مضاوي الرشيد هي
أستاذ زائر في مركز دراسات الشرق الأوسط (Middle East Centre) بكلية لندن للعلوم السياسية (London School of Economics) .
التخصص البحثي
لمضاوي الرشيد البالغة من العمر 51 عاماً هو تاريخ وحاضر المملكة العربية
السعودية.
مضاوي الرشيد هي
من سلالة عائلة ملكية مرموقة كانت تحكم المملكة قبل آل سعود وقد إستمرت فترة حكم آل رشيد حتي عام 1921 .
أجري الحوار : Jürgen Streihammer
وترجمه من الألمانية : إسماعيل
خليفة
أبرز ما جاء في
الحوار :
الإتفاق النووي
الغربي مع إيران هزيمة للنظام السعودي والسعودية قد تتوافق مع إسرائيل لدفع الخطر
الإيراني.
السعودية تعاونت
بالفعل مع إسرائيل في مجال التكنولوجيا المدنية.
الإختبار الأكبر
لتوازنات القوي في المنطقة هو المشهد السوري.
السعودية دعمت
الإنقلاب العسكري في مصر حفاظاً علي نفوذها في المنطقة.
السعودية هي بقرة
الغرب المقدسة والرياض تبتز الدول الغربية بصفقات السلاح.
النظام الملكي مهدد
بالإنهيار ورجال الدين يلعبون دور "المهدئ" للشعب السعودي.
إيرادات النفط تغطي
علي مشكلات كبيرة في المملكة لكن السعوديون بدأو يتسائلون عن الفساد المستفحل
ومصير عائدات النفط.
حصول السعودية علي
مقعد في مجلس حقوق الإنسان أصابني بخيبة أمل بالغة والسعودية حصلت علي المقعد
بنفوذها "الإقتصادي".
وإليكم النص الكامل للحوار الذي أجراه : Jürgen
Streihammer لصحيفة "دي برسه"
النمساوية وترجمه من الألمانية :
إسماعيل خليفة
الصحيفة : إيران عدو السعودية اللدود أبرمت إتفاقاً نووياً مع
الغرب , ألا يُعد ذلك إنتكاسةً لطموحات السعودية إلي فرض سلطتها وإبراز قوتها في
الشرق الأوسط؟
مضاوي الرشيد : نعم , هو كذلك . فالسعودية تري في الإتفاق هزيمة
وخيانةً من واشنطن لها وتعتبره بمثابة تهديد. فعلي الصعيد الإقتصادي تخشي المملكة
من أن عودة إيران إلي سوق النفط سوف يقلل من الإعتماد علي النفط السعودي أما علي
الصعيد السياسي فهي تري حليفها الرئيسي الولايات المتحدة وبعد 35 عاماً من
العلاقات المجمدة مع إيران قد أعاد العلاقات مع ذلك العدو اللدود . فقد كان
السعوديون يحلمون بأن يتم قصف إيران بالقنابل وليس بأن يتم التفاوض معها.
----------------------------------------------------------------------------------------------
الصحيفة : في هذه المسألة تتفق المملكة العربية السعودية في الرأي
مع ثاني أكبر منافسيها في المنطقة وهي إسرائيل.
مضاوي الرشيد : نعم. وهذا أمر مثير للسخرية. فالبلدين يمكنهما التعاون
أكثر فيما بينهما مستقبلاً وقد حدثت حوارات بين السعودية وإسرائيل حول التعاون في
مجال التكنولوجيا المدنية بين البلدين لكن السعودية تنفي حدوث أي تعاون مع
إسرائيل.
----------------------------------------------------------------------------------------------
الصحيفة : علي صعيد العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة فقد
شهدت تلك العلاقات توترات واضحة. كما أن إرتباط الولايات المتحدة بواردات النفط
السعودي قد تضائلت. فهل هي علامة علي إنتهاء الشراكة بين البلدين؟
مضاوي الرشيد : لا أعتقد ذلك. فالسعودية والولايات المتحدة مرتبطان
ببعضهما البعض ليس فقط إقتصاديا – من خلال البترودولار - ولكنهما مرتبطان عسكرياً
بشكل وثيق وهذه العلاقة الوثيقة لا يمكن أن تنفك بهذه السهولة.
----------------------------------------------------------------------------------------------
الصحيفة : لكن كيف سيكون رد فعل السعودية علي خسارة مركز قوتها
النسبي مقابل إيران في منطقة الشرق الأوسط؟
مضاوي الرشيد : الإختبار الكبير سيكون في سوريا. فإيران تدعم بشار
الأسد بينما تدعم السعودية المتمردين وترفض أي حل سلمي للأزمة وفي حربها من أجل
بسط نفوذها أنفقت السعودية الأموال الكثيرة علي الحكومة المصرية فالسعودية تدرك
أنها لو خسرت مصر فستواجه أزمة كبيرة جداً وذلك بعد أن خسرت السعودية نفوذها في
العراق وإيران لصالح النفوذ الإيراني هناك.
----------------------------------------------------------------------------------------------
الصحيفة : هل خسارة السعودية لنفوذها ذلك كانت السبب وراء تخليها
عن مقعد لها في مجلس الأمن؟
مضاوي الرشيد : لقد كان ذلك إحتجاجاً صبيانياً فقد أضرت السعودية بهذا
القرار نفسها فقد كان بإمكانها من خلال مقعد بمجلس الأمن أن تعرض أجندتها وأن تظهر
دورها ووجودها. أما الآن فيتم النظر إليها علي أنها مخرب للدبلوماسية الدولية.
----------------------------------------------------------------------------------------------
الصحيفة : لكن السعودية حصلت علي مقعد في مجلس حقوق الإنسان
التابع للأمم المتحدة. ماذا كان رد فعل سيادتكم عندما علمتم أن السعودية تم
إنتخابها ليكون لها مقعد في المجلس؟
مضاوي الرشيد : لقد أصبت بخيبة أمل مريرة. لأن السعودية لها قائمة
طويلة من إنتهاكات حقوق الإنسان ولولا قوتها الإقتصادية ما كانت السعودية ستحصل
علي هذا المقعد وكان سيتم إبعادها تماماً.
----------------------------------------------------------------------------------------------
الصحيفة : هل تلك القوة الإقتصادية هي السبب في أن العديد من
الدول الغربية تتورع عن توجيه النقد للسعودية فيما يخص الحريات الدينية في البلاد؟
مضاوي الرشيد : نعم, فالسعودية تبدو كما لو كانت البقرة المقدسة للغرب
والمسألة هنا مرتبطة بالنفط والإستثمارات والسياسة الأمنية فالسعوديون يبتزون
الحكومات الغربية قائلين : "إذا أنتم ستضغطون علينا بسبب حقوق الإنسان فإننا
سوف نعقد صفقات الأسلحة القادمة مع دولة غربية أخري أو ربما لن نتعاون معكم
مخابراتياً. وفي هذا الصدد تتنافس الدول الأوروبية علي نيل محبة و رضا السعودية.
----------------------------------------------------------------------------------------------
الصحيفة : حتي هنا في النمسا تم إنشاء مركز الملك عبد الله لحوار
الأديان وقد قوبل بترحاب من الحكومة النمساوية...
مضاوي الرشيد : نعم فهذا الأمر ياتي في إطار الدعاية الذاتية للملك عبد
الله وتصويره علي أنه ملك إصلاحي في حين أن السعودية لا يوجد بها حرية إعتقاد فمن
غير المسموح لغير المسلمين بناء دور عبادة وما شابه ذلك لكن في الخارج –هنا في
النمسا مثلاً – يبحث الملك عبد الله عن حوار بين الأديان.
----------------------------------------------------------------------------------------------
الصحيفة : لكن كيف هو رد فعل المجتمع السعودي علي صفقات النظام
السعودي مع الغرب وبالتحديد مع الولايات المتحدة؟
مضاوي الرشيد : البعض يقولون : " ألم نقل لكم أن أمريكا لا يمكن
الوثوق بها و ألا تضعوا كل البيض في سلة واحدة؟ ها هم الآن قد تخلوا عنكم وخانوكم
وتحالفوا مع عدونا اللدود إيران وتصالحوا معه" بينما يري كثير من السعوديين
أن صفقات السلاح ما هي إلا هبة تعطيها السعودية للغرب.
----------------------------------------------------------------------------------------------
الصحيفة : بعض الخبراء يعتقدون أن الملكية في السعودية قد تنهار
قريباً رغم أنها تبدو في حالة من الإستقرار.
مضاوي الرشيد : واردات النفط تغطي علي الكثير من المشكلات في المملكة
وفي نفس الوقت يلعب الزعماء الدينيون دوراً كبيراً في الحفاظ علي هدوء الشعب
السعودي من خلال دعمهم لحظر التظاهر في المملكة. لكن هذا النظام لا يمكن أن يستمر
للأبد وقد بدأ الحراك في الظهور في المملكة وبدأ الناس يطرحون العديد من التساؤلات
: لماذا كل هذا الفساد؟ وإلي أين تذهب أموال النفط؟
----------------------------------------------------------------------------------------------
الصحيفة : هل يستطيع القصر الملكي من خلال علاقته التاريخية مع
الزعماء الدينيين بإحداث حالة من التجديد في
النظام دون إسقاطه؟
مضاوي الرشيد : حتي الآن النظام لا يزال مقاوم للإصلاح لكن بكل تأكيد
إذا لم تفلح سياسة الملك مع الزعماء الدينيين فإن هؤلاء الزعماء سوف يقولون للناس
: "حسناً . من حقكم أن تتظاهروا". في الوقت الراهن هناك صفقة بين
العائلة المالكة ورجال الدين الكبار تقضي هذه الصفقة بأن يحافظ رجال الدين هؤلاء
علي أن يظل الشعب هادئاً في مقابل الحصول علي إمتيازات.
----------------------------------------------------------------------------------------------
الصحيفة : أنتِ تعيشين في لندن. ما هو الفارق الأكبر الذي شعرتِ
به بين بريطانيا والسعودية حيث نشأتِ وتربيتِ؟
مضاوي الرشيد : الحرية الثقافية. ففي لندن يمكنني في إطار القانون التفكير والكتابة أما في السعودية فمجرد إقتناء
كتبي يُعَدُ جريمة وقد تم الحكم علي قاضٍ متقاعد طاعن في السن بالسجن 15 عاماً
وكان من بين التهم التي وجهت له إقتناء كتاب من كتبي.
----------------------------------------------------------------------------------------------
الصحيفة : هل تزورين أقربائك في الرياض من آن لآخر؟
مضاوي الرشيد : لا...لأنه ربما لا أعود من هناك مرة أخري.
--------------------------------------------------------------------
النسخة الورقية من
صحيفة (Die Presse) النمساوية
بتاريخ 27 نوفمبر 2013.
النص الألماني للحوار :
König Abdullah
inszeniert sich in Wien als Reform-König, während es in Saudiarabien keine
Religionsfreiheit gibt, sagt die Wissenschaftlerin al-Rasheed.
27.11.2013 | 12:15 | von Jürgen Streihammer (Die Presse)
Die Presse: Der
Erzfeind Iran schließt einen Atomdeal mit dem Westen ab. Ein schwerer
Rückschlag für Saudiarabiens Machtansprüche im Nahen Osten?
Madawi al-Rasheed: Ja,
Saudiarabien sieht den Atomdeal als Niederlage, als Verrat durch Washington und
als Bedrohung. Ökonomisch fürchtet Riad, dass künftig durch eine Rückkehr des
Irans auf den Ölmarkt die Abhängigkeit vom saudischen Öl sinkt – und politisch,
dass ihr Hauptverbündeter, die USA, nach 35 Jahren Eiszeit wieder enge
Beziehungen zum Erzfeind Iran aufnehmen könnte. Die Saudis wollten, dass man
den Iran bombardiert und nicht, dass man mit ihm verhandelt.
In dieser Frage
sind Saudiarabien und sein zweiter großer Rivale Israel einer Meinung.
Ja, das ist eine Ironie. Künftig könnte es
mehr Zusammenarbeit zwischen diesen beiden Ländern geben. Es haben auch
Gespräche über eine Kooperation im zivilen Technologiebereich stattgefunden. Offiziell
leugnet Saudiarabien aber jede Kooperation mit Israel.
Im Verhältnis
zwischen Saudiarabien und den USA gibt es dagegen deutliche Spannungen. Zugleich
sinkt die Abhängigkeit Washingtons von Ölimporten. Geht da eine Partnerschaft
zu Ende?
Das denke ich nicht. Diese beiden Länder
sind sowohl wirtschaftlich - etwa über den Petrodollar - als auch militärisch
viel zu eng miteinander verwoben. Diese Partnerschaft lässt sich gar nicht so
einfach auflösen.
Wie wird
Saudiarabien also auf den relativen Machtverlust an den Iran im Nahen Osten reagieren?
Der große Testfall wird Syrien. Dort
unterstützt der Iran Bashar al-Assad. Saudiarabien drängt die Rebellen zu einer
kompromisslosen Haltung und zögert damit jede friedliche Lösung hinaus. Im
Kampf gegen den Einflussverlust spendet Saudiarabien zudem Geld an die
Regierung in Kairo. Wenn Saudiarabien auch noch Ägypten verlieren würde, hätte
es nämlich ein riesiges Problem. Seinen Einfluss im Irak und im Libanon hat
Riad ja schon an den Iran verloren.
Ist dieser
drohende Einflussverlust auch der Grund, warum Saudiarabien auf seinen Sitz im
UN-Sicherheitsrat verzichtete?
Das war ein infantiler Protest. Saudiarabien schadet sich damit selbst. Es
hätte über den UN-Sicherheitsrat versuchen können, seine Agenda durchzubringen
und zu vermitteln. Stattdessen wird es nun als Saboteur der internationalen
Diplomatie betrachtet.
Den Sitz im
UN-Menschenrechtsrat hat Riad dagegen angenommen. Was war Ihre erste Reaktion,
als Sie erfahren haben, dass Saudiarabien in das Gremium gewählt wurde?
Ich war bitter enttäuscht. Denn Saudiarabien
hat eine lange Liste an Menschenrechtsverletzungen. Ohne seine wirtschaftliche
Stärke hätte es diesen Sitz nicht bekommen. Es wäre isoliert.
Ist diese
Wirtschaftsstärke der Grund dafür, dass sich Regierungen im Westen mit Kritik,
etwa an der nicht vorhandenen Religionsfreiheit, auffallend zurückhalten?
Ja, Saudiarabien ist so etwas wie die
heilige Kuh des Westens. Es geht dabei um Öl, Investitionen und
Sicherheitspolitik. Denn die Saudis erpressen die Regierungen: „Wenn ihr uns
unter Druck setzt wegen der Menschenrechte, dann machen wir den nächsten
Waffendeal eben mit einem anderen europäischen Land. Oder wir kooperieren dann
nicht mehr mit euren Geheimdiensten.“ Es gibt daher eine Konkurrenz um die
Zuneigung Saudiarabiens.
Auch in Wien wurde
mit freundlicher Unterstützung Österreichs ein Zentrum für interreligiösen
Dialog durch Saudiarabiens König Abdullah errichtet ...
... ja, das ist Teil der Selbstinszenierung
von Abdullah als Reformkönig. Dabei gibt es in Saudiarabien im Grunde keine
Religionsfreiheit. Es darf keine Gotteshäuser von anderen Religionen geben und
so weiter. Aber im Ausland - auch in Wien - sucht der König den interreligiösen
Dialog.
Wie reagiert die
saudische Gesellschaft auf die Deals mit dem Westen, insbesondere mit den USA?
Einige Gruppen sagen: „Haben wir euch nicht
gesagt, ihr sollt den USA nicht trauen und nicht alles auf eine Karte setzen? Jetzt
haben sie euch verraten und sich mit unserem Erzfeind Iran ausgesöhnt.“ Die
Waffendeals halten viele Saudis für eine Geldspende an den Westen.
Manche Experten
glauben, dass die saudische Monarchie trotz des Anscheins von Stabilität schon
bald kollabieren könnte.
Noch decken die Öleinnahmen viele Probleme
zu. Auch die religiösen Führer helfen dabei, die Bevölkerung ruhig zu halten, indem
sie das Demonstrationsverbot unterstützen. Aber dieses System kann so nicht für
immer existieren. Es kommt etwas in Bewegung: Die Leute stellen immer mehr
Fragen: Warum gibt es so viel Korruption? Wohin fließt das Geld?
Kann das
Königshaus wegen seiner historischen Abhängigkeit von den religiösen Führern
das System überhaupt modernisieren, ohne sich damit selbst zu Fall zu
bringen?
Bisher war das System reformresistent. Und
natürlich: Wenn es sich der König mit den religiösen Führern verscherzt, dann
werden diese den Menschen sagen: "Okay, es ist euer Recht, zu
demonstrieren." Derzeit gibt es eben diesen Pakt mit den religiösen
Führern: Sie halten die Bevölkerung ruhig, dafür bekomme sie Privilegien.
Sie leben in
London. Was ist für Sie der größte Unterschied zu Saudiarabien, wo Sie
aufgewachsen sind?
Die intellektuelle Freiheit. Ich kann in
London im Rahmen der Gesetze denken und schreiben, was ich will. In
Saudiarabien wäre das unmöglich. Dort ist es ein Verbrechen, meine Bücher zu
besitzen. Ein älterer Richter fasste 15 Jahre Haft aus. Einer der Vorwürfe war,
dass er eines meiner Bücher besaß.
Besuchen Sie Ihre
Verwandten in Riad von Zeit zu Zeit?
Nein, denn ich würde vielleicht nicht zurückkehren.
("Die Presse", Print-Ausgabe, 27.11.2013)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك