الأحد، 9 مارس 2014

المشهد المصري : الثورة المضادة وحكم العسكر ومستقبل الإسلاميين

وجهة نظر وتحليل للمشهد المصري من صحيفة "تاجس تسايتونج" الألمانية
ترجمه من الألمانية : محمد أحمد عوض
تعليق : SARAH ELTANTAWY
صورة للمقالة من موقع الصحيفة الألمانية

الثورة المضادة تحكم فى مصر , لكن الثورة مستمرة , وفى الوقت الحالى لا توجد خيارات مقبولة وعلينا القبول بأقل الضررين . 

بلاشك كل الدلائل تشير إلى تمكن الثورة المضادة فى مصر , كإعتقال الصحفيين (على الرغم من الإفراج عن 60 معتقل سياسي بداية الإسبوع ) إلى ان الأراء مختلفة حول القمع الوحشي , وحول كل هذا القمع تحوم سحابه كراهية الأجانب.

فى الوقت نفسه لا تزال مظاهرات جماعه الاخوان المسلمين فى الجامعات مستمرة ومتصاعدة , وفى كل انحاء البلاد توجد هجمات على المنشأت الأمنية , ولكن من وجهه نظري أن الاخوان المسلمون لا يستطيعون فعل اى شئ بذلك وكذلك يقول الجيش أيضا. 
وما يصعب على المراقبين الغربين فهمه هو إلى اى جانب يميل المصريين ؟


فى الوقت الراهن لا توجد خيارات متاحه مقبوله لذلك يختار الناس الاقل سوءا حتى لو اختار الناس السيسي كأخف الضررين بأعتباره منقذ البلاد بعدما عزل حكومة مرسي من البلاد .


والإعلام المصرى يقف فى جانب السيسي ويأجج العنصرية ضد الإسلاميين وايضا ضد كل الجماعات الثورية التى لا تتفق مع النظام العسكري . وهم يزرعون الخوف في قلوب المواطنين وكأن البلاد خلال فترة قريبه ستنهار , وكذلك الوضع الكارثى فى سوريا يساعدهم ايضا فسوريا ليست بعيده منهم .


هوس الجهاديين


أحدث الفراغ الأمنى فى سوريا قابلية لأنتشار هوس الجهاديين وأيضا لأجندتهم فى البلاد التى لا تهتم بمصالح الشعب السوري بالاساس وتخدم نظام الأسد . وبالرغم من ان عدد القتلى تجاوز 100000قتيل , اصيب المصريين بأزمة قلبية عندما دعا مرسي فى (( مسيرة من أجل سوريا )) للمشاركة فى الحرب المقدسة هناك ؟ .
حتى ذلك الحين لم يكن يتصور أحد أن يدعو الرئيس المصري لمثل ذلك , وبعد وقت قصير أتت مذبحة للشيعة فى مصر وهي نادرة الحدوث .

ثم استمر النظام العسكري فى طريق الدم وشوهدت مجزرة مسجد رابعة العدوية لأنصار مرسي أغسطس الماضي .

الوحدات البحثية فى الغرب التى تحلل الوضع المصري وجدت مفهموم غامض فى الثقافة المصرية عن حساسية مؤسسات الدولة .


النكات الخليعة 


المعلقين -من متحدثى الانجليزية- على الاحداث فى مصر تخصصوا فى اخراج النكات الخليعه على المصريين , من الواضح أنها غير موجهه للداخل المصري الذي لا يقدر هذه النكات بل ويواجهها بسلوك عدائي .


حيث ان العديد من الذين هتفوا من اول يوم من رئاسة مرسي (( ارحل ارحل )) غيروا من اتجاهاتهم وقالوا ( لا نريد الجيش ) .


وعموما من يقرأ تطورات الاحداث فى مصر يعرف أنه مجرد انقلاب عسكري من غير بحث عميق . ولكن من الامور المهمة التى على المرء أن يدركها القول أن الموجه العالية للإسلام السياسي فى مصر أقلقت العالم العربي كله منذ ظهوره علي الساحة فى 2011 بعد حدوث نقله نوعيه فى الثقافة الثورية .

حماية حدود البلاد 


ثم يجب أن يأخذ فى الاعتبار أن غالبية المصريين يريدون للجيش الاستحواذ على السلطه مرة أخري وهذا يعني ان عليهم ان يعيشوا فى ظل القبضة الحديدية ولا أن يستمر نظام ثيروقراطي لا يمكن التنبؤ برد فعله كما كان نظام مرسي . الثورة مستمرة لانها لم تستكمل أهدافها بعد وكما كان الحال مع الفرنسيين فاليوم وقت المصريين . 


ومن الضرورات الملحة فى ذلك الوقت حريه السجناء السياسيين والصحفيين وإصلاح الأقتصاد فذلك بالنسبة للمصريين اهم من الانتقال الى الديمقراطية .

ومن الامور المهمة والصعبة في الوقت ذاته ايجاد تسويه سياسيه مع الاسلاميين وان كان يبدو ان الطريق اليها مسدود حاليا.


والذي يبدو لى ان النفسية الجماعية مهمة حيث أن المؤسسة الوطنية القوية التى تحكم البلاد عليها البحث عن حل داخل حدود البلاد يمنعها من الانزلاق الى الفوضي .

رابط المقالة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك