الاثنين، 9 يونيو 2014

حوار مها عزام مع صحيفة "تاجس أنتسايجر" السويسرية

أجري الحوار : Christof Münger
ترجمه من الألمانية : إسماعيل خليفة

مها عزّام في حوار مع صحيفة سويسرية : التعذيب عاد من جديد


مها عزام أستاذة العلوم السياسية تطالب بمحاكمة السيسي أمام المحكمة الجنائية الدولية مؤكدةً أن إنقلاب السيسي العسكري لم يستفد منه سوي حرس مبارك القديم ورجال الأعمال.

وقد أجرينا حواراً مع مها عزام إليكم نصه :

..................................................................

الصحيفة : ذات مرة نشرتِ تغريدة علي موقع تويتر قلتي فيها أن مؤيدي السيسي يروجون ل"أيدلوجية فاشية" ألا تعتقدين أنكِ ربما بالغتي في التعبير؟

مها عزام : لا لم أبالغ. الوضع الحالي في مصر أسوأ من الوضع أيام مبارك حيث يقوم الإعلام المصري بصنع مناخ يتم من خلاله التفريق بين "هم" و "نحن" حتي أن أحد المطربين المصريين قد أصدر أغنية تقول كلماتها "أنتوا شعب وإحنا شعب ولينا رب وليكوا رب" وكل هذا يهدف إلي شيطنة الإخوان المسلمين.

كما أن الماكينة الدعائية للعسكر تستخدم لغةً مليئة بالكراهية ساهمت في إحداث حالة من الإستقطاب الكامل في المجتمع. 

..................................................................

الصحيفة : القيادة المصرية قامت بإلغاء حالة الطوارئ أليس هذا دليلاً علي رغبتهم في إستخدام القواعد الديموقراطية؟

مها عزام : هذا مجرد فعل رمزي لكن الأهم منه هو أن النظام أصدر قانوناً جديداً يحد من حرية التظاهر السلمي ما يدل علي أنه دائماً ما يوجد بديل لقانون الطوارئ. 

..................................................................

الصحيفة : ما الخطأ الذي حدث بعد إسقاط مبارك من وجهة نظرك؟

مها عزام : الخطأ هو الإعتقاد بأننا قد أسقطنا النظام بينما في الواقع نحن لم نُسقط سوي رأس النظام وكان يجب علي مرسي من البداية أن يحذر من عودة النظام القديم لاسيما وأن القضاء والشرطة والإعلام لم يعترفوا بشريعة مرسي للحظة واحدة.

لقد طالب المصريون في 25 يناير بتغيير ثوري لكن البيروقراطية والفساد الذي إستشري خلال 60 عاماً من الديكتاتورية في ظل 3 رؤساء مستبدين ظل كما هو دون مساس.

..................................................................

الصحيفة : ربما أراد مرسي توطيد سلطاته من خلال تقليد الإخوان مناصب قيادية؟

مها عزام : أيهما أفضل؟ رئيس منتخب أم عودة العسكر لممارسة السياسة؟ الإجابة واضحة ومعروفة.

مرسي فاز في إنتخابات نزيهة شهد العالم بنزاهتها والوسيلة الوحيدة لتغيير نظام مرسي هو الإنتخابات لكن العسكر لديهم مصالح إقتصادية كان عليهم الدفاع عنها وتم إعادة النظام القديم بعد شيطنة مرسي.

المثير للسخرية هنا هو أن القوي العلمانية والليبرالية دعمت العسكر.

..................................................................

الصحيفة : مرسي تم إنتخابه ديموقراطياً لكن هل كان مرسي نفسه ديموقراطياً؟

مها عزام : في ال 60 عاماً الماضية لم تشهد مصر حرية كتلك التي شهدتها في فترة حكم مرسي برغم بعض أخطائه والتي كان أكبرها أنه حاول الحصول علي السلطة الكاملة من أجل إنجاز الدستور لكن مبرره في ذلك ربما كان خوفه من أن يقوم القضاء بحل اللجنة التأسيسية لكتابة الدستور كما فعل مع البرلمان.

..................................................................

الصحيفة : رجل الأعمال المصري الشهير والمقيم في سويسرا "سميح ساويرس" قال لنا أن الإخوان المسلمين إستغلوا الديموقراطية للوصول للسلطة وأسأوا إستخدامها.

مها عزام : هكذا يبرر كل معارضي مرسي الإنقلاب العسكري وهؤلاء كانوا من المقربين من الرئيس المخلوع حسني مبارك وتربحوا وصاروا من أثري الأثرياء في ظل حكمه.

أضف إلي ذلك أن رجال الأعمال من أمثال ساويرس كانوا يخشون أن يقوم مرسي بمكافحة الفساد وفرض ضرائب علي الأغنياء. 

