السبت، 12 أبريل 2014

صحيفة ألمانية تفتح ملف "الصراع علي مياة النيل"

ترجمه من الألمانية : إبراهيم النويهي
نقلاً عن موقع صحيفة Tagesspiegel الألمانية

الصراع علي مياة النيل

تخطط اثيوبيا لبناء سد هائل لحجز مياه النيل ، بينما تري مصر نفسها مهدده في كيانها في حالة إقامة هذا السد. ولهذا فهناك اجواء من النزاع وارتفاع للأصوات تسيطر علي العلاقات بين مصر وإثيوبيا خوفاً من عواقب إقامة هذا السد، فكافة الشعب المصري يعتمد علي مياه النيل في شتي مجالات حياته. 

هناك مزيد من التوتر المستمر في طبيعة العلاقات المصريه مع اثيوبيا وارتفاع الأصوات بين الجانبين من اجل مياه النيل. ف " مصر من حقها الدفاع عن أمنها القومي"، هذا ما أعرب عنه " نبيل فهمي " وزير الخارجية المصري، وانه سيقوم باعلام رجال السلطة في أديس أبابا عن جواب وقرار حاسم من الجانب المصري، في حالة اذ لم تنجح المفاوضات المسقبليه بين الجانبين في الوصول الي تحقيق ضمانات تحفظ حق مصر في حصتها من مياه النيل. ولكن بعد فترة ما اختلفت الأوضاع، فلقد انقطعت وبشكل نهائي المحادثات بعد ان وصلت جولتها الرابعة بين اثيوبيا والسودان ومصر حول سد النهضه التي خططت لبنائه اثيوبيا علي النيل الأزرق. " كل هذه المفاوضات ماهي الا ضياع للوقت " ، هذا ما جاء علي لسان محمد عبد المطلب وزير الري المصري. 

ماهو الغرض من انشاء هذا السد، او هل يستطيع الجانب الإثيوبي تقديم خطط إنشائه للاطلاع عليها من الجانب المصري او حتي كذلك تقديم تحليلات لحالات الطوارئ في حالة انهياره، الإجابة علي كل هذه الاستفسارات تم تجاهلها من الجانب الإثيوبي. ف أديس أبابا لا تريد ان تقلل من هيبة إقامة هذا المشروع الطموح وكذلك لاتقبل مماراسات للضغوط عليها لإيقاف عملية بناء هذا السد التي تصل تكلفته 4,8 مليار دولار. 7500 عامل يعملون خلال ساعات عمل متواصلة سويا مع 500 خبيراً من 25 دوله اجنبيه وذلك للانتهاء من إنجاز هذا المشروع علي وجه السرعة الممكنه. هذا ما وصفه احد كبار المهندسين للطاقة الكهربائية في اثيوبيا. ومن الجدير ذكره انه تم فعلا الانتهاء من ثلث هذا المشروع، الذي خطط لافتتاحه في خريف 2017.
النيل حياة المصريين

تحوي البحيرة الاساسيه التي وضعت لهذا السد75 مليار متر مكعب من الماء، فيما تم التخطيط كذلك لإقامة اربعه من الأودية الجانبيه لحجز الماء، بنفس نسبة البحيرة الاساسيه. وهذا ما يعادل تقريبا ثلاثة أضعاف حصة مياه النيل السنوية التي تصل الي مصر. ومن المفترض في نهاية الامر ان يقوم السد الذي يصل إرتفاعه إلي 145 متر بضخ 6000 ميجا وات من التيار الكهربي. 

النيل الأزرق والنيل الأبيض 

80 إلي 90 بالمائة من مياه النيل تأتي من النيل الأزرق، أما الباقي فيأتي من النيل الأبيض التي تعيش عليه عدد من الدول الأخري المجاورة. ولهذا فان أزمة المياه ستتحول الي صراع خاص بين مصر وإثيوبيا. فقد قامت أثيوبيا اثناء اندلاع الثورة المصريه عندما كان الوضع الأمني والسياسي بمصر في حالة من الشلل التام بالعمل بشكل أحادي علي ارض الواقع، وبالفعل تم وضع حجر الأساس لإنشاء سد النهضه بالقرب من الحدود السودانية، وذلك في 31 من شهر مارس من عام 2011، أي بعد ستة أسابيع فقط من تنحي مبارك عن الحكم في مصر وقد اختيرت مجموعة الشركات الإيطالية salini impregilo لتنفيذ المشروع دون الإعلان عن ذلك عالمياً. 

أما الصين فتقوم بتمويل 15 من التوربينات الخاصة بتوليد الكهرباء فيما تتولي أثيوبيا التكفل بباقي نفقات المشروع .

تهديد صريح بالحرب 

عندما قامت القيادة المصريه في عام 2012 وفي وقت حكم الرئيس محمد مرسي بدق ناقوس الخطر، كانت هناك بالفعل اثناء انعقاد احدي الجلسات الطارئة والتي نقلت علي الهواء مباشرة بدون علم المشاركين فيها تهديدات صريحة بالحرب ضد دول القرن الأفريقي , لكن الحكومة المصريه الجديدة المدعومة من الجيش لا تميل إلي التصعيد أو حتي التهديد بالخيار العسكري بالرغم من أن الرسائل المعلنة لتلك الحكومة أحياناً ما تكون عنيفة وقاسية.

كمحاولة أخيره لحل تلك القضيه، طلبت الحكومه المصريه الانتقالية تدخل المملكة العربيه السعوديه، الصديق الجديد لمصر في مجال مكافحة الإرهاب، بان تتدخل السعوديه كوسيط لحل هذه الازمه والضغط علي الجانب الإثيوبي للتوصل الي عقد اتفاقية تحفظ حق مصر في الحصول علي حصتها السنوية من ماء النيل والتي تبلغ 55 مليار متر مكعب وعدم المساس بهذا الحق او العبث به , لكنه من الجدير بالذكر ان اثيوبيا قامت من اربع سنوات بنقض العقود المبرمه في 1929 وكذلك في 1959 مع جميع دول النيل وليس فقط مع مصر. 

المسألة مسألة وجود

يري العديد من خبراء الري في مصر ان هذه القضيه متربطه بكيان مصر ووجودها، وذلك لانه حتي تتمكن اثيوبيا من ملء الحوض المخطط له حول سد النهضه بالماء، فانه يتوجب عليها ان تقلل وبشدة من ضخ ماء النيل الأزرق في النيل الأبيض الموصل الي مصر والسودان لمدة خمس سنوات، مما يتسبب هذا بعجز تصل نسبته سنوياً مابين 15 حتي 20 مليار متر مكعب من المياه التي تصل الي السودان ومصر، وهذا وفقا لتقديرات خبراء في مياه النيل، والذي من بينهم علاء الظواهري من جامعة القاهرة، وهذه النسبه تفوق ثلث حصة مصر المعتادة، في الوقت التي تعاني فيه مصر من ازمه في مياه الشرب وذلك بسبب تلوث مياه النيل والانخفاض المتزايد في مستوي ارتفاع مياه النيل، وتكرار ظهور الأمراض الجماعية جراء مياه الصرف ومخلفات المصانع السامه التي يتم تسريبها في مياه النيل التي تستخدم كذلك في توليد الكهرباء. 

" لا نستطيع ضخ مزيد من الماء من حوض النيل باسوان لتخفيف المواد الضاره الناتجة عن تسريب مخلفات المصانع، او أعاده تطهيرها في مياه البحر الأبيض المتوسط" ، هذا ما أعرب عنه وزير الري المصري محمد عبد المطلب، الذي يعلم تماماً، ان بلاده تحتاج الي كل لتر من الماء بسبب الكثافة السكانيه التي تتزايد بشكل مستمر. 

95% من سكان مصر البالغ عددهم 85 مليون يتدفقون للعيش علي مياه وادي النيل، التي تكفي فقط لتغطية خمسه بالمائه من مساحة مصر. 

رئيس الوزراء المصري الجديد ابراهيم محلب إتخذ إجراءاً رمزياً لا جدوي منه بأن قرر أنه أثناء إنعقاد جلسات وإجتماعات الحكومة سيتم تقديم مياة من الصنبور بديلاً عن المياة المعدنية مبرراً قراره بالقول : "الحكومة تسعي أن تشارك المواطن العادي في طريقة حياته". 

رابط الموضوع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك