الاثنين، 30 ديسمبر 2013

التدخل الفرنسي الغير مدروس في جمهورية أفريقيا الوسطى والمأزق الكبير

كتبه : DOMINIC JOHNSON  
ترجمه من الألمانية : عُمَر نايل
أشرف عليه فنياً : إسماعيل خليفة

ذكر موقع صحيفة تاجس تسايتونج (Tageszeitung) الألمانية أن تدخل فرنسا في جمهورية أفريقيا الوسطى وضع الجيش الفرنسي في موقف حرج وفرض عليه الاختيار بين خيارين أحلاهما مر.


وقالت الصحيفة أن ما تشهده أفريقيا الوسطي من تدخل فرنسي فاشل هو أمر غير مألوف. وأن تدخل الجيش الفرنسي لنزع أسلحة المليشيات كان من المفترض أن يكون قصيرا وبدون خسائر. لكن العملية العسكرية الفرنسية إمتدت  لأسابيع و بدلاً من  تهدئة الوضع في البلاد في العاصمة بانجي أدي نشر 1600 جندي من القوات الفرنسية إلي تفاقم الأزمة وشيوع الفوضي أكثر في البلاد.

ولعل سبب تفاقم الأزمة بعد التدخل الفرنسي يرجع إلى أن فرنسا يُنظَر إليها كقوة استعمارية جديدة في هذا البلد فبمجرد أن أرسلت في فرنسا قواتها في الـخامس من ديسمبر وبعد قيام الرئيس الفرنسي آولاند بزيارة خاطفة إلى بانجي ظن الجميع إلى أن فرنسا ستعزل الرئيس ديوتوديا زعيم تحالف المتمردين "السليكيا " دون إراقة دماء.

ولكن في الحقيقة أن القوات الفرنسية لم تفعل شيء من هذا القبيل .. بل قامت بعملية نزع أسلحة لمقاتلي "السليكيا" ولم يحدث أي نوع من التفاوض السياسي معها أو وضع حد لمليشيات المعارضة التي لا تقل وحشية في في تصرفاتها وأيضا تم إضعاف حكومة ديوتوديا عسكريا بينما لا يوجد أي دعم سياسي لأي طرف.

إضافةً إلي ذلك ستصل في القريب العاجل قوات أفريقية إضافية لحفظ السلام إلى بانجي ولكن حتى وإن خضعت الأمم المتحدة إلى ضغوطات القيادات الدينية بأفريقيا الوسطى وأرسلت قوات لحفظ السلام – ما الذي يمكن لتلك القوات أن تحققه؟

في النهاية يجب أن تدرك القوي الدولية التي تدخلت في الأزمة أن أمامها خيار سهل لكنه غير جيد وهو إما أن تعتبر تلك القوي أن الرئيس ديوتوديا هو الرئيس الشرعي للبلاد وبالتالي تدعمه ليحتكر السلطة أو أنه ليس كذلك وبالتالي إيجاد بديل عنه.

وبذلك يكون فرانسوا أولاند وبسبب قراره الغير مدروس بالتدخل العسكري قد وضع القوات الفرنسية بين خيارين كلٌ منهما أسوأ من الآخر وهما إما المضي قُدماً في عملية القمع الدموي أوإسقاط هيبة المستعمر الفرنسي الجديد.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك