الثلاثاء، 4 فبراير 2014

صحيفة ألمانية تؤكد : "حتي في عهد مبارك كان وضع الصحفيين أفضل من الآن"

ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة
كتبه : KARIM EL-GAWHARY


تحت عنوان : (حرية الإعلام والصحافة في مصر : "حتي في عهد مبارك كان الوضع أفضل") كتبت صحيفة "تاجس تسايتونج" (Tageszeitung) الألمانية تقول :

عندما يصبح الصحفي نفسه "قصة صحفية" في بلدٍ من البلدان فأعلم ساعتها أن الأمور في هذا البلد ليست علي ما يرام ففي واقعة هي الأولي من نوعها يتم توقيف 20 موظفاً من موظفي الجزيرة العاملين في مصر دفعةً واحدة ويتم توجيه تهمة الإنتماء لجماعة إرهابية لمن يحمل منهم الجنسية المصرية بينما يتم إتهام أربعة منهم يحملون جنسيات أجنبية بتهمة "دعم" زملائهم المتهمين ب"الإنتماء لجماعة إرهابية".

وكأنه ليس كافياً في مصر أن يتعرض الصحفيون والإعلاميون للعقوبات القضائية والتعرض للسجن والإعتقال فقط بل يتعرضون للإعتداء الجسدي أيضاً وهو ما حدث مع فريق شبكة "أيه أر دي" (ARD) الألمانية حيث تعرض أعضاء الفريق الإعلامي للضرب من مؤيدي عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري أثناء تغطيتهم لتفجير مديرية أمن القاهرة ولولا تدخل أحد المخبرين السريين وإطلاقه الرصاص في الهواء لتفريق أنصار السيسي لتَعرّض مصور الشبكة الألماني الجنسية للسحل في شوارع القاهرة.

الإعتداء علي الصحفيين ما هو إلا نتيجة حتمية لحملات الكراهية الشرسة التي تشنها وسائل الإعلام المصرية ضد الصحفيين والإعلاميين الأجانب والتي تتهمهم فيها بمساندة الإخوان المسلمين والتعاطف معهم ومن الأمثلة البارزة علي تلك الحملة الشرسة ما نشرته صحيفة "الوفد" اليومية بعنوان : "العلاقة المشبوهة بين الجماعة الإرهابية والصحافة الغربية" حيث قالت الصحيفة أن 3 مليارات دولار قد تم إنفاقها من أجل تشويه صورة مصر في الخارج.

وبهذا تظل الصحافة الناقدة في مصر في نظر  أنصار السيسي والنائب العام المصري إما خيانة عظمي أو إجرام حيث وصف النائب العام موظفي الجزيرة الموقوفين ب "خلية ماريوت" متهماً إياهم بإنشاء ستديو بديل لقناة الجزيرة داخل فندق "ماريوت" ذو النجوم الخمس وذلك بعد غلق مكاتب قناة الجزيرة في مصر.

ردود فعل عالمية قلقة

إن ما حدث مع طاقم الجزيرة هي واقعة فريدة من نوعها لم تحدث حتي في عصر مبارك حيث لم تكن هناك مشكلة للصحفيين في أن يلتقوا بشخصيات من جماعة الإخوان التي كانت محظورة آنذاك ولم تكن مقابلتهم سبباً في التهديد بعقوبة قضائية للصحفي الذي يجري حواراً مع أحدهم لذلك كانت ردود الأفعال العالمية قوية تنديداً بالواقعة التي لم يشهد لها الصحفيون مثيل حيث قالت المتحدة بإسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف" روبيرت كولفيل" (Rupert Colville) أن "المكتب ينظر ببالغ القلق إلي الإنتهاكات التي تقع بحق وسائل الإعلام في مصر والتي تعيق تلك الوسائل عن أداء عملها بحرية" من جهتها أكدت "سارة لي ويستون" (Sarah Leah Whiston) مديرة منظمة "هيومان رايتس ووتش" لحقوق الإنسان أن الحكومة المصرية قد قررت فيما يبدو عدم التسامح مع الصحافة المستقلة التي لا تتبني وجهة نظر النظام المصري الحاكم.
المتحدثة بإسم وزارة الخارجية الأمريكية "جين ساكي"(Jen Psaki) أبدت قلقها البالغ من عدم توافر حرية الرأي والصحافة في مصر.

خطوط حمراء وعلامات مميزة للصحفيين

الخطوط الحمراء التي وضعتها الحكومة المصرية للصحفين ليست واضحة وبالتالي فإن كل صحفي حر سوف يفكر مرتين قبل نشر الخبر أو إعداد تقريره الصحفي خوفاً من أن يكون قد تخطي خطوط النظام الحمراء دون أن يدري وهو ما يجعله هدفاً للأجهزة الأمنية وفي هذا الصدد قال خالد سرجاني أحد أبرز أعضاء نقابة الصحفيين في حوار مع صحيفتنا أن هناك محاولات للنقابة لمنح الصحفيين علامات مميزة يحملونها أثناء تغطية الأحداث تميزهم عن المتظاهرين وتمنع تعرضهم للإعتقال والإستهداف لكن الإقتراح قوبل برفض ومعارضة شديدة من المراسلين المصريين الذين رأو أن هذه العلامات المميزة ستكون سبباً أساسياً في إستهدافهم والتعرف عليهم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك