الأحد، 26 أكتوبر 2014

صحفي إسرائيلي : فوضي سيناء تهدد السيسي والحكومة تعامل سيناء معاملة "زوج الأم"

ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة
نقلاً عن صحيفة (دي ڤيلت) الألمانية

تم النشر في 26 أكتوبر 2014


فوضي سيناء تهدد السيسي

تعليقاً علي الحادث الإرهابي الذي وقع في منطقة كرم القواديس بشمال سيناء كتب الصحفي الإسرائيلي ( Gil Yaron) مراسل صحيفة (Die Welt) الألمانية في تل أبيب تقريراً قال فيه أن الهجوم الإرهابي بكرم القواديس ليس العمل الإرهابي الأول في شمال سيناء مؤكداً أن القوات الأمنية المصرية في حالة حرب مستمرة مع جماعات إرهابية في سيناء وبالرغم من عدم إعلان أي تنظيم مسئوليته عن الهجوم إلا أن أصابع الإتهام تشير إلي تنظيم "أنصار بيت المقدس" والتي تنشط في سيناء منذ ثورة يناير 2011 حيث مارست عملياتها الإرهابية علي مدار ثلاث سنوات قتلت خلالها مئات الجنود.

ولعل تلك الهجمات الإرهابية تأتي في ظل عملية عسكرية يخوضها الجيش المصري لم تؤتي ثمارها حتي الآن, كما ان تصاعد الإرهاب في سيناء يعكس الآثار السلبية لإهمال الحكومة المركزية في القاهرة لسيناء وتعاملها مع المنطقة كمعاملة زوج الأم في الوقت الذي ينظر فيه المصريون إلي بدو سيناء نظرة دونية ومتشككة.

ليس هذا فحسب. بدو سيناء لم يكن لهم نصيب في التنمية التي شهدتها سواحل سيناء الشمالية والجنوبية وسيطر المغتربون القادمون من الدلتا والقاهرة علي أغلب المشاريع التنموية مما دفع بدو سيناء للعمل بأجور زهيدة أو اللجوء إلي تجارة المخدرات والسلاح والإتجار بالبشر.



ونتيجة ذلك الإهمال الحكومي سقطت سيناء في يد الإرهابيين الذين يسعون إلي إنشاء إمارة إسلامية في سيناء ومؤخراً بايع تنظيم "بيت المقدس" تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" وشهدت الفترة الماضية إعدام 8 مواطنين سيناويين بتهمة التعاون مع الأجهزة الأمنية والموساد الإسرائيلي.

وقد ساهمت الفوضي التي شهدتها ليبيا في تهريب كميات كبيرة من الأسلحة إلي سيناء وقعت في يد الجماعات المتطرفة بعضها أسلحة ثقيلة وقذائف مضادة للدبابات.

وتعتبر الهجمات الأخيرة في سيناء بمثابة صفعة قوية للسيسي الذي قدم نفسه للمصرين علي أنه الرجل القوي وحامي الحمي ومنقذ البلاد من الفوضي وأنه القادر علي إعادة الأمن والإستقرار للبلاد.

وقد قابل المصريون ذلك بترحاب شديد وأعلنوا عدم إهتمامهم بمسألة التضييق علي الحريات وإنتهاك حقوق الإنسان مادام ذلك سيعيد الأمن المفقود إلا أنهم في الواقع لم يحصلوا لا علي الحرية ولا علي الأمن.

وبالنظر إلي حالة الإستياء المتنامية بين المصريين بسبب قرار رفع الدعم عن الوقود وغيره من القرارات القاسية فإن هجوم سيناء الأخير لا يهدد فقط سمعة السيسي ومظهره بل يؤثر علي فترة حكمه تأثيراً سلبياً ولا عجب إذن أن يعلن السيسي عن محاربة للإسلاميين بكل قوة.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو : هل يستطيع السيسي التغلب علي الإرهاب من خلال الحل الأمني وحده؟

الكثيرون يشككون في ذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك