ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة
نقلاً عن صحيفة (Die Zeit) الألمانية
تم النشر في 29 أكتوبر 2014
تم النشر في 29 أكتوبر 2014
"الموت عقوبة تهريب المخدرات" إنها عبارة مكتوبة بلون أحمر علي إستمارة الدخول التي يملأها الوافدون في المطار فور وصولوهم إلي المملكة, فالمملكة لا تعرف التسامح في هذا الصدد.
ليس هذا فحسب بل إنه لا يكاد يمر إسبوع دون تنفيذ حكم إعدام بالسيف علي مهربين قاموا بإدخال الحشيش أو الهيروين أو مخدرات أخري إلي البلاد.
لكن وبالرغم من تلك الأحكام الشديدة لا تزال معدلات تعاطي المخدرات في المملكة في تزايد مستمر.
كبير الأطباء بمستشفي الأمل لعلاج الإدمان في جدة الدكتور أسامة أحمد الإبراهيم يؤكد أن المملكة ليست واحةً للملائكة بل إننا جميعاً بشر نؤثر ونتأثر فالبطالة والتفكك الأسري والملل والإنحراف إلي أوساط المجرمين والتعرض للضغط والإكتئاب النفسي أو حتي الحصول علي درجات سيئة في الإمتحان جميعها أسباب محتملة للإدمان.
ويضيف الطبيب ذو ال 49 عاماً أن أعداد المدمنين بدأت في التزايد منذ سنوات ولم تفرق بين رجل أو إمرأة فبحسب التقديرات الرسمية لوزارة الداخلية السعودية فإن عدد المصابين بالإدمان في المملكة قد بلغ 200 ألف مدمن من بين 28 مليون نسمة هو عدد السكان.
25% من المدمنيين من النساء وربما تكون الأرقام الحقيقية أكثر من ذلك بكثير.
بحسب تقرير الأمم المتحدة للمخدرات فإن ثُلث كمية أقراص (الكبتاجون) في العالم يتم مصادرتها في السعودية (الكبتاجون هو أحد مشتقات مادة الامفيتامين، وهذه مادة كيميائية منشطة، ترفع المزاج وتقلل الحاجة إلى النوم وتمتاز برخص أسعارها نسبياً).
في العام الماضي وحده تمت مصادرة 60 مليون قرص من تلك الأقراص المعروفة أيضاً ب"عقار السرعة" بينما تم مصادرة 72 مليون قرص منها من شهر يناير حتي أغسطس من العام الحالي 2014.
كما تصادر المملكة قرابة 60 طن حشيش سنوياً وما بين 50 إلي 60 كجم هيروين وتصل قيمة المخدرات المصادرة سنوياً إلي ما يزيد عن 1.2 مليار يورو في الوقت الذي ترجح فيه الشرطة السعودية أن يكون هذا المبلغ مجرد 10% فقط من حجم المخدرات الموجودة بالمملكة والتي تصل قيمتها إلي 12 مليار يورو سنوياً.
في عام 2013 وحده تم إعتقال 35690 شخص في المملكة بتهم تتعلق بالمخدرات , 25% منهم تجار ومهربين وأغلبهم من اليمن ومصر وباكستان وسوريا وأثيوبيا.
60% من الجرائم التي تُرتكب في المملكة ذات صلة بالمخدرات.
وبحسب عبد الله الغامدي أحد مسئولي شرطة مكافحة المخدرات في المملكة فإن المعركة مع المهربين تشبه لعبة "القط والفأر" مستعرضاً عدة عمليات ناجحة لشرطة مكافحة المخدرات آخرها مصادرة نصف طن من الكوكايين في ميناء جدة.
الحكومة السعودية تولي إهتماماً كبيراً لمجال العلاج من الإدمان وفي هذا الصدد تنفق وزارة الصحة السعودية سنوياً أكثر من 300 مليون يورو وذلك لدعم المراكز العلاجية الخاصة بمعالجة آثار الإدمان وتعاطي المخدرات وتتراوح تكلفة علاج المدمن الواحد ما بين 100000 و 200000 يورو في مراكز مخصصة للسعوديين فقط ولا يتم علاج المغتربين أو العمال المدمنين من جنسيات أخري ويتم إعتقالهم فوراً وترحيلهم إلي بلدانهم لتلقي العلاج هناك.
علاج الإدمان قد يستغرق عامين وقد تم علاج أكثر من 72000 مدمن سعودي حتي الآن في المراكز العلاجية المختلفة لكن نسبة عودة المدمنين للتعاطي من جديد لا تزال مرتفعة جداً حيث تصل إلي 70% من المدمنين الذين تم علاجهم.
وتعد المملكة من الدول الخليجية الرائدة في مجال معالجة الإدمان وتسعي المملكة إلي إنشاء 10 مراكز جديدة لعلاج الإدمان إلي جانب مستشفي الأمل في جدة والذي يستوعب 220 مدمن منهم 200 سرير للرجال و 11 سرير مخصصة للنساء و 9 أسرة للأحداث والمراهقين بين 15 و18 عاماً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك