الجمعة، 4 أبريل 2014

في مجال العمل : كلمات "ذكورية" تزعج النساء

ترجمه من الألمانية : مازن عاطف

بحسب دراسة تم إعدادها في جامعة ميونيخ التقنية (TU München) فإن صفات مثل المبادرة والتحمل والقدرة علي التحليل عندما يتضمنها إعلان عن وظيفة يدفع الكثير من النساء إلي العزوف عن التقدم لشغل تلك الوظيفة أما بالنسبة للرجال فالأمر سيان.

مطلوب مرشح قوى الارادة ،قادرعلى ادارة مشروعات باستقلالية وهادف-كلمات عادية توجد فى اعلانات الوظائف ولكنها تتسبب في خسارة الشركة المعلِنة الكثير من المتقدمين -ولنكن أكثر دقة- الكثير من المتقدمات.

فقد توصلت باحثات فى جامعة بايرن ميونيخ التقنية (TU München) ان صياغة الاعلان تحدد اذا ماكان يصلح للوظيفة رجل ام امرأة.لان النساء يجدن ان مصطلحات مثل "قوى التحمل وذو إرادة" و"هادفة" لا يتوافق مع طبيعتهن وأنها مرتبطة أكثر بالذكور.

الباحثات قمن بعرض إعلانات مُختلقة ولكنها واقعية على 260من الطلاب لبرامج لقوى قيادية صاعدة.وقد تلقى نصف المختبرين نسخ لاعلانات فيها صفات تبدو ذكورية مثل قوى الارادة ،مستقل،تحليلى،مبادر.فى النسخة الاخرى مطلوب متقدمين ملتزم،مخلص،منفتح على التواصل،واع بالمسؤلية.السؤال المطروح .أى الصفات ذكورية أو مؤنثة؟وقد اعتمدت الباحثات على دراسات سابقة.

وقد أكدت النتيجة تخمين الباحثات.ففى النسخة ذات الصفات الذكورية لم تشعر المتقدمات بان الاعلان موجه لهن واعرضن عن التقدم.بالنسبة للذكور لم يكن هناك فارقا كبيرا.

كلاوديا بيوس (Claudia Peus) المشرفة على الدراسة قالت أنه الاعلانات ذات الطابع الذكورى ظلت تستخدم بالرغم أنها لم تعد متوافقة مع المتطلبات .وان أرباب الاعمال يستخدمون ذلك النوع من الإعلانات دون قصد متعمدين صيغ نمطية عفا عليها الزمن.

وقد قامت الباحثات بدراسة شكوي تقدمت بها إحدى المؤسسات المانحة الكبرى مفادها أن عدد من يتقدم من النساء لنيل المنحة التي تقدمها قليل جدا.حيث قام فريق الباحثات بالتحدث الى الطالبات وسؤالهن: لقد استحققتم المنحة فلماذا لا تقبلونها؟ وكانت الإجابة أن الطالبات قلن أنهن يشعرن بعد قراءة الإعلان أنه "غير ملائم لنا،إنه ببساطة ليس من أجلنا".

النساء لا يرين أنفسهن مناسبات لدور الرئيس

تقول بيوس : الإعلان عن الوظائف دائماً ما يعكس صورة الشركة و"المرء يتقدم لشغل الوظيفة فقط عندما يشعر أنه المكان الملائم" لذلك فإن كتابة الإعلان بصيغة منتقاه بعناية هو الأساس في حصول الشركة علي الشخصية المناسبة.

تعديل الصفات فى إعلان الوظائف أمر مهم ، لكني أعتقد أن النساء يمتلكن الصفات المذكورة بالإعلان لكنهن لا يعلمن أنهن يملكن بالفعل تلك الصفات.

فى دراسة آخري قامت بها باحثات من جامعة ميونيخ التقنية بالتعاون مع جامعة نيويورك سيتى توصلت الى أن النساء لا يثقن بأنهن لائقات لدور الرئاسة كالرجال وبعد سؤال600 شخص أقروا أن النساء و الرجال يتمتعن بنفس الامكانات على حد سواء من حيث الانتاج والفعالية, لكن الصفات القيادية عند الرجل أعلى منها عند المرأة.

وفي هذا الصدد تقول بيوس أن المرشحات السابقات لبرنامج المنحة كن مناسبات ولكن الصفات المتناسبة معهن لم تكن من بين الصفات المطلوبة في الإعلان.

وتقول الباحثة أن مثل هذه الفرصة الضائعة والتى إشتاقت اليها الفتيات لمدة طويلة كانت لتسهل عليهم الوصول لمراكز قيادية لكنهن بتركهن التقدم لتلك الوظائف جعلن الأمر أسهل على الرجال.

مسألة عزوف النساء عن التقدم لوظائف بعينها يمثل مشكلة جدية للشركات ,حيث أنه بحسب مؤسسة "ماكنزي" (McKinsey ) الشهيرة للإستشارات والتي يسيطر عليها الرجال فإن النساء يسهمن بشكل كبير في تنامي النجاح الإقتصادي للشركات التي يعملون بها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك