ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة
كتبه : MARTIN GEHLEN
رابط المقال من موقع الصحيفة الألمانية
كتبه : MARTIN GEHLEN
إنتصار السيسي علي الشعب |
لقد سعي الحكام الجدد في مصر بكل ما أوتوا من قوة إلي دفع المواطنيين المصريين إلي المشاركة في الإنتخابات وراح مؤيدو النظام يلصقون صور السيسي في كل مكان في البلاد في الوقت الذي يتم فيه تلميع المرشح الرئاسي المحتمل في جميع وسائل الإعلام منذ شهور بينما يتم إعلان معسكر المعارضة المهم وهو جماعة الإخوان تنظيماً إرهابياً.
وكأن كل هذا ليس كافياً لجذب الناخبين فقد قامت الحكومة المؤقتة بإعلان اليوم الثاني من الإنتخابات عطلة رسمية وأجبرت المحال التجارية الكبري علي غلق أبوابها مبكراً في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة النقل المصرية عن تذاكر نقل مجانية للوافدين.
ليس هذا فحسب بل قبل إغلاق صناديق الإقتراع بقليل يتم مد التصويت ليوم ثالث بينما تجوب سيارات بمكبرات صوت الشوارع والحواري مهددة المواطنيين بدفع غرامة حال تخلفهم عن التصويت.
كل هذه الإجراءات أتخذها السيسي ليثبت أن إنقلابه علي الرئيس السابق محمد مرسي جاء بناء ً علي رغبة شعبية فكان لزاماً أن يتم جذب أكبر عدد ممكن من الناخبين للتصويت.
لكن كل تلك الحيل لم تفلح ولم يحقق السيسي نسبة الإقبال التي يتمناها لكنه حصل علي نسبة كبيرة من الأصوات تماماً كتلك التي نسمع عنها في كوريا الشمالية حيث فاز بنسبة 96.2% لكن نسبة الإقبال الضعيفة كانت واضحةً جداً وبعد أن تم الإعلان عن نسبة إقبال بلغت 35% قامت لجنة الإنتخابات بتحويل النسبة إلي 46% بطريقة سحرية غامضة.
لكن في النهاية تم إعلان فوز السيسي وسط إحتفالات بضعة آلاف من مؤيديه وصمت من غالبية المصريين وإحساس ملايين الشباب المصري بأنهم تعرضوا للخيانة حيث إختفت الروح من ميدان التحرير.
الشباب المصري بات مقتنعاً تماماً أن المناورة التي قام الجيش ليست سوي إعادة لنظام مبارك من جديد بكل رجال أعماله ورجال إعلامه.
الإنتقام من الشعب
النظام الحاكم في مصر منذ 3 يوليو 2013 والمتكون من الجيش والقضاء والشرطة ورجال مبارك يؤيده ثلث الشعب المصري تقريباً لكن أقدام هذا النظام لم تثبت بالشكل الذي حاولت فيه دعايته المستمرة تصويره.
ظلم هذا النظام وقهره لمعارضيه وصل إلي حد غير مسبوق لم تشهده مصر في تاريخها الحديث فالمعتقلات المصرية تضم بين زنازينها أكثر من 41 ألف معتقل سياسي منذ الإطاحة بمحمد مرسي وذلك بحسب المركز المصري للحقوق الإقتصادية والإجتماعية (ECESR).
هؤلاء المعتقلون والمعتقلات لا يعرفون حتي الآن بأي تهمة يحاكمون في الوقت الذي أصبح فيه ظلم القضاء المصري وأحكامه الجائرة أمراً معتاداً تماماً كحفلات التعذيب الجماعي والإعتداءات الجنسية بينما تقوم الشرطة المصرية بالإنتقام من الشعب.
"السيسي عذاب ومعاناة"
حتي بعد إعلان فوزه لا يزال السيسي يخفي برنامجه الإنتخابي وخططه من أجل النهوض بالبلاد.
كل ما قاله الرجل هو أنه سيبني مدناً جديدة وشوارع جديدة ومطارات جديدة دون أن يخبرنا من أين سيمول كل تلك المشروعات.
السيسي وجه رسالة للشباب في إحدي لقاءاته التلفزيونية قائلاً : " لما تيجي تفطر الصبح فكر شوية قبل ما تفطر واسأل نفسك أنت قدمت إيه لمصر في اليوم اللي قبله" مضيفاً أن الدولة لم يعد لديها ما تعطيه وأن فرصة مصر الوحيدة في المستقبل هي العمل الشاق مؤكداً علي أن البعض يظنون أنه من النوع المتساهل لكنه يؤكد أنه "عذاب ومعاناة".
رابط المقال من موقع الصحيفة الألمانية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك