الاثنين، 27 يناير 2014

"من يتكلم يخاطر بحياته" رحلة صحفي ألماني في شوارع "الألف مسكن"

ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة
كتبه : MOHAMED AMJAHID
نشرت صحيفة "دي تسايت" (Die Zeit) الألمانية تقريراً صحفياً بعنوان "من يتكلم يخاطر بحياته" روي فيه أحد مراسلي الصحيفة رحلته داخل منطقة الألف مسكن بالقاهرة وإليكم ملخصاً لما كتبه الصحفي الألماني في تقريره :
"لا تتوقف! فقط إستمر في المشي! لا تنظر يميناً أو يساراً, فنحن مراقبون" بهذه الكلمات بدأت رحلتنا مع صديقنا الإخواني الذي أطلقنا عليه إسم "خالد" داخل منطقة الألف مسكن الفقيرة شرق القاهرة وها نحن الآن في شارع البرازيل الذي كان يعج بالحياة فهو الشارع الذي يتسوق منه السكان ويتقابلون للتسامر ويجلسون علي مقاهيه لكن الشارع اليوم بدا مختلفاً حيث قطع الزجاج المتكسرة في كل مكان فقد أصابت واجهات المنازل مئات الطلقات النارية بينما لايزال الدخان يتصاعد من إحدي الأشجار الكبيرة التي أشعل المتظاهرون النار فيها. دخانٌ يعتبر شاهداً أخرساً علي أحداث ليلة دامية وعنيفة عاشتها المنطقة.
كان "خالد" ورفاقه يعلمون أن مظاهراتهم في ذكري 25 يناير سيتم فضها بالقوة لذلك قاموا بعمل بعض التحصينات وقاموا بشراء الخل والكولا وأشعلوا النار في إحدي الأشجار لمواجهة رائحة الغاز الخانقة لكن "الشرطة تخلت تماماً عن الغاز هذه المرة وقامت بإطلاق الرصاص الحي علينا" هكذا أخبرنا "خالد" والذي أصطحبنا إلي ميدان "أوروجواي" الصغير في نهاية شارع البرازيل حيث كان المتظاهرون قد أقاموا مستشفاً ميدانياً هناك لا تزال بعض آثاره باقية في الضمادات المليئة بالدماء وعبوات الأدوية الفارغة حيث لم تستجب لهم سيارات الإسعاف أبداً عندما طلبوها.
ويقول خالد أن عدد المتظاهرين في منطقة الألف مسكن ربما وصل إلي 400 ألف متظاهر لم يتبق منهم سوي 4000 متظاهر فقط حتي المساء عندما بدأت الشرطة في إطلاق الرصاص بكثافة ثم ما لبث العدد أن أصبح 400 متظاهر فقط من الإخوان المسلمين واجهوا البنادق والدبابات وحدهم ولقي 6 منهم علي الأقل مصرعهم بالرصاص الحي.
وفيما يبدو كما لو كانت جماعة الإخوان المسلمين تموت موتاً بطيئاً مؤلماً يقول "خالد" : "إنه أمر طيب أن أموت في سبيل قضية عادلة" بينما يعلن أنه لن يستسلم وسيخرج للتظاهر في ال 18 يوماً القادمة معلناً : "في 11 فبراير سوف ننتصر".
هاتف "خالد" رن. ضغط "خالد" زر التحدث وفتح الخط. "خالد" لم ينطق بكلمة. نظر نظرة قلق ثم إعتذر وتركنا وأنصرف.
حال سكان الألف مسكن المتعاطفين مع الإخوان المسلمين لم يكن مختلفاً عن حال "خالد" فهم لا يتحدثون سوي داخل منازلهم ومحالهم التجارية.
أحد أصحاب المحال التجارية أخبرنا أنه لا يعرف من الذي بدأ بالعنف أمس لكنه لا يتفهم أبداً عنف ووحشية الشرطة كما أنه مستعد لترشيح عبد الفتاح السيسي رئيساً بشرط أن يتولي الجيش مسئولية حفظ الأمن في البلاد ولأنه كاد يفقد حياته بالأمس فإنه يختتم حديثه معنا قائلاً : "الأمن هو كل شيئ".
أحد محال النظارات بشارع البرازيل تعرض للضرر جراء إطلاق الرصاص الكثيف. صاحب المحل كان يقف أمام محله المتضرر بينما جاء إليه جنديان من أفراد الشرطة العسكرية وأظهرا له بطاقتيهما العسكرية وحذراه من الإدلاء بأي شهادات كاذبة عما حدث أو أن يطرح أسئلة لايجب عليه طرحها وأنه يجب عليه ألا يتكلم.
وذلك لأن حرية التعبير وحرية الصحافة لم تعد مكفولة في مصر هذه الأيام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك