إهداءً إلي روح حبيبة ننشر الترجمة الكاملة للموضوع.
ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة
تحت عنوان : (الصحفية حبيبة التي لقيت حتفها في القاهرة "قولي لي بالله عليكِ أنك بخير") كتبت مجلة "دير شبيجيل" أحد أشهر المجلات الألمانية وأوسعها إنتشاراً تقول :
صحفية مصرية شابة تقف في صف الإخوان المسلمين أثناء قيام قوات الجيش بفض الإعتصام. تتبادل الصحفية الشابة رسائل نصية قصيرة مفعمة بالقلق مع والدتها, تلك الرسائل كانت تمثل توثيقاً حياً للمآساة التي وقعت في القاهرة. لكن فجأة توقفت الرسائل النصية القصيرة..... فقد لقيت حبيبة ربها.
وإليكم القصة:
القاهرة – وسط الفوضي العارمة التي إجتاحت القاهرة كانت الصحفية الشابة حبيبة أحمد عبد العزيز – 26 عاماً وسط الأحداث يوم الأربعاء الماضي.
حبيبة كانت في أجازة في وطنها الأصلي مصر والذي تحول إلي مسرح لأعمال عنف دموية فقد لقي المئات مصرعهم وأصيب الآلاف.
حبيبة كانت في شوارع القاهرة صباحاً ومن الواضح أنها كانت في جانب الإخوان المسلمين وقد أرسلت رسالة هاتفية قصيرة لوالدتها في حوالي الساعة السادسة صباحاً .
الأم جمعت تلك الرسائل النصية القصيرة وعرضتها علي صحيفة "ذا ناشيونال" التي تصدر من دبي . تلك الرسائل توثق الأحداث المأساوية التي وقعت بالعاصمة المصرية كما توثق الساعات الأخيرة في حياة حبيبة.
وعن سؤال والدة حبيبة لأبنتها الشابة : "هل هناك الكثير من جنود الجيش والشرطة؟" أجابت حبيبة : "نعم, لكن ربما ما يقومون به هو نوع من الحرب النفسية علينا"
في حوالي الساعة 07:30 صباحاً سألت الأم أبنتها : "عاملة إيه؟" فأجابت حبيبة : "لقد تناولت ثلاثة أنواع من الأدوية , أشعر بالبرد الشديد هنا وجسدي يرتعش. أعداد الناس هنا كبيرة وفي حالة إستنفار. إدعيلنا يا ماما"
بعدها بقليل أرسلت رسالة أخري تقول فيها : "أنا ذاهبة الآن إلي المنصة فهنا تتمركز الدبابات" فأرسلت الأم لها دعاءً عبر رسالة قصيرة قائلةً : "ربنا ينصرنا" ولم تكن الأم تعلم أن هذه ستكون أخر رسالة من أبنتها الشابة.
الأب لم يصب بسوء
حبيبة أحمد عبد العزيز كانت تعمل كصحفية بصحيفة "إكسبريس" في الإمارات وقد تسلمت وظيفتها الثابتة في الجريدة منذ أبريل 2012 .
حبيبة كانت في مصر في هذا التوقيت للإحتفال بعيد الفطر ويبدو أن الصحفية الراحلة كانت متعاطفة مع الإخوان المسلمين وهو ما بدا واضحاً من خلال صفحتها علي الفيسبوك ومن الواضح أن حبيبة كانت داخل إعتصام رابعة العدوية أحد الإعتصامين الذين تم فضهما بعنف ووحشية.
الإخوان المسلمون من جهتهم أعلنوا أن قوات الأمن إقتحمت معسكر الإعتصام دون التفكير في الخسائر البشرية في صفوف المعتصمين السلميين وقامت بإطلاق الرصاص الحي عليهم بينما يتهم الجيش الإسلاميين بأنهم قاموا بمقاومة عملية فض الإعتصام بالسلاح وهو ما أدي إلي إراقة الدماء.
الحقيقة بين هذه التصريحات وتلك هي أن الجيش والشرطة مسئولان بشكل كامل عن معظم القتلي الذي سقطوا ومن بينهم حبيبة.
علي مدرا اليوم ظلت الأم تهاتف أبنتها علي هاتفها النقال بلا رد.
في حوالي الساعة 12:45 ظهراً كتبت الأم رسالة نصية لإبنتها قائلةً : "حبيبة , من فضلك قولي لي أنك بخير ..إتصلت بك ألف مرة بلا رد . من فضلك يا حبيبتي أنا قلقانة عليكي قول لي عاملة إيه".
بعدها بقليل حاولت الأم القلقة الإتصال مرة أخري . هذه المرة رد عليها أحد الأشخاص مخبراص إياها بأن أبنتها قد لاقت ربها. وبحسب "جولف نيوز" فإن حبيبة لقيت حتفها ضرباً بالرصاص في ميدان رابعة العدوية. وهو ما أكدته الأخت الصغري لحبيبة وكذلك الرسائل المتبادلة بين حبيبة ووالدتها. الأسرة تستعد الآن للعودة إلي القاهرة حيث كنت حبيبة مع والدها فقط في القاهرة وهو لم يصب بأذي.
إدارة التحرير لصحيفة "إكسبريس" أكدت أن الصحفية الشابة كانت في القاهرة بصفة شخصية ولم يتم إرسالها في مهمة صحفية هناك , بينما صرح مدير صحيفة "جولف نيوز" الصحيفة الشقيقة لصحيفة "إكسبريس" قائلاً : "إنه ليوم حزين علينا جميعاص في غرفة الأخبار. خواطرنا ودعواتنا لأسرة حبيبة وأصدقائها. ونسأل الله أن يمنحهم القوة لتحمل هذه الفاجعة الكبيرة" بينما قال زميل أخر من زملاء حبيبة : " من الصعب أن أصدق أن حبيبة رحلت عن عالمنا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك