ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة
كتبته محررة مجلة فوكوس الألمانية إيزابيلا ألت
الفيس بوك |
تؤثر مواقع التواصل الإجتماعي علي حياة جيل بكامله ويري الخبراء أنها تشكل خطراً بالغاً علي العلاقات الحقيقية بين الأصدقاء وتشجع علي العزلة والرهاب , حيث إن مئات الأصدقاء علي الفيس بوك لايُمكن مقارنتهم بالأصدقاء الحقيقيين بل إن المعالجة النفسية البرلينية فرانشيسكا كونا تقول إن مواقع التواصل الإجتماعي تضر بالعلاقات الحقيقية وتضيف : "مواقع التواصل الإجتماعي تقوم بتحطيم العوالم الحقيقية وتخلق الكثير من الدراما ونتيجةً لذلك أقوم أنا شخصياً بعلاج حالات لأشخاص مصابون بأفكار الإنتحار بل وبقيامهم بمحاولات إنتحار".
فموقع فيس بوك وباقي مواقع التواصل تجعل من العلاقات أموراً غير ملزمة حيث يمكنك إنهاء العلاقة بمنتهي السهولة ودون إلزام بالتفكير في الأمر ودراسة مدي عمق العلاقة , وتري الخبيرة النفسية أيضاً أن المحادثات علي الإنترنت (تشات) تمثل أشكالاً من التواصل السلبي الذي يفقدنا كل ما نحتاجه من أجل إنشاء حالة من القرب وتوطيدها بشكل مستمر وتضيف قائلةً : "الناس يشعرون بشكل متزايد بالعزلة والوحدة وهو ما يصيبهم بحالة من عدم الرضا والإحباط ويؤدي بهم إلي سلوكيات مختلة تدفعهم إلي الإنسحاب والتراجع وتقوي حالات الرهاب الأجتماعي لديهم".
ويتحدث العنوان الرئيسي للمجلة في هذا العدد عن الصداقات الحقيقية وكيف أنها مهمة جداً لتوثيق فضائل مثل الثقة والصدق والإنفتاح علي الصديق ومبادلته أسرارنا وهمومنا ويري العلماء أن الإنسان يعيش بشكل أفضل في وجود أصدقاء بل إن وجود أصدقاء مخلصيين في حياة الإنسان مفيد صحياً حيث يلعب الأصدقاء دوراً في تأخير عملية الشيخوخة التي تتم داخل الدماغ أما الأصدقاء "الإفتراضيون" فهم علي العكس من ذلك يمثلون ضرراً علي الإنسان.
وتطلق الخبيرة النفسية كونا علي مواقع التواصل الإجتماعي إسم "العالم النفسي الجديد الجميل" مضيفةً : "الناس يستهلكون الإنترنت بشراهة وهو يبتلعهم ويغرقون فيه " وتتخوف الخبيرة النفسية من حدوث السيناريو الخطير من أن يتحول الناس في 2050 إلي كائنات تعيش في غرف مظلمة وتجلس أمام شاشات مضيئة مشيرةً إلي تقرير منظمة الصحة العالمية الذي يشير إلي أن الإكتئاب سوف يكون أكثر الأمراض المؤكدة الحدوث في الدول الصناعية مع حلول عام 2030 وتربط الخبيرة النفسية بين هذا الأمر وبين الإنترنت مشيرةً إلي أن الإنترنت سوف يلعب دوراً كبيراً في هذه المسألة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك