الحلقة الأولي : تغطية صحيفة (Der Standard) النمساوية للمذبحة
ملف أعده وترجمه من الألمانية المترجم الصحفي الحر : إسماعيل خليفة
كمثال لتغطية الصحف النمساوية للمذبحة إخترنا لكم تغطية صحيفة "دير ستاندرد"حيث بدأت الصحيفة تغطيتها للمذبحة بعد يوم واحدٍ من وقوعها وذلك في 15 أغسطس 2013 في تمام الساعة 09:48 صباح الخميس وأول ما بدأت به الصحيفة تغطيتها للمذبحة كان "ألبوم
صور" يبرز مأساة المعتصمين السلميين الذين تعرضوا لهجوم وحشيٍ قاتل من قوات
الجيش والشرطة أثناء عملية الفض.
وكتبت الصحيفة في صدر الألبوم ما نصه :
Mittwochmorgen begannen die Sicherheitskräfte die beiden Protestlager der Morsi-Anhänger in Kairo zu räumen. Bei dem brutalen Einsatz kamen hunderte Menschen ums
Leben.(red, derStandard.at, 15.8.2013)
ومعناه :
صباح الأربعاء 14 أغسطس بدأت قوات الأمن في فض إعتصامي
أنصار مرسي. عملية الإقتحام الوحشية خلّفت مئات القتلي (فريق تحرير "دير
شتاندرد" في 15 أغسطس 2013)
ثم نشرت مجموعة من الصور (17 صورة) تظهر ما حدث خلال
المذبحة البشعة وما تلاها من ردود فعل غاضبة في صفوف المتظاهرين وإليكم بعضاً من
تلك الصور:
* تغطية 3 صحف عالمية للمذبحة
بعد ذلك أبرزت الصحيفة
بعض مشاهد المذبحة الدموية من خلال ألبوم الصور الخاص بأحداث يوم الفض وفي تمام
الساعة 12:18 ظهراً نشرت الصحيفة أصداء المذبحة في الصحف العالمية وأستشهدت بثلاث
صحف عالمية هن
: صحيفة "الباييز" (El País) الإسبانية وصحيفة "نويا تسوريشر تسايتونج" (NZZ) السويسرية وصحيفة "التايمز" (The Times) البريطانية.
حيث
نقلت الصحيفة النمساوية عن "الباييز" الإسبانية ما يلي :
"
إن ما يتعرض له الإخوان المسلمون من قمعٍ في مصر سوف يعرض البلاد لمواجهات دامية
وعنيفة تعيد إلي الأذهان المشهد الجزائري وتهدد بتكراره في مصر حيث فعل الجيش في
الجزائر قبل 20 عاماً أمراً مماثلاً عندما سطا علي السلطة المنتخبة في البلاد
ساعتها في الفترة ما بين الجولة الأولي والجولة الثانية من الإنتخابات
الديموقراطية في البلاد فكانت النتيجة أن دخلت البلاد في حرب أهلية طاحنة خلفت
ورائها 150 ألف قتيل من الجزائريين. إنّ المسئولية الكاملة عن المذبحة تقع علي
عاتق الحكومة الإنتقالية في مصر, ربما تكون جماعة الإخوان المسلمين بالفعل قد
إصطدمت بعنف بالجيش لكن الحكومة الإنتقالية وقوات الجيش لم يكن من المفترض عليهم
أن ينساقوا وراء تلك الإستفزازات التي مارسها مؤيدو الرئيس مرسي".
كما أقتبست
الصحيفة النمساوية عن "نويا تسوريشر تسايتونج" السويسرية ما يلي :
"في الوقت الذي يتشدق فيه
الجنرالات في مصر وعلي رأسهم عبد الفتاح السيسي بشعارات الوحدة الوطنية والسير علي
خطي جمال عبد الناصر إلا أن الإستقرار من خلال الحل الأمني لم يتحقق بعد. ويري
كثير من حماة النظام في البلاد في الجيش قوةً إيجابية فاعلةً في البلاد وقفت إلي
جانب الشعب في نضاله من أجل تحقيق العدالة قبل عامين ونصف. لكن تصاعد وتيرة العنف
في البلاد قد يغزي ثقافة الإستشهاد ويوقظ روح الثأر والقصاص. وفي ظل ذلك أدرك فريق
من شباب و ثوار 25 يناير بالتحرير لعبة الجيش وهم الآن يناضلون من أجل يُسمع صوتهم
اليائس الذي تاه في خضّم الإحداث والتراشقات. دعوة هؤلاء الشباب لإنقاذ الثورة
تسحق بكل تأكيد الدعم الكامل من المصريين".
أما من صحيفة "التايمز"
البريطانية فقد إقتبست الصحيفة النمساوية ما نصه :
" إنها مذبحة حتي وإن تحمل
الإخوان المسلمون جزءاً من المسئولية فإن الهجوم الذي شنته قوات الأمن لا يتناسب
علي الإطلاق مع ما قد كان يمثله المعتصمون من إستفزازات. ولايمكن لأمريكا وأوروبا
أن يتعاملوا مع الأمر وكأن مذبحةً لم تحدث , كما أن "إعادة تقييم"
السياسات الحالية مع مصر كما أكد المتحدث بإسم باراك أوباما ليس كافياً وهذا
التسامح الأمريكي والأوروبي مع المذبحة قد يعطي إنطباعاً لدي شعوب العالم الإسلامي
بأن أوروبا وأمريكا راضيتان بما يحدث وموافقتان عليه. لابد من إتخاذ إجراءات
وخطوات حاسمة وملموسة لإعلام قائد الجيش عبد الفتاح السيسي أنه قد تجاوز كثيراً من
خلال ما قام به. ولنعلم جميعاً أنه مع كل إجراء يُتخذ لدفن جماعة الإخوان وإعادتها
للعمل تحت الأرض فإن فرص تحقيق إنتقال سلمي إلي الديموقراطية في مصر تتضائل".
* تعليق لمحللة سياسية تبرز فيه مناخ كراهية الإخوان في مصر
حيث نقلت الكاتبة والمحللة (GUDRUN HARRER) في تعليق لها نشرته الصحيفة في 15 أغسطس 2013 الساعة 18:00 أجواء الكراهية التي تسود المجتمع المصري تجاه الإخوان المسلمين وكيف أن قطاعاً من المجتمع المصري يتمني إستئصال تلك الجماعة.
وقالت المحللة السياسية البارزة في مقالها الذي حمل عنوان (الناب المسموم في جسد الدولة) أن عدم تفهم الأوساط السياسية الأوروبية للعنف المفرط الذي مارسته الحكومة الإنتقالية في مصر أثناء مذبحة فض إعتصامي رابعة والنهضة قد يكون الرد عليه من أصحاب القرار في مصر "أنكم أيها الأوروبيون بالتأكيد سوف لن تتسامحوا مع تنظيم القاعدة مثلاً إذا إعتصم عدد من أعضائه في أحد شوارع أوروبا" وقالت الكاتبة أن هذا الرد هو ما سوف تحصل عليه كاثرين آشتون أثناء زيارتها لمصر.
ثم أنتقلت الكاتبة للحديث عن
الإخوان وعن إستعدادهم لإستخدام العنف وأن هذا الأمر لا يمكن إنكاره مستشهدةً في
ذلك بالتقارير الإعلامية المصرية التي تحدثت عن مخازن للأسلحة موجودة داخل إعتصام
رابعة العدوية وعن كمية كبيرة من الجثث المخبئة أسفل منصة رابعة والتي جمعها
الإخوان لأشخاص قتلوهم منذ أيام داخل إعتصاماتهم.
وراحت الكاتبة تتحدث عن
تاريخ الإخوان وكيف أنها ومنذ إنشائها في عام 1928 وهي تتعرض للحظر والملاحقة وأن
قطاعاً من المجتمع المصري يري في الجماعة والمنتمين إليها أعداءاً للوطن وناباً
مسموماً غرسته أمريكا في جسد مصر وأنهم تآمروا علي جمال عبد الناصر وأفسدوا
ثورة 23 يوليو 1952.
لكن هذه الجماعة برغم كل تلك
الإتهامات والملاحقات إستطاعت التعايش مع كل الأنظمة بل وتمكنت من تحقيق مفاجآت
كبيرة أبرزها عندما نجح 88 عضواً من أعضائها في الفوز بمقاعد في البرلمان المصري
في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك مشكلين بذلك أكبر قوة معارضة لنظام مبارك في
البرلمان وقتها ثم واصلت الجماعة إنتصاراتها بالفوزر الساحق في إنتخابات 2012.
وأختتمت الكاتبة مقالها
بالقول أنه من المؤكد أن إنقسام المجتمع المصري سوف يتفاقم علي جميع المستويات
وأنه بعد الهجمات علي بعض الكنائس يبدو أن الصراعات الداخلية في مصر قد تشهد
تطوراً كبيراً وتنحي منحاً جديداً وأن مصر تنتظرها أوقات عصيبة ومستقبل مجهول وغير
واضح المعالم.
* "عاش الجيش"...مقال حول ردود الأفعال المتباينة لمواطنين مصريين بعد المذبحة
في نفس يوم ال 15 من أغسطس 2013 الساعة 18:23 نشرت الصحيفة تقريراً صحفياً "ريبورتاج" للصحفية Astrid Frefel مراسلة الصحيفة في القاهرة إلتقت فيه عدداً من المواطنيين المصريين لإستطلاع آرائهم حول مذبحة فض إعتصام رابعة والنهضة وقد تباينت ردود أفعال المواطنين بشكل واضح ففي الوقت الذي هتفت فيه مجموعة من النساء "عاش الجيش" أثناء مرور مدرعة للجيش يعتليها مجموعة من الجنود قالت فاطمة السيدة السلفية المنتقبة التي تحمل لافتة تطالب فيها بالإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن المعتقل في الولايات المتحدة أن أمريكا وإسرائيل تقفان وراء ما حدث في رابعة والنهضة وأن الإسلاميين لن يقبلوا بفض الإعتصامين هاتفةً بصوت عالٍ : "النهضة ورابعة في كل مكان" ومؤكدةً أن الأمر لا يرتبط بالنسبة لها بشخص مرسي بل بالإسلام والدفاع عنه.
كما أبرزت الصحفية في تقريرها عملية إزالة أنقاض إعتصام
رابعة والتي تولت شركة المقاولون العرب المسئولية الأكبر عنها وكيف أن مجموعة من عمال الشركة كانوا يقومون
برفع كميات كبيرة من المتعلقات الشخصية للمعتصمين وأن أحد هؤلاء العمال قال
للصحفية النمساوية في سعادة : " الآن إنتهي كل شيئ وكل شيئ سيكون علي ما
يرام. السيسي بطل" لكن علي الجانب المقابل كان لعادل صاحب محل الهدايا
المجاور والذي يفتح متجره لأول مرة منذ 37 يوماً رأي آخر حيث أبدي عدم شعوره
بالإرتياح لما حدث مؤكداً أنه يجب التعلم من دروس التاريخ فدولة القانون هي وحدها
من يمكنها ضمان الإستقرار وتحقيق الحرية لكن ما تشهده مصر ليس الآن ليس دولة قانون
بل هو ديكتاتورية عسكرية بلا رؤية سياسية.
عادل إنتقد تبرير الحكومة لعملية فض الإعتصامين مؤكداً أن إعتصام النهضة لم يكن يزعج أحداً لدرجة أن الجامعة كان من الممكن أن تفتح أبوابها مع وجود الإعتصام عاقداً مقارنة بين إعتصام النهضة وإعتصام التحرير الذي إستمر لشهور وكان يعطل العديد من المؤسسات والمصالح الحكومية المهمة وأختتم عادل المنتمي لحزب الوطن السلفي حديثه بالقول أن ثورة 25 يناير إندلعت بسبب قتيل واحد هو خالد سعيد بينما نشهد اليوم مقتل 1000 شاب مصري وبالتالي فلا مجال للمقارنة.
إثنان من أصحاب المتاجر كان لهما رأي آخر فهما بالرغم من
أنهما يريان أن عملية الفض كانت فظيعة إلا أنهما يريانها ضرورية ويمتدحان أداء
الجنرال عبد الفتاح السيسي ويطالبان بإعتقال كل القيادات الإسلامية للحيلولة دون
نشوب مظاهرات جديدة.
الجدير بالذكر أن الإثنين يعتبران أنفسهما من أنصار
"حزب الكنبة" وأن كل معرفتهم بالسياسة مرتبطة بنشاطهم السياسي الوحيد
الذي مارسوه وهو المشاركة في مظاهرات 30 يونيو 2013.
* "مآساة الليبراليين المصريين" مقال حول الليبراليين المصريين وموقفهم المخجل من المذبحة
في نفس اليوم 15 أغسطس 2013 نشرت الصحيفة في تمام الساعة 19:06 مقالاً للمحللة السياسية () بعنوان "مأساة الليبراليين المصريين" تصدرته الحكمة الشهيرة : "من ينم مع الكلاب لن يخلو من البراغيث"..وقالت أن الكثير من الليبراليين المصريين أضروا بأنفسهم كثيراً بإنحيازهم للعسكر في 3 يوليو وتأييدهم للإنقلاب العسكري.
في مطلع المقال إستحضرت الكاتبة مشهد النهاية في فيلم "عمارة يعقوبيان" المأخوذ عن رواية للكاتب علاء الأسواني حين قام الشاب طه بإطلاق النار علي الضابط الذي أغتصبه في قسم الشرطة والذي تحول طه بسببه إلي إرهابي وكيف أن جمهور السينما ساعتها قاموا بالتصفيق الحار للمشهد.
وتحدثت الكاتبة عن علاء الأسواني ومواقفه المعارضة لنظام مبارك وتحذيراته المستمرة من "الثورة المضادة" ثم كيف تحول موقفه بعد بيان السيسي في 3 يوليو وعزل مرسي وإعلانه التأييد الشديد للإنقلاب.
وأضافت الكاتبة أن القليل من الليبراليين المصريين هم من أدركوا أن إنقلاب 3 يوليو وبالرغم من أنه جاء ضد أيدلوجية غير متسامحة إلا أنه قد أضّر بهم أيضاً وأشارت إلي أن محمد البرادعي الحاصل علي جائزة نوبل للسلام والمستقيل من منصب نائب رئيس الوزراء يجسد مأساة الليبراليين المصريين.
البرادعي وغيره من الليبراليين أكتشفوا أن الدور المطلوب منهم لعبه بعد الإنقلاب هو إضفاء شرعية علي الإنقلاب في المجتمع الدولي, لكن هذا الدور أنكشف مع دعوة الجنرال السيسي للمواطنين بالنزول والإحتشاد لإعطائه تفويضاً بمواجهة الإرهاب وهو ما جعل من الواضح جداً أنه لا مجال للمصالحة المجتمعية في البلاد لاسيما بعد أن أجيبت دعوات البرادعي بضرورة تجنب العنف بالتهديدات والإتهامات حيث تم وصفه بأنه "ليس أفضل حالاً من أعداء الوطن" وأنه خائن وعميل للأمريكان.
وتعتبر إستقالة البرادعي دليلاً علي كذب إدعاء قوات الأمن المصرية بأنها مارست أقصي درجات ضبط النفس وتكذيباً لإدعائها أن العنف كان من جانب جماعة الإخوان وحدها.
ويبدو أن الحكومة الإنتقالية الحالية في مصر سوف تستمر في إيهام الرأي العام الدولي بأنها "تحارب منظمة إرهابية" ويبدو أن المجتمع الدولي سيواصل هو الآخر عدم تصديقه لهذا الإدعاء.
رابط المقال من موقع الصحيفة
وتحدثت الكاتبة عن علاء الأسواني ومواقفه المعارضة لنظام مبارك وتحذيراته المستمرة من "الثورة المضادة" ثم كيف تحول موقفه بعد بيان السيسي في 3 يوليو وعزل مرسي وإعلانه التأييد الشديد للإنقلاب.
وأضافت الكاتبة أن القليل من الليبراليين المصريين هم من أدركوا أن إنقلاب 3 يوليو وبالرغم من أنه جاء ضد أيدلوجية غير متسامحة إلا أنه قد أضّر بهم أيضاً وأشارت إلي أن محمد البرادعي الحاصل علي جائزة نوبل للسلام والمستقيل من منصب نائب رئيس الوزراء يجسد مأساة الليبراليين المصريين.
البرادعي وغيره من الليبراليين أكتشفوا أن الدور المطلوب منهم لعبه بعد الإنقلاب هو إضفاء شرعية علي الإنقلاب في المجتمع الدولي, لكن هذا الدور أنكشف مع دعوة الجنرال السيسي للمواطنين بالنزول والإحتشاد لإعطائه تفويضاً بمواجهة الإرهاب وهو ما جعل من الواضح جداً أنه لا مجال للمصالحة المجتمعية في البلاد لاسيما بعد أن أجيبت دعوات البرادعي بضرورة تجنب العنف بالتهديدات والإتهامات حيث تم وصفه بأنه "ليس أفضل حالاً من أعداء الوطن" وأنه خائن وعميل للأمريكان.
وتعتبر إستقالة البرادعي دليلاً علي كذب إدعاء قوات الأمن المصرية بأنها مارست أقصي درجات ضبط النفس وتكذيباً لإدعائها أن العنف كان من جانب جماعة الإخوان وحدها.
ويبدو أن الحكومة الإنتقالية الحالية في مصر سوف تستمر في إيهام الرأي العام الدولي بأنها "تحارب منظمة إرهابية" ويبدو أن المجتمع الدولي سيواصل هو الآخر عدم تصديقه لهذا الإدعاء.
رابط المقال من موقع الصحيفة
* ختام التغطية خرائط توضيحية وعرض لموقعي الإعتصامين والتعريف بهما
في 16 أغسطس وبعد أن أصبحت أنباء المذبحة في صدر
نشرات الأخبار وعناوين الصحف العالمية نشرت الصحيفة في تمام الساعة 11:45 ختاماً
لتغطيتها للمذبحة بعرض صور توضيحية تفاعلية وخرائط لموقعي
الإعتصامين والتعريف بهما وعرض بعض الصور لعملية الإقتحام الدموية.