أما عن أخطاء مرسي فإنه لا يمكن مقارنتها بجرائم العسكر والتي من بينها القيام بمجازر في حق الشعب وهي جرائم ضد الإنسانية لذلك سنقاضي السيسي أمام المحكمة الجنائية الدولية.

..................................................................
الصحيفة : سامح ساويرس مسيحي. فماذا تقولين في الإعتداءات التي وقعت علي الكنائس في مصر؟

مها عزام : مرسي والإخوان أدانوا كل أشكال العنف ضد الأقباط لكن الإعتداءات حدثت وتوجد أدلة علي أن الشرطة سمحت بحدوث تلك الإعتداءات وذلك لأن الداخلية المصرية تريد بث الذعر وعدم الإستقرار حتي يمكنها لعب دور الضامن للإستقرار في البلاد.

..................................................................

الصحيفة : هل تشعرين بالأمان في مصر؟

مها عزام : لا يمكنني العودة إلي مصر مرة أخري.

لقد تظاهرت في ميدان التحرير في 25 يناير 2011 وحتي أبريل 2013 كنت أزور مصر كل شهر تقريباً وقد عملت لفترة كمستشارة لحكومة مرسي فيما يخص المسائل المتعلقة بالسياسة الخارجية لكنني بعد ذلك قمت بإنتقاد السيسي ونظامه العسكري بشدة أمام مقر الحكومة البريطانية هنا في لندن وقد تسبب ذلك في غضب شديد في مصر من قِبل النظام العسكري هناك.

..................................................................

الصحيفة : ما الذي تخافين منه في مصر؟

مها عزام : لو نزلت مصر فإنه سيتم إيقافي وإستجوابي فور وصولي المطار وسيتم معاملتي أسوأ معاملة ثم سيتم بعدها إعتقالي كثير من الشخصيات التي تم إعتقالها.

..................................................................

الصحيفة : هل تزايدت إنتهاكات حقوق الإنسان تحت قيادة السيسي؟

مها عزام : نعم وعاد التعذيب مرة أخري وهو ما أكدته منظمات حقوق الإنسان وعادت الشرطة للتعامل بوحشية وتم إعتقال الألاف بينما تم قتل مابين 3000 إلي 5000 شخص بل إنه حتي النساء والأطفال لم يسلموا من الإعتقال والرمي في السجون وقد أصبح كل من يعارض السيسي إرهابياً فقد صنع العسكر مناخاً من الخوف في البلاد.

..................................................................

الصحيفة : هل كان الإخوان المسلمون متسامحون مع المصريين الذين يرغبون في حياة علمانية؟

مها عزام : في العام الذي قضاه مرسي في السلطة لم يتم منع شيئ فقد كان للإخوان إهتمامات أكبر من حظر بيع الخمور وحظر البكيني وكان الإخوان يعرفون أن إقتصاد البلاد قائم علي السياحة.

..................................................................

الصحيفة : نحن هنا في زيورخ وأنتي لا ترتدين حجاب فهل لو كنت في مصر كنتي سترتدين الحجاب؟

مها عزام : لا . بل إنني لم أرتدي الحجاب عندما قابلت مستشار مرسي وقد كانت أول مرة أظهر فيها علي المسرح السياسي في مصر.

..................................................................

الصحيفة : ما هو الدور الذي يلعبه الغرب تجاه الأزمة المصرية؟

مها عزام : الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي أشادوا بالربيع العربي وأعتبروه ميلاداً للديموقراطية لكنهم قبلوا بالإنقلاب العسكري في مصر بعد ذلك بدلاً من أن يدينوه وهذا خطأ فادح من الغرب لأن الغرب سيكون عليه من الآن فصاعداً التعامل مع جنرال إنقلابي مستعد أن ينتهك حقوق الإنسان بأقسي صورة من أجل بقائه في السلطة ولا يعني السيسي من سيقف معه ومن سيقف ضده فهو يعتمد علي الروس ودول الخليج مع تجنب التوجه إلي أمريكا وهذا ليس في مصلحة الغرب لأن الإنقلاب علي الرئيس المنتخب محمد مرسي قد يعطي المتطرفين غطاءاً ومبرراً لإنتهاج العنف كرد فعل. 

..................................................................

الصحيفة : ماذا تتوقعين في محاكمة مرسي؟

مها عزام : الدعوي تعتمد علي تهم ملفقة ومرسي تم إختطافه ولا يمكنني أن أتصور أن يحصل مرسي علي محاكمة عادلة.

أُجري الحوار في 30 أكتوبر 2013


صورة لشبان مصريين يتظاهرون بعدسة المصور الصحفي المتميز عمرو صلاح الدين




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك