بها وأنا بين مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية".
الإنطباع السادس : القنابل والصواريخ لن تهزم "الدولة الإسلامية".
مدينة الموصل ذات الثلاثة ملايين نسمة علي سبيل المثال يسيطر عليها حوالي 5000 مقاتل من تنظيم الدولة وبالتالي فإن من يريد تدمير هؤلاء المقاتلين بالقذائف والقنابل فإن عليه أن يدمر المدينة بالكامل وأن يقتل عشرات الآلاف من سكانها المدنيين.
أضف إلي ذلك أن القصف الجوي كان ولا يزال أحد أبرز برامج صناعة إرهابيين جدد في الشرق الأوسط.
أنظروا إلي تنظيم "الدولة الإسلامية" ! إنه وليد حرب العراق التي شنها جورج بوش منتهكاً بها القانون الدولي.
وحدهم المسلمون السنة المعتدلون يمكنهم إيقاف تنظيم "الدولة الإسلامية" كما فعلوا في 2007 عندما طردوا تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق" أحد التنظيمات المؤسسة لتنظيم الدولة الحالي لكن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق" كان أضعف بكثير من تنظيم الدولة الآن.
السنة المعتدلون يمكنهم مواجهة تنظيم الدولة فقط عندما يشعرون بالإندماج الكامل في المجتمع العراقي ويشعرون أنهم جزء من هذا المجتمع الذي أقصاهم منه الأمريكان والشيعة بعد حرب 2003.
وبالرغم من أن مسألة الإندماج تلك لا تبدو في الأفق في الوقت الحالي إلا أنها الحل الوحيد المعقول للأزمة والوسيلة الوحيدة لإيقاف تنظيم "الدولة الإسلامية"
حتي في سوريا توجد حلول وليس علي الغرب سوي تصحيح تقديراته غير الواقعية لمجريات الأمور علي الأرض لأن الغرب يسيئ تقدير الوضع هناك بشكل واضح.
الإنطباع السابع : الغرب يبالغ في التكهنات الخاصة بخطر العائدين من القتال في صفوف تنظيم الدولة.
حتي أنا شخصياً لا يمكنني أن أستبعد وجود خطر من العائدين من القتال في صفوف تنظيم الدولة لكنني أعتقد أن العائدين من القتال هم بمثابة "مهزومين" لم يتحملوا قسوة الحياة في صفوف التنظيم وبالتالي هم ليسوا الخطر الرئيسي في البلدان الغربية بالرغم من هجوم بروكسل الذي نفذه أحد هؤلاء العائدين.
الخطر الأكبر من وجهة نظري هم أولئك المتعاطفين مع التنظيم في البلدان الغربية.
وبالنسبة لألمانيا فإنه لا يمكننا التقليل من شأن خطر مقاتلي التنظيم لكننا لابد ألا نبالغ في مخاوفنا ولابد أن نعلم أن ألمانيا لم تشهد واقعة قتل مواطن ألماني واحد علي يد إسلاميين متطرفين بل علي العكس من ذلك تم قتل الكثير من المسلمين الألمان علي يد متطرفين يمينيين.
الجماعات اليمينية مثل جماعة "بيجيدا" تجسد الواقع في ألمانيا حيث يتم المتاجرة بخطر تنظيم الدولة من أجل تصعيد الصراع بين المسلمين وغير المسلمين في البلاد وهو الأمر الذي أكده لي بعض عناصر تنظيم الدولة أكثر من مرة.
من وجهة نظري فإن تنظيم الدولة الإسلامية يشكل أكبر تهديد للسلام العالمي منذ الحرب الباردة ونحن ندفع اليوم ثمن حماقات جورج دبليو بوش في العراق ويبدو أن الغرب يقف أمام هذا التهديد الرهيب بلا خطة واضحة للمواجهة.
المخلص لكم
ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة
(h)
ردحذفتحقيق صادق اصابت الدولة باستقدامه :-)
ردحذفأرجو من أحد مؤيدي أو مبايعي الدولة الإسلامية أن يوضح لي صحة أن " التنظيم يري أنه لابد أن يموت الشيعة والإيزيديين والهندوس والملحدين والمشركين وبالتالي فإن مئات الملايين من البشر مهددون بالإبادة بسبب عدم إعتقادهم بالأديان السماوية الثلاثة ".. ولكم جزيل الشكر
ردحذفhttp://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=155307
حذفhttp://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=155307
ردحذف