التجويع كسلاح
تكتيكي في سوريا
تقرير لصحيفة
"فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج" (F.A.Z) الألمانية
تتزايد
التقارير الواردة من سوريا والتي تفيد أن تجويع السوريين يتم بشكل ممنهج حيث يتم
منع الفارين من جحيم الحرب السورية من مغادرة البلاد بينما يتم في نفس الوقت منع
منظمات الإغاثة من الدخول إليها. قدوم فصل الشتاء قد يزيد الأمر سوءاً.
ترجمه من
الألمانية : إسماعيل خليفة
أحد مسئولي الإغاثة الأجانب هؤلاء هو الممثل الألماني كريستيان شبرينجر (Christian Springer) من ميونيخ والذي أسس قبل عامين إتحاداً للإغاثة الإنسانية في الشرق الأوسط أسماه (Verein Orienthelfer).
شبرينجر يقوم
بإرسال قوافل مساعدات تشمل مواد غذائية وأدوية وأغطية ومفارش إلي السوريين
المنكوبين في المدن التي يحاصرها نظام
بشار الأسد.
ويقول شبرينجر أن روايات اللاجئين
الفارين من مدن حمص وحماة وحلب ودمشق هي القصص الأبشع التي سمعها طوال حياته
وتتحدث تلك الروايات عن قيام قوات الأسد بإتخاذ تجويع المدنيين كتكتيك حربي حيث
تقوم وحدات الجيش النظامي السوري بقطع طرق الإمدادت الغذائية عن المدن السورية
التي لم تتمكن من دخولها وذلك لضرب الثوار داخلها.
روايات
اللاجئين تلك دعمتها عدة تقارير صحفية عالمية حيث كتبت صحيفة الوول ستريت جورنال (Wall Street Journal) في أكتوبر الماضي أن منطقة المعضمية الواقعة الجنوب الغربي من
العاصمة السورية تتعرض للتجويع الممنهج وهي المنطقة التي تحاصرها قوات الأسد منذ
عام ولم يتبق من سكانها البالغ عددهم 60 ألف نسمة سوي 9 الالاف شخص وقد نقلت
الصحيفة عن أحد قادة الميليشيات المقربين من قوات الأسد في المنطقة التي يسيطر
عليها جيش بشار الأسد قوله : "سوف لن نسمح بإدخال طعام لهؤلاء الناس وتغذيتهم
لكي يقتلونا".
وكالة رويترز
للأنباء نقلت هي الأخري عن أحد جنود بشار المسئولين عن عملية حصار المناطق التي
يسيطر عليها الثوار تسميته لتلك العملية العسكرية " عملية التجويع حتي الخضوع
والإستسلام".
الأمم المتحدة من جانبها وجهت
نداءاً في سبتمبر الماضي بضرورة فتح ممر آمن داخل المناطق المحاصرة لكن نداءاتها
لم تلق أذاناً صاغية في القوت الذي أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية (WHO) عن تفشي مرض
شلل الأطفال في سوريا.
الهاربين من جحيم التجويع في
المناطق المحاصرة عرضوا علي شبرينجر مسئول الإغاثة الألماني صوراً للمناطق
المحاصرة تظهر حجم المآساة حيث نفد الخبز واللبن والماء ولم يتبقي للمحاصرين سوي
الحشائش وأوراق الشجر ليقتاتوا عليها بل أضطر المحاصرون إلي أكل القطط والكلاب
والحمير ليتمكنوا من مواصلة الحياة.
تكتيك التجويع هذا لا يتبعه جيش
الأسد في المعضّمية وحدها بل يتم تطبيقه في حمص وحلب وإدلب حيث لا يتم السماح
للمدنيين بالخروج ولا لفرق الإغاثة بالدخول.
لكن الصحيفة قالت في آخر التقرير أن
معارضي الأسد أحياناً ما يلجئون لتلك الوسائل وأستشهدت بإحدي الوقائع في حلب.
وأختتمت الصحيفة تقريرها بالقول أن
الحياة المعيشية في سوريا قد أصبحت صعبة للغاية في ظل إرتفاع أسعار المواد
الغذائية كما أن 4 مليون سوري نصفهم من الأطفال قد باتوا عرضةً للموت بسبب سوء
التغذية وذلك حسب تقرير لمنظمة (Save the Children) العالمية.
وحتي وقت كتابة هذا التقرير لا يزال
الالاف محاصرون في المعضّمية ومهددون بالموت جوعاً في الوقت الذي يحول فيه وجود
القناصة من تهريب الدواء والغذاء لهم بعد نفاد مخزون الدقيق داخلها.
كان الهلال الأحمر قد حاول 7 مرات
هذا العام إدخال معونات إلي المعضمية باءت جميعها بالفشل حسب تصريح أحد مسئولي
المنظمة وذلك رغم حصول المنظمة علي كافة التصاريح الحكومية المطلوبة.
رابط التقرير بلغته الأصلية :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك