عن صحيفة (Berliner Zeitung) الألمانية
ترجمه من الألمانية بإختصار وتصرف : إسماعيل خليفة
بالرغم من التطور الكبير في ما يعرف بشبكات التواصل
الإجتماعي وفي الوقت الذي أصبحت الهواتف الذكية (Smartphones) جزءاً أساسياً في حياة الشباب
اليومية إلا أن شباب هذا الجيل يشعر بالوحدة والمزاج المكتئب.
فكل الشباب اليوم مرتبطون إرتباطاً وثيقاً بالعوالم
الإفتراضية من خلال الفيس بوك وغيره من مواقع التواصل الإجتماعي إلا أن ذلك لم
يحقق لهؤلاء الشباب التواصل الإجتماعي بل أشعرهم بالوحدة أكثر.
ويقول أحد الباحثين في مجال المواقع الإجتماعية
وتأثيراتها علي الشباب أن تلك المواقع تعزز من شعور الشاب ب "الأنا" حيث
ينشر الشاب صورةً له مثلاً وهو في رحلة الي جزر هاواي ويكتب عليها "هذا أنا
في هاواي" وهذا أنا هنا وهذا أنا هناك...حيث يدور الأمر غالباً حول
"الأنا".
الفيس بوك يعزز الأنانية والشعور بالوحدة في ذات الوقت
حيث يجلس الشاب "وحيداً" أمام شاشة الحاسوب يستعرض نجاحات الآخرين
متسائلاً : لماذا لست سعيداً كفلان ؟ ولماذا لست محبوباً كفلان؟ ولماذا ليس لدي
معجبين كفلان؟ وقد يكون لدي الشخص 1000 أو 2000 من الأصدقاء علي الفيس بوك لكنه
بالرغم من ذلك يشعر بالوحدة.
الشباب يجلسون أمام أجهزتهم حتي يتحول الفيس بوك إلي
حياة خاصة بالنسبة لهم هذه الحياة منفصلة عن الواقع . يجلس الشباب لساعات أمام
الفيس بوك وفي آخر اليوم لا يعرف الشاب من هو أصلاً لتعوده علي التواصل عبر العالم
الإفتراضي حيث أن التواصل والتبادل يبدو جميعه إفتراضياً ويغيب عنه الإنطباعات
والإنفعالات التي يحصل عيلها المرء عبر التواصل الحقيقي الواقعي.
كما أن الفيس بوك يحجر علي المشاعر حيث لا يوجد زر
"لا يعجبني" (Dislike) مثلاً وربما يخسر الصديق صديقه بسبب منشور ما علي الفيس بوك
بالإضافة إلي عدم وجود آلية تواصل حقيقية مثل الإتصال التليفوني إلا قليلاً.
الشاب لا يستطيع التعبير عن مشاعره الحقيقية بشكل كامل
عبر الفيس بوك بل ربما يتم التعبير عن مشاعره بشكل خاطئ.
ويري أحد الباحثين أنه ليس من الواجب علي الشباب الآن
إلغاء حساباتهم علي الفيس بوك وإغلاق هواتفهم الذكية . المسألة تدور حول تحويل
العلاقات "الإفتراضية " إلي علاقات حقيقية قدر المستطاع لأن الصداقات لا
تنشأ عبر تلاقي حسابيين علي الفيس بوك لكنها تنشأ وتتطور من خلال التعايش
(العِشرة) بين الأصدقاء لذا يجب قضاء وقت أكبر مع الأصدقاء في الواقع وليس عبر
الفضاء الإلكتروني الإفتراضي ويمكن للمرء مثلاً أن يقضي وقتاً صافياً من أي
إنشغالات مع زوجته مثلاً أو أحد أصدقائه دون أن يستخدم هاتفه الذكي لساعتين مثلاً.