الأربعاء، 22 يناير 2014

صحيفة ألمانية : مسلمو أفريقيا الوسطي علي حافة الإبادة الجماعية

ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة
عن صحيفة (Tageszeitung) الألمانية
صورة تظهر بعض ما يتعرض له مسلمو أفريقيا الوسطي علي يد الميليشيات المسيحية
في اليوم الثاني بعد تولي الرئيسة المؤقتة "كاثرين سامبا بانزا" الرئاسة في جمهورية أفريقيا الوسطي وصل العنف ضد الأقلية المسلمة في البلاد إلي ذروته مرة أخري حيث أفاد شهود عيان أن ميليشيات " مناهضو بالاكا " المسيحية قامت بإقتحام الحي رقم (PK13) والذي تسكنه غالبية مسلمة وعاثت فيه فساداً وتخريباً وتدميراً وقتلاً حيث نشر "بيتر بوكيرت" (Peter Bouckaert) مدير قسم الطوارئ بمنظمة هيومان رايتس ووتش (Human Rights Watch) بصفته شاهد عيان مجموعة من الصور تُظهر بيوتاً محترقة ومصاحف متفحمة وأكواخ مسواة بالأرض حيث قامت تلك الميليشيات بنهب وحرق كل ما وجدته أمامها وأفاد "بوكيرت" أن عناصر تلك الميليشيات المسيحية كانوا يهتفون : "لا نريد مسلمين في بلادنا وسنبيدهم عن بكرة أبيهم".
Photo : AP
ميليشيات " مناهضو بالاكا " المسيحية (Anti-Balaka) ظهرت علي السطح في جمهورية أفريقيا الوسطي بعد إستقالة الرئيس المؤقت وزعيم تحالف المتمردين (السيليكا) ذو الأغلبية المسلمة "ميشيل جوتوديا" حيث أصبح المسلمون بلا حماية بعد أن قامت القوات الفرنسية بنزع أسلحة ميليشيات السيليكا التي كانت تحمي المسلمين.
وفي الوقت الذي فر فيه الرئيس السابق "جوتوديا" إلي المهجر في جمهورية بنين فإن أحد أبرز قادة ميليشيات السيليكا "نور الدين أدم" قد تم إلقاء القبض عليه في الكاميرون.
ميليشيات "مناهضو بالاكا" المسيحية تسعي من خلال هجماتها الجديدة إلي إثبات وجودها والضغط للوصول إلي الحكم في البلاد حيث أعلنت "الجبهة الشعبية لأفريقيا الوسطي" الجناح السياسي لتلك الميليشيات أنها ستحارب ضد الرئيسة الجديدة والتي من وجهة نظرهم قد خانت كفاح الشباب الوسط أفريقي ضد الرئيس السابق "جوتوديا" زعيم ما وصفوه ب "عصابات السيليكا التي لا دين لها" .
وقد تمكنت تلك الميليشيات المسيحية من السيطرة علي مناطق من أفريقيا الوسطي حيث أعلنت سيطرتها الكاملة علي غرب البلاد بالكامل كما سيطرت علي الطريق السريع بين العاصمة بانجوي وبين مدينة بور وتم إخلاء وتهجير المسلمين من كل تلك المناطق كما فر عشرات الآلاف من المسلمين الذي يحملون جوازات سفر لدول أخري هاربين خارج البلاد غالبيتهم إلي دولة تشاد وتحت حماية قوات تشادية بينما لم تسلم قوافل النازحين المسلمين من العنف حيث تسبب هجوم بالقنابل علي أحد تلك القوافل في مقتل 10 أشخاص و إصابة 50 آخرين الجمعة الماضية.
ويري عدد من المراقبين والخبراء أن الهجمات العنيفة علي المسلمين في جمهورية أفريقيا الوسطي تعيد إلي الأذهان حرب التطهير العرقية التي شهدتها رواندا عام 1994 لاسيما وأن بعض القوات الأفريقية المسئولة عن السيطرة علي الوضع في أفريقيا الوسطي هي قوات رواندية شارك بعض أفرادها من قبل في إبادة قبيلة "التوتسي", كما أن الصور الواردة من أفريقيا الوسطي تُظهر كيف قام جنود تابعون لقبيلة التوتسي بالتعاون مع الميليشيات المسيحية حيث أمدوهم بالسلاح وأعطوهم ما نهبوه من مناطق المسلمين.


موضوعات ذات صلة :




هناك تعليق واحد:

تعليقك