ترجمه من الألمانية : عمر نايل
نشرت صحيفة "دي تسايت" (Die Zeit)
الألمانية تقريرا عن
التفجيرات الأخيرة في القاهرة أمام مديرية الأمن و نظيرتها التي حدثت بشارع الهرم
. وأكدت الصحيفة أن حدوث مثل هذة التفجيرات داخل القاهرة أثبت عدم قدرة القادة
العسكريين على توفير الأمان الكامل في حين أعطت القوة التي أظهرتها جماعة الإخوان
المسلمون وبعض الذين تربطهم علاقات مع القاعدة الإرهاب بعدا جديداً.
وفيما يلي التقرير الذي كما جاء بالصحيفة :
سميحة .. سيدة ترتدي حجاب أسود اللون يخفي كل شعرها تجلس وسط الحطام
الموجود أمام المتحف الإسلامي بالقاهرة ولا تستطيع أن تدرك ما حدث بالمكان .تصرخ
بأسي وبجانبها أولادها وحفيدها "أقتلوهم .. أقتلوهم كلهم!"وبجانبها جلست
إمرأة أخرى تبدو بملامحها مظاهر الرعب تجلس دون أن تتفوه بكلمة وأمام أقدامهن آلاف
الشظايا من حطام المتحف الإسلامي الذي تم ترميمه منذ فترة بسيطة والذي يضم بعض قطع
الجدران وبعض الزخارف التي كانت تزين الواجهة بالإضافة إلى أجزاء من النافذة التي
لم تفتح منذ قرابة الثلاث سنوات
المدخل الرئيسي تم إغلاقه بشريط أصفر وأمام المدخل مباشرة تقف سيارة
تاكسي مطبقة تماما حيث قتل السائق والراكب بسبب قوة الانفجار.
إلى الخلف من سميحة يقع مبنى مديرية الأمن والذي تم تفجيره في قرابة
الـ6.30 بعد صلاة الفجر بوقت قصير باستخدام سيارة مفخخة كانت تحمل حوالي 500 كيلو
جرام من المتفجرات كما سببت أيضا ضررا بالمباني المحيطة فعلى بعد 200 متر من
الانفجار ذكر مؤذن مسجد يوسف أغا الحين أن نوافذ المسجد والتي بنيت خلال تأسيسيه
عام 1625 قد تهشمت بالإضافة إلى بعض الأجهزة المتواجدة .
انفجارت بشارع الهرم
كما ذكرت الصحيفة أن حدوث التفجير الانتحاري في باب الخلق وسط
القاهرة يعتبر توغل للإرهاب إلى العاصمة المصرية وبلارجعة .
كما أشارت الصحيفة إلى أنه منذ رحيل الرئيس الإسلامي محمد مرسي والفض
الدموي لمقر احتجاج أنصاره في أغسطس من العام الماضي ظهرت الكثير من التفجيرات
المتكررة وخاصة بالعبوات محلية الصنع.
وكان أحد هذه العبوات التي انفجر الأسبوع الماضي مع اليوم الأول
للاستفتاء على الدستور الجديد في مبنى المحكمة في منطقة المعادي . بالإضافة إلى
العبوة الأخرى التي انفجرت بالتزامن مع عيد الميلاد في إحدى أتوبيسات النقل في
مدينة نصر.
بالنسبة لسميحة الإخوان هم الفاعلون الحقيقيون لكل تلك العمليات
الإرهابية. تبكي باستمرار وبلا توقف مرددة "اقتلوهم " ولا يوقفها عن
البكاء إلا عندما يأتي أحدهم إليها لشراء صورة للفريق السيسي "جنيه واحد
تكلفة الصورة الصغيرة واثنين للكبيرة " .فسميحة مقتنعة أن الفريق هو القادر
على إنقاذ مصر وكذلك تشير إيماءات المتواجدين .
ومع تزايد الحشود المتواجدة أمام مبنى الشرطة المحطم امتلىء المكان
بالباعة حاميلن الشاي والمشروبات الغازية والسميط.
ووسط هذا كله صرخ أحدهم على أحد المراسلين الأجانب "أنتم الأمريكان
تساعدون الإخوان المسلمين على الإرهاب " . "أنتم المسؤولين"..
وكانت السفارة الألمانية بالقاهرة قد أرسلت تحذير لممثلي وسائل الإعلام تنصحهم فيه
بعد الذهاب لمكان الحادث وذلك بعد تعرض فريق من "swr " للاعتداء هناك.
أمام البوابات تقف إحدى التظاهرات المؤيدة للسيسي وصورة الفريق
مرفوعة عاليا وإشارات الأصابع مرفوعة بعلامة النصر بالإضافة إلى لافتة طويلة كتب
عليها " لا للإرهاب" . وأشارت الصحيفة إلى أن الفريق السيسي منذ
التظاهرات الضخمة التي أطاحت بالرئيس الإسلامي محمد مرسي وملاحقة الإخوان المسلمين
بلا رحمة لم يقرر حتى الآن ما إذا كان ينوي الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة لكن
هذا الوضع يجعل الكرة في ملعب الجيش.
ونقلت الصحيفة التقارير التي أعدتها وسائل إعلام مصرية والتي تفيد
بأنه قد تم بالفعل جمع توقيعات من قبل 26 مليون شخص بجميع المحافظات لدعم ترشيح
الفريق السيسي مما يبقي الجيش المرشح رقم واحد للسلطة حتى عشية ذكرى الثورة
الثالثة.
في الوقت نفسه تستمر جماعة الإخوان وعناصر إسلامية أخرى في تنظيم
المسيرات و شن الهجمات الإرهابية والاشتباك مع قوات الأمن في كافة المحافظات وبلا
توقف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك