الاثنين، 25 نوفمبر 2013

صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه" الألمانية تُعد تقريراً مطولاً عن يوسف حسين وأحمد الذكيري أصحاب حلقات "جو تيوب" الساخرة.

ترجمه  من الألمانية : إسماعيل خليفة
تحت عنوان " كفي فكاهة الآن! " كتبت صحيفة "دي تسايت" الألمانية تقريراً مطولاً عن الثنائي الساخر يوسف حسين (الشهير بجو تيوب) و أحمد الذكيري مخرج الحلقات وسردت الصحيفة في مطلع التقرير كواليس إعداد الحلقات الخاصة ببرنامج جو تيوب وكيف أن يوسف يقف أمام حائط ذو خلفية خضراء في غرفة بإحدي شقق مدينة نصر ثم يتم بعد ذلك دمج خلفيات أخري وعمل مونتاج لها علي جهاز الكومبيوتر وقالت أن الثنائي قرر الإنتظار قليلاً قبل نشر الحلقة الجديدة فالوضع الراهن لا يسمح بنشرها .


يوسف ذو الخمسة والعشرين ربيعاً يبدو كذلك النوع من الشباب الذي ربما كان من التلاميذ المشاغبين والمهرجين في المدرسة والذين كانت لهم الكلمة الطولي بين بقية التلاميذ. هذا الشاب أصبح واجهة لبرنامج كوميدي ساخر يشاهده الملايين علي الإنترنت. إنه برنامج "جو تيوب" وعن نجاح البرنامج نقلت الصحيفة عن يوسف قوله : "لقد تفاجئنا بهذا النجاح الكبير للبرنامج فقد كنا قد أعددنا تلك الحلقات لعرضها علي أصدقائنا فقط" ثم تحدثت الصحيفة عن أحمد الذكيري صديق يوسف ومخرج حلقات "جو تيوب".


 الذكيري ذو الواحد والثلاثين ربيعاً يبدو منه للوهلة الأولي سواد لحيته الطويلة وهو أول ما يلفت إنتباهك فيه. أحمد أيضاً بداخلة كومديان سريع البديهة وحاضر الذهن. الذكيري عندما يتحدث إلينا عن الحلقات القادمة من "جو تيوب" يبدو لنا وكأن الحلقات القادمة ربما تكون أقل فكاهة وسخرية مما سبقها.


وتقول الصحيفة أن حلقات "جو تيوب" كانت رداً علي التقارير الإعلامية والبرامج الساخرة التي كانت تسخر وتحقر من الرئيس محمد مرسي ورفاقه من الإسلاميين ففي يناير عندما كان الرئيس محمد مرسي لا يزال في السلطة بدأ الشابان الساخران أولي حلقاتهما وبدأها بالسخرية من المعسكر الليبرالي ومن الدكتور محمد البرادعي الحاصل علي جائزة نوبل للسلام ومن السياسي المعارض والمرشح السابق للرئاسة حمدين صباحي.

وقالت الصحيفة أن الثنائي الشاب ليسوا "محرضيين" خطيرين كمن تم القبض عليهم من جماعة الإخوان كالمرشد وباقي القيادات بل هم ليسوا حتي من أنصار الإسلاميين أولئك الرجال الحديديون الطاعنين في السن القادمين من الزمن الآخر علي حد وصف الصحيفة. 


الشابان الساخران ينتميان إلي ذلك القطاع المتدين في المجتمع المصري والذي بدأ يشعر بالغربة شيئاً فشيئاً بسبب أجواء صراع الحضارات والثقافات الدائر الآن. هؤلاء المواطنون لا يشعرون أن القيادة الجديدة لعبد الفتاح السيسي تمثلهم بل وإنهم لا يخافونها كثيراً.


وتحت عنوان "في هذه الأوقات لابد لكل إنسان أن يحدد الجانب الذي ينحاز إليه" كتبت الصحيفة عن القبضة الأمنية الشديدة التي يحكمها النظام الحاكم علي الإسلاميين وكيف أن الذكيري كانت تأتي عليه لحظات يشعر فيها بالقلق من المضايقات الأمنية بسبب لحيته وهي اللحية التي أفتي أحد شيوخ السلفية بجواز حلقها تجنباً للتعرض للأذي من الأجهزة الأمنية ثم أنتقلت الصحيفة إلي يوسف وقالت أنه لم يعط صوته لمرسي سوي في جولة الإعادة بينما أعطي صوته في الجولة الأولي للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح بل ويتذكر يوسف إنتقاداته لمرسي والتي من بينها أنه كتب يوماً علي الفيس بوك أن مرسي يشبه فانوس رمضان حيث أنه لا فائدة منه وساعتها صفق له الجميع أما الآن فالسخرية من الحكومة الجديدة أصبحت مصدر سب وشتم من صفقوا له بالأمس عندما سخر من مرسي.


يوسف في نهاية الأمر حسم موقفه وأنضم إلي معتصمي رابعة وقوبل هناك بترحيب شديد مقابلة الجماهير ل(سوبر ستار).


وذكرت الصحيفة كيف أن قناة فضائية كبيرة عرضت علي الثنائي إنتاج حلقات برنامج "جو تيوب" بشرط أن تكون الحلقات للسخرية من محمد مرسي ومن فشله في إدارة البلاد وهو ما رفضه الثنائي الساخر ويقول الذكيري في هذا الصدد أنهم أرادوا أن يلزمونا بالسخرية من الطرفين المؤيد والمعارض لمرسي لكن في هذه الأوقات الصعبة علي المرء أن يقرر إلي أي المعسكرين ينتمي. 


ويحكي الثنائي الشاب عن حلقاتهما وكيف أنها بدأت بعدما أغضبهما تكبر الليبراليين وسخرية الطبقة الليبرالية من محمد مرسي ثم أغضبهما بعد ذلك أن ذلك المعسكر الليبرالي يري في عزل مرسي والإنقلاب عليه إنتصاراً للديموقراطية.


لكن الإستخدام المفرط للقوة والذي مارسته الجهات الأمنية في الأيام الماضية غير كل شيئ في وجدان الثنائي الساخر فقد فقدا أصدقاءاً لهم قتلوا برصاص حي في الأحداث الأخيرة ويسعي أحمد ويوسف إلي أخذ أحداث العنف التي وقعت في الأيام الماضية علي محمل الجد وبدءا يوجهان إهتمامهما إلي الرجل الأقوي في البلاد الآن : عبد الفتاح السيسي.


ومصدر إهتمامهم بالسيسي هو خطابه الأخير والذي قال فيه السيسي أن الأمر الذي يغضب الله نحن معه وندعمه ونقف وراءه وهو بالطبع عكس ما أراد السيسي قوله لكن المقطع إنتشر علي الإنترنت وتلقفه الإسلاميون الغاضبون كما لو كان فريسة جاءت بعد جوع.
وحول إنتاج البرنامج والتوسع فيه يقول الثنائي الساخر أنه بالرغم من أن المصريين معروفون بحسهم الساخر وفكاهتهم إلا أن الوقت الحالي ليس وقتاً مناسباً للفكاهة التي ربما لن يفهمها المصريون ولن يضحكوا عند مشاهدتها.


ثم تحدثت الصحيفة عن منافس "جو تيوب" وهو برنامج "البرنامج" الذي يقدمه باسم يوسف والذي يتهمه الإسلاميون بكراهية الإسلام وإزدراء شعائره وبالرغم من غضب أحمد الذكيري من إسلوب باسم يوسف إلا أن يوسف حسين بطل الحلقات يري أنه "زميل مهنة" وأن أداءه يتمتع بالفكاهة.


تم نشر التقرير المترجم بتاريخ 28 أغسطس 2013 علي صفحتنا صفحة (قراءة في الصحافة الألمانية)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك