ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة
نقلاً عن صحيفة (Sueddeutsche Zeitung) الألمانية
تم النشر في 27 أكتوبر 2014
نقلاً عن صحيفة (Sueddeutsche Zeitung) الألمانية
تم النشر في 27 أكتوبر 2014
السيسي لا يفرق بين الإرهاب والمعارضة السياسية
|
لم يكن هذا هو الهجوم الأول في سيناء ولم يكون هؤلاء الجنود هم أول القتلي فقد سقط المئات من الجنود والمسلحين قتلي في السنوات القليلة الماضية لكن مقتل أكثر من 30 جندي في يوم واحد يُعد سابقة لا مثيل لها من قبل.
وهاهي مصر الدولة ذات الثقل في المنطقة تحاول بكل ما أوتيت من قوة السيطرة علي العنف والإرهاب في سيناء لكن طريقتها في معالجة المشكلة تساهم في إستفزاز المزيد من الإرهابيين من خلال عمليات التهجير القسري للمواطنين وإقامة منطقة عازلة علي الحدود مع قطاع غزة.
من جهة أخري يحاول الجنرال عبد الفتاح السيسي إستغلال هجمات سيناء الأخيرة إستغلالاً سياسياً ليبرهن للغرب علي أن المعركة مع الإرهاب واحدة وأن مصر في خط المواجهة الأمامي مع الإرهاب.
لكن جهاز السيسي الأمني لم يعد يفرّق بين مكافحة الإرهاب وبين مواجهة المعارضة السياسية حيث يجري الآن إتخاذ غطاء مكافحة الإرهاب لقمع المعارضين السياسيين وهو ما بدا واضحاً في إعتقال أكثر من 20 ناشطاً علمانياً بتهمة خرق قانون التظاهر المثير للجدل.
صورة لإعتداء قوات الأمن علي طالبة بالجامعة
|
"الحرب علي الإرهاب" سيتم إستخدامها أيضاً لقمع الطلاب المحتجين في الجامعات وتكميم أفواه المنتقدين والمعارضين الإسلاميين منهم والعلمانيين وهو الأمر الذي لم يستنكره السيسي بل ربما قدم له مبررات وساهم في إقراره من خلال فرض حالة الطوارئ في سيناء وتوسيع صلاحيات المحاكم العسكرية وهي نفس الأدوات التي كان يستخدمها النظام البائد.
ولعل الحل الوحيد للأزمة المصرية الحالية هو التوحد السياسي والمصالحة الوطنية بين جميع الأطراف ومن بينهم جماعة الإخوان المسلمين وهو الأمر الذي لا يبدو ممكناً نظراً لرفض الطرفين للمصالحة وهنا يبرز سؤال هام جداً : إلي متي سيستمر هذا الوضع؟ إلي متي سيكون علي المصريين مقايضة حريتهم بأمنهم؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك