حوار أجرته : Raniah Salloum
ترجمه من الألمانية : عادل العتيبي
"يجب على المرأة السعودية طلب الإذن دائماً"
سمية جبرتي هي أول إمرأة سعودية تتولي منصب رئيسة تحرير إحدى الصحف في المملكة .
بطبيعة الحال لا يمكن للناس في الغرب أن يتصوروا مدى تعقيد بعض الأمور لدى النساء السعوديات وهي التعقيدات التي تتعلق بمغادرة البلاد والسفر وكما تقول هي أنها تطبخ كل يوم تنفيساً عن الغضب.
الصحفية سمية جبرتي,44 عام، تولت مهام عملها منذ فبراير الماضي كرئيسة تحرير لـصحيفة (Saudi Gazette) السعودية الناطقة بالإنجليزية.
وتعتبر سمية حالة خاصة في المملكة حيث لا تتمتع المرأة السعودية بما يتمتع به الرجل من حقوق وصلاحيات وحريات.
"شبيجل" أنتهزت فرصة وجود سمية جبرتي في ألمانيا بدعوة من شركة (Novatec Consulting) الألمانية للإستشارات التي تقدم إستشاراتها لدار نشر الصحيفة السعودية وأجرت معها حواراً حول وضع المرأة في المملكة.
وإليكم نص الحوار :
شبيجل : ماهي المشاكل التي قد تواجهك لكونك إمرأة تريد السفر من أجل عملها الصحفي خارج المملكة؟
يجب على المرأة في السعودية ان يكون لديها بالإضافة الى جواز سفرها تصريح يسمح لها بالسفر وهذا التصريح قد يكون دائم لخمس سنوات مدة صلاحية الجواز او انها تطلبه كلما ارادت السفر. وهذا النظام الكتروني فالتصريح يمنح عن طريق صفحة انترنت ويظهر لك مباشرة نافذه عندما تتجاوز الجوازات.
شبيجل : اليس لديك تصريح خطي؟
لا، التصريح يمنح الان الكترونياً .في السابق كانت قطعة ورقية يتم تدبيسها بالجواز وهذا كان مفضل لدي أكثر من التصريح الالكتروني لأن الورقة يمكن للمرء ان يحملها بشكل شخصي اما التقنية لا يمكن الاعتماد عليها احياناً. فأنا دائما أصاب بالتوتر الى أن اتجاوز قسم الجوازات ثم آخذ نفساً عميقاً.
شبيجل : هل حدثت وقائع لم تسر فيها الأمور كما يجب؟
كان هناك عدة حالات. مؤخراً قرأت عن سيدة أعمال فاتتها رحلة الطيران المسافرة عليها بسبب أن الوصي الخاص بها كان والدها الذي كان كبيراً في السن لحد ما ونسي الوالد أن ينهي بعض الورقيات الخاصة بالجوزات ووقفت هي هناك ولم تستطع التعامل مع الوضع.
وهناك ايضاً حالات أخري يستخدم فيها الاب تصريح السفر كوسيلة ضغط وهناك ايضاً نساء تتجاوز أعمارهنً الخمسين سنه يسألون أبنائهم للحصول على تصريح السفر فيطلب الأبناء منهن المال من اجل ان يأذن لها وهذا أمر مهين.
شبيجل : لحظة من فضلك، هل يمكن ان يكون إبنها وصي عليها؟
نعم يمكن ان يكون ولي أمرها فأي محرم لها يستطيع أن يكون وصي عليها كالخال او العم او الأخ او الابن او الاب وحتى الزوج ان كانت متزوجه.
شبيجل : ومن يكون المحرم الخاص بكِ؟
إنه زوجي.
شبيجل :هل منحك تصريح لمدة خمس سنوات؟
نعم. وأنا أعتبر نفسي من المحظوظات. فعندما أقول له كم هذه الشروط محبطه. يقول: لماذا تتشكين وانا اسمح لك بالسفر. فأجيبه نعم هذه بالضبط المشكلة انه لابد ان تسمح لي فهذا امر مهين.
شبيجل: كيف يستجيب معك زوجك؟
هو يتفهمني ولكنه يخبرني دوماً بأن هذه هي القوانين. قلت له: ضع نفسك في وضعي لا تستطيع السفر بدون تصريح ولا تستطيع فتح حساب بنكي لأطفالك ولا يمكنك تجديد جواز سفرك بدون تصريح. حقيقة ليس هناك وجود قانوني للمرأة دون الرجل ودائماً ما يجعلني هذا الأمر أستشيط غضباً .
شبيجل :ماذا يمثل كونك إمرأة في العمل الذي تعملين فيه؟
في القطاع الخاص لدينا الان الكثير من القيادات النسائية وفي القطاع الخاص يفكر المرء بواقعيه أكثر في مسألة من هو المؤهل لهذا المنصب بغض النظر عن جنسه وأنا لم أواجه مشكلة مطلقاً عند عمل مقابلة شخصية مع شخص ما بانه لا يرغب في التحدث معي لأني امراه. المشكلة الكبرى لدينا هي وسائل النقل فالمرأة لابد ان يكون لديها سائق او تطلب تاكسي. من الجيد ان تعمل المرأة
والرجل بشكل متكرر مع بعض وهو مفيد لكلا الجانبين وانه من الضروري لجعل المرأة في وضعها الطبيعي.
شبيجل : من أين تستمدين قوتك؟
أممم... أعتقد أن قلقي علي مستقبل أسرتي هو ما يحفزني فأنا لدي ابنه دائماً ما ترسم لي سيناريوهات أسوأ الحالات. ماذا يحدث إذا مات زوجي؟ والدي الوصي علي وابنتي عمها الوصي عليها في كل مره نريد ان نسافر لابد ان نطلب منهم التصريح فأنا كوالده ليس لي القرار في حياة ابنتي بالرغم انني من قام بتربيتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك