ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة
نقلاً عن صحيفة (Tageszeitung) الألمانية
تم النشر في 16 أكتوبر 2014
نقلاً عن صحيفة (Tageszeitung) الألمانية
تم النشر في 16 أكتوبر 2014
سجناء ألمانيا يطالبون بحد أدني للأجور داخل السجون |
تحت عنوان (إستغلال خلف القضبان) أعدّت صحيفة (تاجس تسايتونج) تقريراً حول أوضاع السجناء العاملين في السجون الألمانية وشكوي هؤلاء السجناء من قلة الرواتب التي يتقاضونها مقارنةً بنظرائهم خارج السجن.
التقرير ترجمه من الألمانية المترجم الصحفي الحر : إسماعيل خليفة ونشره موقع (صحافة ألمانية) المتخصص في ترجمة الأخبار من الصحف الناطقة بالألمانية وفيما يلي نص التقرير:
حتي الكرسي الفاخر الذي يجلس عليه وزير العدل في برلين مصنوع بأيدي سجناء المؤسسة العقابية في مدينة "تيجل" وذلك لأن أغلب المنتجات والصناعات التي ينتجها السجناء يتم توريدها للهيئات الحكومية في البلاد مثل المدارس والمحاكم والمكاتب الإدارية والمجالس النيابية للولايات المختلفة.
ليس هذا فحسب. بعض المؤسسات الخاصة تقوم هي الأخري بالتعاقد مع السجون لتوريد منتجات بعينها وهو ما يعني ثقة العملاء في المنتجات التي يقوم السجناء بتصنيعها.
لكن المشكلة تكمن في أن هؤلاء السجناء لا يتقاضون أجوراً مناسبة مقابل تلك الأعمال حيث لا يتقاضي السجين سوي 1.87 يورو في الساعة أي ما يعادل من 9 إلي 15 يورو في اليوم الواحد وهو أجر زهيد بالمقارنة بالحد الأدني للأجور خارج السجن والذي يحدده القانون ب 8.50 يورو في الساعة.
هذا الأمر لم يلق إستحسان السجناء فتقدموا بشكاوي لنقابة العمال السجناء والتي طالبت الحكومة الألمانية بحد أدني لأجور السجناء بينما أدي المتحدث الرسمي بإسم النقابة "أوليفر راست" بتصريح قال فيه : "حتي الآن لا يمثل العمال السجناء ورقة ضغط علي الحكومة لكننا سنصبح قريباً ورقة ضغط".
تم إنشاء نقابة للسجناء العاملين في السجون الألمانية |
المتحدث بإسم النقابة "أوليفر راست" يبلغ من العمر 42 عاماً وقد خرج من السجن مطلع سبتمبر الماضي بعد قضاء مدة 3 سنوات خلف الأسوار وأسس مع مجموعة من السجناء نقابةً للسجناء العاملين تضم أعضاء من 8 سجون ألمانية مختلفة.
نقابة السجناء العاملين لا تطالب بحد أدني للأجور فحسب بل تطالب بمعاشات إضافية للسجناء حيث أن السجناء - نظراً لوجودهم في السجن - لا يقومون بدفع إشتراكاتهم التأمينية بإنتظام وبالتالي يحصلون علي معاشات ضعيفة جداً.
السجن كمؤسسة إنتاجية
يوجد في السجون الألمانية قرابة 66 ألف سجين منهم 41 ألف سجين يعملون داخل السجون وهو ما يجعل من السجون مؤسسة إنتاجية كبيرة.
في مؤسسة تيجل العقابية جميع السجناء ملزمون بالعمل ويوم العمل يستغرق 8 ساعات وتضم تلك المؤسسة العقابية 13 قسماً إنتاجياً من بينها ورشة نجارة وورشة تنجيد ومطبعة وورش يدوية أخري.
المؤسسة تضع علي موقعها الرسمي علي الإنترنت قائمة بمنتجاتها متخذةً شعار "العمل اليدوي ملمح من ملامح الجودة".
المسئولون عن السجون والمؤسسات العقابية كانت لهم تعليقات علي مطالب السجناء العاملين من أبرزها أن تأهيل هؤلاء السجناء وتدريبهم هو في حد ذاته أجراً يتقاضاه السجين بينما رأي آخرون أن الهدف من العمل ليس الحصول علي أجر بقدر ما هو محاولة لإعادة تاهيل السجين إجتماعياً.
تصريحات المسئولين لم تلق إستحسان المتحدث بإسم نقابة السجناء العاملين وأعتبرها تصريحات منافية للواقع حيث أن ما يحدث هو "كسر" لإرادة السجين واستغلال لطاقاته وأن "إعادة التأهيل" الحقيقية هي ما تقوم به النقابة من مطالبات بتحسين أوضاع أولئك السجناء.
وفي ظل الجدل الدائر حول تعديل قانون المؤسسات العقابية المزمع إجراؤه عام 2016 وإحتمال إلغاء بند إلزام السجناء بالعمل فإن نقابة السجناء العاملين تطالب بإستئجار بعض الأقسام الإنتاجية مثل مطبعة سجن "تيجل" وإخضاعها لقانون النقابات العمالية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك